اتفق المشاركون في الملتقى الوطني الموسوم، “آفاق الاستثمار في الزراعة الاستراتيجية وتثمين السلالات المحلية”، المنظم بولاية النعامة، على أهمية إنشاء بنك الجينات، لحماية سلالة الأغنام المحلية “الدغمة”، المعروفة محليا بـ “السلالة الحمراء”، وإنشاء وسم خاص بها.
وأبرز المدير العام للمركز الوطني للتلقيح الإصطناعي والتحسين الوراثي ببئر توتة (الجزائر العاصمة)، شعبان شكري، أهمية إنشاء بنك الجينات لسلالة “الدغمة” من أجل المحافظة على نواتها النقية جينيا وتوزيعها على المربين وإنشاء برنامج تكويني خاص بهؤلاء يخص إدارة تكاثر هذه السلالة مع تسطير مخطط وطني لحماية وتنمية السلالات المحلية.
وركّزت مداخلات الباحثين حول هذا الجانب على أهمية تثمين هذه السلالة من خلال تجسيد برنامج عمل على المدى القريب لفتح مخابر بالنعامة وسعيدة والبيض وتلمسان التي تعدّ مهد تربية هذه السلالة، وتحسين طرق أخذ عينات دقيقة والحفاظ على الجينات ذات الموارد الوراثية القيمة من أجل نقلها لتحسين قطعان الماشية والحفاظ على الثروة الحيوانية المحلية.
ومن جهته، أرجع رئيس الفدرالية الوطنية للموالين، جيلالي عزاوي، في مداخلته، تراجع أغنام “الدغمة” إلى العامل البشري والمناخي معا، خاصة في ظل شحّ الأمطار الذي أثّر بشكل كبير على المساحات الرعوية، وكذا غزو السلالة البيضاء، بالرغم من كون، “الدغمة من أحسن السلالات الجزائرية”، يقول موضحا بأن الملتقى الأخير جاء كفرصة لإعادة الاعتبار لها وهي التي “كانت فيما مضى تصدّر نحو أوروبا بأسعار جد مرتفعة مقارنة بلحوم السلالات الأخرى”.
وخلص المشاركون إلى التوصية بخلق أوعية عقارية جديدة توجّه بالخصوص للمشاريع الإستراتيجية، وتطهير واسترجاع الأراضي غير المستغلة وإعادة منحها للمستثمرين الجادين، وكذا تشجيع إقامة مشاريع خاصة بالبنية التحتية والصناعات التحويلية والتخزين لتثمين المنتوج الفلاحي المحلي.