الصحفي الفلسطيني محمد العرابيد لـ”الأيام نيوز”: هكذا أفشل صمود الصحفيين في غزّة مخطّطات الاحتلال

أفاد الصحفي، محمد العرابيد، من غزّة، أنه ومنذ اللحظات الأولى من بدء معركة “طوفان الأقصى”، في السّابع من شهر أكتوبر 2023، تعمّد الاحتلال الصهيوني وبشكلٍ مباشر استهداف المؤسسات الصحفية في قطاع غزّة، خاصةً تلك التي تدعم المقاومة الفلسطينية، وذلك في إطار مساعيه الحثيثة ومحاولاته اليائسة والبائسة الرامية إلى تغييب الحقيقة وتزييف الوقائع والأحداث الجارية على الأرض، والتي نسفت حقيقةً بأكاذيبه وافتراءاته التي لطالما تشردق بها حتى يخرج للعالم في ثوب “الضحية”.

وفي هذا الشأن، أوضح العرابيد في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ الاحتلال الإسرائيلي كان ديدنهُ ومنذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، ملاحقة الصحفيين واستهدافهم، حيث بدأت سلسلة استهداف الاحتلال للصحفيين واستهداف مقراتهم الإعلامية والأبراج التي تتواجد بها المكاتب الصحفية، حيث بدأ الأمر باستهداف فضائية الأقصى والتشويش على الإذاعات المحلية وتعمد استهداف عائلات النشطاء والصحفيين في محاولة بائسةٍ لإسكات صوت الحق ومنع وصول حقيقة ما يرتكبه الاحتلال إلى العالم من جرائم ومجازر يُندى لها جبين الإنسانية.

في السياق ذاته، أشار محدثنا، إلى أنّنا اليوم بصدد مواجهة عالم ظالم لا يعترف بحقوق أبناء الشعب الفلسطيني ويكتفي فقط بمشاهدة ما يتعرض له هذا الشعب من مجازر وجرائم حرب مكتملة الأركان، وبالتالي فهذا العالم الجائر أصبح يرى في استهداف الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزّة أمراً وحدثاً اعتيادياً، نفس الأمر بالنسبة إلى المؤسسات والمنظمات الدولية التي تنادي عبثاً بحقوق الصحفيين وحمايتهم، هذه الممارسات والازدواجية المُطلقة في المعايير جعلت الاحتلال الصهيوني متيقنا بأنه لا يوجد من يجبره أو يخضعه للقوانين وشروط المؤسسات الحقوقية الدولية، بالإضافة إلى كل ذلك، نجد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تواصلُ الوقوف وراء الاحتلال في المحافل الدولية وأمام المحاكم معلنةً في كل مرة دعمها المطلق واللامشروط له.

في سياقٍ ذي صلة، أبرز الصحفي الفلسطيني، أنّ الصورة لعبت دوراً محورياً في فضح جرائم الحرب العدوانية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ ما يزيد عن ستة أشهر، هذه الصور التي وثقتها عدسات هواتف الصحفيين في قطاع غزّة، استطاعت أن تحرك موجات متتابعة ومتصاعدة في حركة الرأي العام الدولي، ودفعت شعوب العالم الحرة لتخرج في مظاهرات جماهيرية حاشدة عبر مختلف عواصم ومدن الدول الكبرى، خصوصا في أوروبا وفي أمريكا، فلم تتوقف حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزّة، والمطالبة بإيقاف حرب الإبادة البشرية وقتل الأطفال والنساء وتدمير المباني والبنى التحتية، لتشكل هذه التظاهرات ضغطا واضحا على الحكومات وقادة هذه الدول التي ذهبت بعيدا في دعم العدو الصهيوني، وأرغمته أخيرا على إعادة ومراجعة حساباته نتيجة فعالية الإعلام وأثره في تشكيل الرأي العام العالمي.

وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أبرز الصحفي، محمد العرابيد، من غزّة، أنّ الاحتلال الإسرائيلي المستبد يُدرك جيّدا قوة الإعلام، ومدى أهمية التفوق الإعلامي في أيّ صراع مهما كانت طبيعته، لذلك تجده يسعى جاهدا لاستهداف أي وسيلة إعلامية أو صحفي أو مواطن عادي ينقل الحقيقة في قطاع غزّة، ويعمل على محاربة المحتوى الفلسطيني المقاوم، من خلال استخدام كافة الوسائل سواءً من خلال التنسيق مع مارك زوكربيرغ مؤسس موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أو باستخدام وسائل أخرى، لكن في نهاية المطاف فشل فشلا ذريعا في تغييب الحقيقة التي كانت أقوى من ترسانته الإعلامية المدعومة غربيا وأمريكيا، فصاحب الحق دائما هو المنتصر حتى ولو كان ذلك من خلال عدسة هاتف أو كاميرا فقط.

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

اقرأ أيضا