أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بالإسراع في إطلاق مشروع الفيلم السينمائي عن الأمير عبد القادر، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الأبعاد العالمية والرمزية الكبيرة لشخصية الأمير، من خلال إبراز نضاله ضد الاستعمار وجهوده في بناء الدولة الجزائرية الحديثة.
جاء ذلك في اجتماع الحكومة الذي ترأسه الوزير الأول، نذير العرباوي، اليوم الأربعاء، والذي خصص لمناقشة عدد من الملفات المهمة.
وكان رئيس الجمهورية قد أسدى تعليمات في أكتوبر الماضي لإطلاق مناقصة دولية تتعلق بإنتاج وإخراج فيلم عن الأمير عبد القادر، مع فتح المجال أمام الكفاءات السينمائية الجزائرية والعالمية.
وتهدف هذه المبادرة إلى تحقيق إنتاج سينمائي ضخم يعكس الدور الريادي للأمير في مواجهة الاستعمار الفرنسي وبناء الدولة الجزائرية.
تمثال الأمير عبد القادر في وهران: تخليد للمقاومة والهوية
وكان رئيس الجمهورية قد أعلن فيما سبق عن تشييد تمثال ضخم للأمير عبد القادر في أعالي جبال مرجاجو بمدينة وهران، بالقرب من حصن سانتا كروز، بارتفاع 42 مترًا، سيكون التمثال الأكبر في العالم، متجاوزًا تمثال “ريو دي جانيرو” في البرازيل. كما سيزود سيف الأمير بتقنية الليزر موجهًا نحو القبلة، مع حصان الأمير الذي سيقف على خمس ركائز، رمزية لأركان الإسلام.
الأمير عبد القادر: قائد عالمي ومقاوم فذ
الأمير عبد القادر (1808-1883) يُعد من أبرز القادة السياسيين والعسكريين في التاريخ الحديث، ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، تميز بشجاعته وحنكته السياسية، إلى جانب كونه رجل فكر وعلم.
قاد مقاومة شرسة ضد الاستعمار الفرنسي، وسعى لنشر قيم العدالة والتسامح، مما أكسبه مكانة مرموقة عالميًّا.
الاحتفاء العالمي بالأمير عبد القادر
لم يقتصر الاحتفاء بالأمير عبد القادر على الجزائر فقط، بل امتد إلى العالم، لتصبح شخصية الأمير نموذجًا عالميًّا للإنسانية والتسامح. في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في ولاية آيوا، توجد مدينة تحمل اسم “القادر”، تكريمًا له، حيث استوحى مؤسسوها الاسم بعد اطلاعهم على بطولاته وإنسانيته من خلال الصحافة الأمريكية التي سلطت الضوء على مقاومته للاحتلال الفرنسي ومواقفه النبيلة في الحروب.
أما في روسيا، فقد خلدت موسكو ذكرى الأمير عبد القادر بنصب تذكاري يُعد الأول من نوعه لقائد عربي ومسلم هناك. جاءت هذه المبادرة عرفانًا لموقفه الإنسانية الشجاعة عام 1860، عندما أنقذ القنصلية الروسية وأفرادها في دمشق خلال الأحداث الطائفية التي شهدتها المنطقة. وقد استحق تقدير روسيا الذي تجسد في منحه وسام “فارس النسر الأبيض الروسي”.