انطلق الإثنين السباق الانتخابي في ليبيا، وذلك ببدء توزيع بطاقات الناخبين وافتتاح منظومة تسجيل المترشحين للانتخابات البرلمانية، أو لأول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد، والتي ستتزامن مع ذكرى الاحتفال باستقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951.
وكان رئيس المفوضية الوطنية المستقلة للانتخابات عماد السايح، أعلن في مؤتمر صحفي الأحد عن انطلاق العمليتين الانتخابيتين وفتح باب الترشح اليوم الاثنين. وقال السايح إن المفوضية تسلمت من مجلس النواب كل التعديلات الفنية الخاصة بقانوني الانتخابات البرلمانية والرئاسية، المقرر لها في 24 ديسمبر المقبل، “وهي تعديلات تمكن المفوضية من تنفيذ العمليتين الانتخابيتين دون طعن في إجراءات تنفيذها”.
وأضاف أن مكاتب المفوضية تبدأ في كامل أرجاء ليبيا، اليوم، في تسليم بطاقات الناخبين لأصحابها و استقبال ملفات المترشحين للاستحقاقين الرئاسي. والتشريعي.
وأوضح السايح أن قبول طلبات الترشح لانتخاب رئيس الدولة سيستمر إلى غاية 22 نوفمبر، بينما يستمر استقبال ملفات الترشح لانتخاب أعضاء مجلس النواب إلى 7 ديسمبر القادم.
وسيقتصر قبول الترشح للرئاسيات، على فروع المفوضية بطرابلس وبنغازي وسبها، وذلك لحساسية الموقف إزاءها، في حين سيتم قبول طلبات الترشح للانتخابات البرلمانية في كافة فروع مكاتب الإدارات الانتخابية التابعة للمفوضية.
وشدد على التزام المفوضية بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر، والذي سيكون موعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بينما ستجرى الجولة الثانية بالتزامن مع انتخابات مجلس النواب التي توقع السايح إجراءها بعد 52 يوما من انتهاء الجولة الأولى.
وتم اليوم البدء في تنفيذ عملية توزيع البطاقات الخاصة بالناخبين، وهي عملية تعد الأولى من نوعها في البلاد ولا تقل أهمية عن قبول طلبات الترشح.
وأبرز السايح أن المفوضية ستفتح الاثنين 14 مركزا انتخابيا أمام النازحين في كل ليبيا، لتلقي طلباتهم للمشاركة في انتخابات 24 ديسمبر المقبل.
وقبل يوم من فتح باب الترشح أعلن مسؤول رفيع المستوى، أمس الأحد، إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، يعتزم الترشح للرئاسة الشهر المقبل.
وأضاف المسؤول في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز” أن الدبيبة أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة قبل يوم من فتح باب التسجيل رسميا أمام المرشحين.
وتجدر الإشارة إلى أن القانون الخاص بالانتخابات الرئاسية الصادر عن مجلس النواب ينص على ترشح المسؤولين الحاليين شريطة الاستقالة من مناصبهم قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات.
وبدأ السباق الرئاسيات باكرا، فقد أعلن رئيس تكتل “إحياء ليبيا”، عارف النايض، عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، وفق برنامج انتخابي أعده تحت عنوان “رؤية إحياء ليبيا”، تلاه إعلان الدكتور فتحي بن شتوان، وزير النفط الأسبق في نظام القذافي عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، بالإضافة لإعلان الدكتور فيضان حمزة، رئيس قسم الطب الباطنة بمستشفى طرابلس الجامعي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في ليبيا.
وكشفت عدة شخصيات ليبية أخرى نيتها الترشح للانتخابات الرئاسية ومنها وزير داخلية حكومة الوفاق السابق، فتحي باشاغا، ونائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي السابق أحمد معيتيق، بالإضافة إلى إعلان إبراهيم الدباشي سفير ليبيا الأسبق لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ترشحه لرئاسة ليبيا في الانتخابات القادمة.
وأعلن عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي، ضو المنصوري، نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية، موضحا أنه يقترب من جمع 3 آلاف تزكية من المواطنين الليبيين حتى الآن.
وحسب قانون انتخاب الرئيس الصادر عن البرلمان الليبي، يجب أن يحصل المرشح للانتخابات الرئاسية على تزكية من 5 آلاف ناخب ليبي، وتمثلت اختصاصات الرئيس في تمثيل الدولة في علاقاتها الخارجية و اختيار رئيس الوزراء وإقالته، واختيار نائب الرئيس، على أن يكون النائب ورئيس الحكومة من غير إقليم الرئيس، والقيام بمهام القائد الأعلى للجيش، وتعيين وإقالة رئيس جهاز المخابرات العامة بعد موافقة مجلس النواب.
و للتذكير، فإن ليبيا عانت من صراع تاريخي قديم بين الشرق والغرب والجنوب قبل أن تتوحد على يد الملك إدريس السنوسي في عام 1951 وكانت لا تزال مناطق نفوذ للبريطانيين والإيطاليين والفرنسيين، ولم يكن اختيار يوم 24 ديسمبر 2021 لإجراء الانتخابات الليبية مصادفة حيث في هذا اليوم أعلن عن توحيد ليبيا قبل 70 عاما، بعد أن كانت تتكون من أقاليم ثلاثة (برقة في الشرق – طرابلس في الغرب و فزان في الجنوب)