تمر اليوم (12 يوليو) الذكرى الـ118 على ميلاد الشاعر الشيلي الكبير بابلوا نيرودا الذي جاء إلى الدنيا عام 1904.
ويُعتبر نيرودا من أشهر الشعراء وأكثرهم تأثيراً في عصره، ولد وقد بقرية «بارال» بوسط تشيلي في 12 يوليو عام 1904.
نال نيرودا العديد من الجوائز التقديرية أبرزها جائزة نوبل في الآداب عام 1971، وقال عنه الأديب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز، إنه من أفضل شعراء القرن العشرين في جميع لغات العالم.
وكان نيرودا مؤثرا في قطاع كبير من القراء حول العالم بأشعاره الحماسية الرائعة، لكنه أيضا في وجدان العديد من الروائيين، حتى أن الروائي أنطونيو سكارميتا جعل منه بطلا لروايته «ساعي بريد بابلو نيرودا» والتي صدرت عام 1985.
ومن خلال هذه الرواية شديدة الأصالة، تمكن الكاتب التشيلي «أنطونيو سكارميتا» من رسم صورة مكثفة لحقبة السبعينيات المؤثرة في تشيلي، ويعيد في الوقت ذاته بأسلوب شاعري سرد حياة بابلو نيرودا.
وقد أعجب الشاب «خيمينث» بـ«نيرودا»، وينتظر بلهفة أن يكتب له الشاعر إهداء على أحد كتبه، أو أن يحدث شيء بينهما شيء أكثر من مجرد تبادل الكلمات العابرة.
تدور أحداث هذه الرواية في دولة التشيلي وبالضبط في قرية ساحلية بسيطة غرب العاصمة سانتياغو، البطل الأول في الرواية كان رجلا بسيطا جدًا، صياد سمك كل ما يملكه هو دراجة هوائية.
وفي يوم من الأيام كان يتجول بدراجته حتى صادف إعلان وظيفة على مكتب البريد ومن محاسن الصدف أن كل ما يتطلبه العمل هو توفر دراجة هوائية لدى المرشح لأن العمل ببساطة هو إيصال الرسائل البريدية لشخص واحد فقط.
أما البطل الثاني في القصة وهو الشاعر التشيلي الكبير بابلو نيرودا الذي حصل على جائزة نوبل في الأدب والذي بطبيعة الحال كان يتلقى مئات الرسائل.
ومن هنا تبدأ أحداث القصة في العلاقة المثيرة الاهتمام بين الشاعر التشيلي الكبير وماريو خيمينيز رجل القرية البسيط الذي بالكاد يستطيع القراءة والكتابة والذي أصبح محبا وجد لنيرودا، حتى إنه حاول إقناعه بالترشح للانتخابات قائلا: “أنا متأكد من فوزك حتما سوف تفوز، حتى والدي الذي لا يقرأ ولا يكتب لديه كتاب من كتبك في بيته”.
كانت بداية الأحداث الخاصة بها في تاريخ 11 من سبتمبر لعام 1973 حيث كانت محاولة الانقلاب التي قام بها وزير الدفاع التشيلي «الجنرال أوغستو بينوشيه» بمحاصرة قصر الرئاسة ومطالبة الرئيس آنذاك بالتنازل عن السلطة والتخلي عنها.
رفض «سلفادور الليندي» الاستلام وآثر المقاومة لآخر مدى، حتى تم قتله على أبواب القصر بعد مرور 12 يوم على الحصار ثم تلاه صديقه الذي يعد أفضل شعراء أمريكا اللاتينية في القرن العشرين.
ساعي البريد هو «ماريو خيميث» هو أحد الأشخاص القلائل المتعلمين في قريته التي تعد أحد القرى الأمية التي يعتمد أهلها على الكسب من حرفة الصيد بشكل خاص وبالتالي لا يوجد أي سبب يجعل أهلها يتعلمون أي شيء آخر.
لكنْ، رفض ماريو ذلك الوضع ورفض بأي حال أن يكون هو ذلك الشخص السلبي الذي يعمل ما يعملون أهله دون أي طموح.
لكنه لم يكن يمتلك سوى ما تعلمه مع تلك الدراجة الهوائية الصغيرة، لكنْ، كانت تلك المؤهلات كافية لكي يعمل ساعي بريد يقوم بنقل الرسائل من شخص لآخر أو من مكان لآخر.
لكنْ، كان الأمر هنا مختلف فإنه كان ينقل الرسائل لشخص واحد فقط وهو الشاعر «بابلو نيرودا» وبالرغم من قوة أحداث الرواية إلى أنها لا تحتوي على الكثير من الشخصيات.