الرعب المضحك في أفكار ترامب.. رئيس يفكّر خارج العقل

تبدو أفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كاريكاتورية أحيانًا ومثيرة للسخرية في كثير من الأحيان، لكنها تحمل في طياتها جوانب مرعبة. فالخطورة الحقيقية تكمن في قدرته على تحويل أي اقتراح، مهما بدا عبثيًا، إلى محور جدل عالمي. هذا يحدث وسط دائرة من المساعدين في واشنطن الذين –كما وصفهم الكاتب توماس فريدمان– يتمايلون معه في كل اتجاه دون أن يجرؤوا على الاعتراض. وهكذا، فإن أفكاره ليست مجرد استعراض إعلامي، بل هي وصفة جاهزة للفوضى، سواء داخل الولايات المتحدة أو على المستوى الدولي. فالتهجير الجماعي والتلاعب بمصائر الشعوب ليسا مجرد أدوات للعب السياسة، بل يمثلان قنبلة موقوتة قادرة على تفجير أزمات إنسانية وأمنية تمتد تداعياتها إلى تهديد استقرار العالم بأسره.

يمتلك ترامب سجلًا حافلًا في مجال طرح الأفكار التي تبدو غير واقعية أو بعيدة عن المنطق. وأحدث هذه الأفكار المثيرة للفزع كانت خطته لتحويل قطاع غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، لكن، مع تهجير سكان القطاع إلى دول مجاورة، وفق ما اقترحه ترامب.

بيتر لودج، مدير مدرسة الإعلام والشؤون العامة في جامعة جورج واشنطن، وصف ترامب بأنه خاض “مسيرة رجل استعراض بمقاييس فائقة”، مشيرًا إلى أن “الاستعراض هو بذاته الغرض، فيما يتراجع الواقع إلى المرتبة الثانية”. وأقرّ لودج بأنّ تكتيكات ترامب غالبًا ما تحقق أهدافها، فعندما لا تأتي تصريحاته الصادمة بأي تأثير، تُقدَّم على أنها “نكتة أو تكتيك تفاوضي”. أما إذا تحول مقترحه الغريب إلى واقع، فهو يصف نفسه بالعبقري.

لم يكن رد الفعل الدولي أقل إثارة للانتباه، حيث وصفت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية خطته المتعلقة بتهجير سكان غزة، بأنها “تبجح وجعجعة فارغة”، متهمةً الولايات المتحدة بمحاولة الابتزاز. ففي بيان نشرته، وصفت إعلان ترامب بأنه يشعل العالم “كقدر يغلي بالعصيدة”، وأشارت إلى سجل إدارته الحافل بالمقترحات العبثية، مثل السيطرة على قناة بنما وغرينلاند، أو تغيير اسم “خليج المكسيك” إلى “خليج أمريكا”. كما نعتت واشنطن بأنها “لص عنيف” يعبث بسيادة الدول وكرامتها.

ترامب يعتمر قبعة “الخبير”

على الصعيد الداخلي، لا يمكن تجاهل أحد أكثر اللحظات إثارةً للجدل خلال ولاية ترامب الأولى. ففي أفريل 2020، وأثناء ذروة انتشار جائحة كوفيد-19، قرر ترامب أن يرتدي قبعة “الخبير العلمي”، ليقترح علاج الفيروس باستخدام المطهرات. وخلال مؤتمر صحفي يُفترض أن يعرض فيه معلومات علمية دقيقة، تحدث عن فكرة تسليط ضوء فوق بنفسجي قوي على الجسم، أو حقن المطهرات مباشرة في البشر.

التفت الرئيس إلى الدكتورة ديبوراه بيركس، مستشارة البيت الأبيض للشؤون الصحية آنذاك، وقال: “ماذا لو جربنا ذلك؟ أليس ذلك مثيرًا؟”. وبينما بدت بيركس وكأنها تعيد التفكير في خياراتها المهنية بأكملها، أثارت هذه التصريحات موجة من الذعر في الأوساط العلمية والطبية.

تصريحات ترامب قوبلت وقتها، بانتقادات واسعة من العلماء والأطباء، الذين وصفوا الفكرة بأنها خطيرة للغاية. فقد حذر الدكتور جون بالميس، أخصائي أمراض الرئة، قائلًا: “حتى كمية صغيرة جدًا من المطهر قد تدمر الرئتين تمامًا”. بينما ذهب آخرون إلى وصف الفكرة بأنها ليست فقط غير علمية، بل تُعد “وسيلة شائعة للراغبين في الانتحار”.

أما في المجال السياسي، غرّد والتر شوب، المدير السابق للهيئة الفيدرالية المكلفة بالأخلاقيات، قائلًا: “توقفوا عن بث مؤتمراته الصحفية حول فيروس كورونا. إنها تعرض أرواحًا للخطر. رجاءً، لا تشربوا المواد المعقمة ولا تحقنوا أنفسكم بها”. وانضم إليه وزير العمل الأسبق روبرت ريش، الذي قال إن “مؤتمرات ترامب الصحفية تشكل خطرًا على الصحة العامة. قاطعوا هذه الدعاية واستمعوا إلى الخبراء”.

ولم يتوقف الجدل عند العلماء والسياسيين، بل وجدت شركات المطهرات نفسها مضطرة للتدخل. أصدرت شركة “ريكيت بينكيزر”، المصنعة لمنتجات “ديتول”، بيانًا قالت فيه بلهجة صارمة: “منتجاتنا مخصصة لتنظيف الأسطح فقط. لا تشربوها، لا تحقنوها، ولا تضيفوها إلى الشاي!”.

بينما أثارت تصريحات ترامب الرعب في بعض الأوساط، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة. إذ غرد حساب المركز الفرنسي “مارساي إيمونوبول” مازحًا: “ربما إشعال النار بالجسم سيكون الحل البديل!”. واقترح آخرون ساخرين أن الخطوة التالية لترامب قد تكون الترويج للاستحمام بالكلور كعلاج شامل.

هكذا، تحول المؤتمر الصحفي الذي كان يُفترض أن يطمئن الشعب إلى مزيج من العبث والإحراج، مضيفًا صفحة جديدة إلى سجل ترامب الحافل بالتصريحات المثيرة للجدل، والتي لم تكن فقط محل استهجان، بل أيضًا مصدر قلق حقيقي بشأن تأثيرها على الصحة العامة والأمن العالمي.

ربما كانت الدكتورة ديبوراه بيركس الشخصية الأكثر لفتًا للأنظار خلال تلك اللحظة التاريخية التي اقترح فيها ترامب حقن المعقمات كعلاج لفيروس كوفيد-19. تعبيراتها أثناء حديثه اختزلت المشهد كله: مزيج من الإحراج والصدمة، ومحاولة يائسة للحفاظ على رباطة جأشها أمام الكاميرات. كانت تنظر وكأنها تتساءل إذا ما كان تغطية وجهها بيدها سيكون تصرفًا لائقًا في تلك اللحظة. وعلى الرغم من أن ترامب لم ينجح في حل أزمة كوفيد-19 بمقترحاته الغريبة، إلا أنه بالتأكيد نجح في تحويل الطب إلى نكتة عالمية. واليوم، يبدو أنه يحول بلاده بأكملها إلى نكتة.

بين “التفكير خارج الصندوق” و”التفكير خارج العقل

أما بشأن خطته لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، فقد وصف الكاتب الأمريكي البارز توماس فريدمان تلك الفكرة بأنها واحدة من أكثر الخطط حماقة وخطورة في التاريخ. وفي مقاله الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز، أكد فريدمان أن خطة ترامب لتحويل غزة إلى منتجع سياحي بعد تهجير سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، تُظهر كيف أن المسافة قصيرة بين “التفكير خارج الصندوق والتفكير خارج العقل”.

وذهب فريدمان إلى أبعد من ذلك عندما قال: “يمكنني الجزم بكل ثقة بأن اقتراح ترامب هو أخطر مبادرة ‘سلام’ وأكثرها حماقة يطرحها رئيس أمريكي على الإطلاق”. لكنه أبدى قلقه الأكبر من السرعة التي وافق بها مساعدو ترامب وأعضاء حكومته على الخطة، بالرغم من أن معظمهم لم يُطّلع عليها مسبقًا. ووصف هؤلاء المساعدين بأنهم “مجموعة من الدمى التي تهز رؤوسها باستمرار”، تعبيرًا عن انصياعهم التام لكل أفكار الرئيس، مهما بدت عبثية.

وأضاف فريدمان أن خطة غزة ليست مجرد أزمة تخص الشرق الأوسط، بل تعكس نموذجًا مصغرًا لما تواجهه الولايات المتحدة في ظل قيادة ترامب. ففي ولايته الأولى، كان الرئيس محاطًا بمساعدين ووزراء وجنرالات عملوا على كبح أسوأ اندفاعاته واحتواء قراراته. لكن الوضع تغير الآن، إذ أصبح محاطًا بمساعدين ومشرعين يرتجفون خوفًا من غضبه أو من هجمات “الغوغاء” على الإنترنت، الذين يُطلقهم حليفه الملياردير إيلون ماسك لتشويه سمعة من يجرؤ على معارضته.

يرى فريدمان أن المزيج الحالي الذي يجمع بين حرية ترامب المطلقة، وتواطؤ ماسك في تمكينه، وجبن المسؤولين الذين يعيشون في خوف دائم، يمثل وصفة للفوضى في الداخل والخارج. ووصف ترامب بأنه أقرب إلى زعيم مافيا منه إلى رئيس دولة، مشيرًا إلى مطالباته الغريبة بضم جزيرة غرينلاند الدنماركية، والسيطرة على قناة بنما، وتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن.

بالنهاية، يوضح فريدمان أن هذه الأفكار ليست مجرد استعراض أو عبارات طنانة، بل تشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن والاستقرار، سواء في الولايات المتحدة أو في العالم أجمع. أفكار ترامب ليست سوى قنابل موقوتة تنتظر الانفجار، لتترك تداعياتها الكارثية على الجميع.

كابوس يهدد الغرب

نشرت صحيفة إندبندنت مقالًا للكاتب سام كايلي، وصف فيه أحلام دونالد ترامب المحمومة بأنها كابوس للغرب. وأشار إلى أن تهديدات ترامب بقطع المساعدات الأمريكية عن مصر والأردن ليست فقط خطيرة، بل تصب في مصلحة أعداء أمريكا. كما أن تهديداته بتحويل غزة إلى “جهنم” إذا لم تطلق حركة حماس الأسرى المحتجزين لديها بحلول منتصف يوم السبت المقبل، تبدو عديمة الجدوى، إذ لا يمتلك الرئيس الأمريكي أي قدرة -تتجاوز ما تمتلكه (إسرائيل) بالفعل- على “معاقبة” حماس إذا لم تستجب لمطالبه.

تأتي تصريحات ترامب في سياق اتفاق هش لوقف إطلاق النار بالكاد يصمد. ويرى كايلي أنه إذا انهار الاتفاق بالكامل، فإن (اسرائيل) قد تستمر في قصف القطاع، خاصة أن ترامب منح مجرم الحرب نتنياهو الضوء الأخضر للمضي قدمًا في ذلك، كما رفع القيود السابقة التي فرضتها إدارة بايدن على توريد القنابل الضخمة التي تزن 2,000 رطل.

وأشار الكاتب إلى أن تهديدات ترامب غير المعقولة قد تجعل سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يواجهون هجومًا مزدوجًا من (اسرائيل) والولايات المتحدة. ومن الناحية الفنية، تمتلك الولايات المتحدة القدرة على مهاجمة القطاع باستخدام صواريخ كروز، وقنابل خارقة للتحصينات، وحتى المدافع البحرية من البحر الأبيض المتوسط.

يعلق كايلي بأن أي تورط عسكري أمريكي مباشر سيكون اختبارًا لما يسمح به الدستور الأمريكي، وسيُعتبر بمثابة إعلان حرب دون موافقة الكونغرس. كما يشير إلى أن نهج ترامب في مهاجمة مؤسسات الحكومة الفيدرالية -بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ووزارة الدفاع- يظهر عدم اكتراثه بالدستور الذي أقسم على حمايته. ويرى الكاتب أن ترامب حتى وإن لم يشن حربًا على غزة، فإنه يمهد الطريق لتفجير الشرق الأوسط وتسليم النفوذ الأمريكي هناك إلى منافسيها.

تهديدات المساعدات وأزمة اللاجئين

واحدة من أبرز تهديدات ترامب كانت قطع المساعدات عن مصر والأردن ما لم يوافق البلدان على استقبال 1.8 مليون فلسطيني من غزة في “بيوت جميلة” يفترض أن تبنيها الولايات المتحدة بـ “مليارات” خيالية. وتحدث الكاتب عن لقاء الملك عبد الله الثاني مع ترامب يوم الثلاثاء الماضي، واصفًا إياه بأنه كان في “مهمة مستحيلة”.

وقد حاول الملك الأردني إقناع الرئيس الأمريكي بأن هذا الحلم المحموم لن يؤدي إلا إلى الحرب والفوضى، وربما يعرض استقرار الأردن نفسه للخطر. وأشار كايلي إلى التاريخ الحافل بالمخاطر التي واجهها العرش الأردني، حيث تعرض الملك حسين لمحاولات اغتيال عدة خلال فترة حكمه التي استمرت 46 عامًا، كما اغتيل جده الملك عبد الله الأول في المسجد الأقصى.

ويتعامل الغرب على وجه الخصوص مع فكرة استيعاب الأنظمة الديكتاتورية العلمانية في الشرق الأوسط باعتبارها خيارا أفضل من الفكرة الإسلامية التي تتبناها جماعة الإخوان المسلمين. ولا تستطيع مصر، ولن تفعل، استقبال مليون فلسطيني. فهي لا تستطيع أن تتحمل تكاليف هذا على المستوى السياسي.

وأظهر ترامب هذا العام أنه عندما يقول إنه سيفعل شيئا، فإنه لا يخادع. وربما يكون من الممكن أن يضاعف من خطته لتطهير غزة من سكانها الأصليين حتى يظهر شكلا آخر أكثر اعتدالا من النزوح الجماعي ويكون مقبولا له. ولكن يبدو أنه جاد للغاية بشأن إضافة كندا كولاية أمريكية أخرى، وغزو أو شراء غرينلاند، وخنق أوكرانيا أيضا، مما يعني أنه قد يقطع المساعدات عن الأردن ومصر.

وقد رفض كلا البلدين بالفعل بصوت عال خطة ترامب لإعادة تطوير غزة. ولن تتردد مصر في البحث عن أماكن أخرى للمساعدة العسكرية والمالية. فما على السيسي إلا أن يرفع سماعة الهاتف، وسوف تخرج الصين دفتر شيكاتها وتنتزع السيطرة الاستراتيجية على قناة السويس والموانئ المتوسطية ونهر النيل.

ومن جانبها جددت الرئاسة والفصائل الفلسطينية، موقفها الرافض لخطة ترامب، الرامية لتهجير سكان قطاع غزة، وسط إشادة بموقف الأردن ومصر، الرافض لهذه الخطة، في وقت انطلقت فيه تحركات داخل المجتمع الأمريكي ترفض هذه الخطة، بوصفها “عمليات تطهير عرقي”.

الفصائل الفلسطينية في غزة.. موقف موحّد

وفي سياق مواجهة خطة ترامب، عقدت الفصائل الفلسطينية في قطاع لقاء وطنيا طارئا، بمشاركة قادة الفصائل، وممثلين عن العشائر، تخلله بحث خطة التهجير القسري، ومناقشة آثارها المدمرة على القضية الفلسطينية، وانتهى بتلاوة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش بيانا باسم المشاركين أكد فيه رفض الخطة، وأكد أن تصريحات ترامب تمثل “إعلان حرب تستهدف اقتلاع أهلنا من القطاع”.

وأكد أن صمود الشعب الفلسطيني يتطلب دعما، داعيا الدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها، وطالب كذلك القمة العربية المقبلة لـ “اتخاذ خطوات عملية لمواجهة مخططات التهجير الإجرامية”، وقال “نحن أمام خطر وجودي يتطلب استنفارًا وتوحيد كل جهود أبناء شعبنا”.

وفي ذات الوقت شدد على أن الشعب الفلسطيني سيُفشل الخطة وقال “ما عجز العدو عن تحقيقه بالقتل والإبادة لن ينجح في تحقيقه بالسياسة والإغراءات”، وقال “إن شعبنا الذي قدم التضحيات عبر عقود لن يترك وطنه وسيبقى متجذراً في أرضه”. وأكد كذلك أن “مخططات التهجير تمثل تطهيرًا عرقيًا وسنقاومها بكل ما نستطيع”، ودعا في ذات الوقت إلى تصعيد المواجهة في الضفة الغربية عبر العمل المقاوم ضد جيش الاحتلال.

وخلال الاجتماع قال أبو بلال العكلوك رئيس لجنة العشائر في قطاع غزة، خلال كلمة ألقاها: “نقول لترامب إذا كان وطنك قابل للبيع أو التغيير، فأن غزة وفلسطين لن تكون وطن بديل”، أما محمد البريم الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية فقال متحديا القرار وتباعته بعد تهديدات ترامب “جاهزون لتقديم التضحيات حتى لا يمر المخطط”، وطالب الدول العربية والإسلامية لأن “تهب وتنتصر لفلسطين”، كون المخطط يهدد الأمن العربي والإسلامي.

وهذا هو الاجتماع العلني الأول لقيادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، منذ أن بدأت الحرب على قطاع غزة، وقد جرى عقده داخل أحد الخيام التي أقامها سكان غزة، بدلا من منازلهم ومكاتبهم التي دمرت خلال الحرب.

وأصدرت حركة حماس بيانا جديدا ثمنت فيه مواقف كل من الأردن ومصر الرافضة للتهجير، والوطن البديل، والتأكيد على أن هناك خطة عربية لإعمار غزة دون تهجير أهلها. وقالت الحركة في بيانها “نعتبر الموقف الأردني امتدادًا لموقفه في رفض مشاريع التهجير والتوطين والوطن البديل، والتي تسعى إلى طمس هوية شعبنا الفلسطيني وإنهاء قضيته العادلة”.

وأكدت أن خطط ترامب “تسعى إلى طمس هوية شعبنا الفلسطيني وإنهاء قضيته العادلة”، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني “سيظل متمسكًا بأرضه ووطنه، ولن يقبل بأي حلول تنتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال”.

غزة ليست للبيع

ورفضا لخطة ترامب، أطلق نشطاء ومؤسسات حقوقية في الولايات المتحدة، حملة إلكترونية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملت عنوان “غزة ليست للبيع”، رفضاً لخطة تهجير المواطنين المقترحة من القطاع إلى دول الجوار. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أن النشطاء عبروا عن غضبهم من خطط التهجير المقترحة المرفوضة من الفلسطينيين والشعوب الحرة التي تساند حقوقه المشروعة.

وأشارت إلى أنهم شددوا في حملتهم، على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ورفض الحلول المجزأة التي تساهم في تعميق الصراع في المنطقة. وجاء ذلك في الوقت الذي وقعت فيه أكثر من 90 منظمة أمريكية ودولية، على بيان يدين تصريحات ترامب، الخاصة بتهجير سكان قطاع غزة، والاستيلاء على أراضيهم.

وشددت هذه المنظمات على أن هذه التصريحات تمثل “دعوة صريحة للتطهير العرقي”، وأنها مخالفة للقانون الدولي، وتشكل انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة، وأكدت أيضا أن تنفيذها يعتبر “تطهيراً عرقياً”، ودعتً المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد أي محاولات لإعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة بالقوة. وأكدت على أن “فلسطين هي أرض الشعب الفلسطيني، والمشاركة في تهجيرهم أو تسهيله أو تأييده يمثل انتهاكاً لكل مبدأ من مبادئ القانون الدولي، ويقوض النظام الدولي القائم على القوانين، ويدمر سمعة الولايات المتحدة عالمياً، ويعد فعلاً غير أخلاقياً”.

وحيد سيف الدين - الجزائر

وحيد سيف الدين - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
هذه أبرز الملفات التي ناقشها اجتماع الحكومة تحطم طائرة عسكرية بأدرار.. والجيش يفتح تحقيقًا في الحادث مظاهرات حاشدة بالمغرب تطالب بإسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني إحباط محاولة إدخال 30 قنطارًا من الكيف عبر الحدود مع المغرب الجزائريون في رمضان.. حين يتحوّل العمل التطوعي إلى عادة مُتجذرة في المجتمع شراكة أمنية وتنموية بين الجزائر وتونس لخدمة المناطق الحدودية غزة تحت القصف الصهيوني.. عظّم الله أجركم فيما تبقّى من إنسانيتكم أيها...! في محاولة لتخفيف التوتر.. وزير الخارجية الفرنسي يتودد للجزائر رقم أعمال "جيتكس" للنسيج والجلود يرتفع بـ15 بالمائة في 2024 اليونيسف: المشاهد والتقارير القادمة من غزة تفوق حدود الرعب القضاء الفرنسي يرفض تسليم بوشوارب للجزائر.. هل تتصاعد الأزمة؟ وزير الداخلية التونسي يزور مديرية إنتاج السندات والوثائق المؤمنة بالحميز انتشار "الجراد الصحراوي" يُهدّد 14 ولاية.. وهذه المناطق المعنية الجزائر تُروّج لمنتجاتها الغذائية في صالون لندن الدولي من الهاغاناه إلى "الجيش الإسرائيلي".. قرنٌ من التآمر على فلسطين! تقييم جهود البحث والإنقاذ البحري.. نحو استجابة أكثر فاعلية الجزائر تُندّد بجرائم الاحتلال في غزة وتدين صمت مجلس الأمن تراجع طفيف في أسعار النفط وسط احتمالات إنهاء الحرب بأوكرانيا نضال دبلوماسي لكسر العزلة.. الحقيقة الصحراوية تتحدّى التزييف المغربي خطوة نحو الاكتفاء الذاتي.. قطع غيار جزائرية في قلب صناعة السيارات