يعد الصداع النصفي أو الشقيقة، أحد أنواع الصداع الشائعة التي تحدث بسبب اضطراب في الأعصاب والاوعية الدموية والمواد الكيميائية في الدماغ، وهي أكثر شيوعاً عند النساء، وقد تصيب الأطفال أحياناً وتحدث في الفترة العمرية من 10 سنوات إلى سن الأربعين وغالباً ما تختفي عند سن الخمسين.
ويسبب هذا النوع من الصداع ألماً نبضياً شديداً، وغالباً ما يكون في جانب واحد من الرأس، وفي حالات قليلة في جانبي الرأس، ويترافق معه غثيان وقيئ وحساسية شديدة للضوء، ويستمر من أربع ساعات إلى عدة أيام، وقد يساعد علاجه على التخفيف من اعراض الصداع النصفي أو القضاء عليها كلياً.
حدد البروفيسور فلاديمير بارفيونوف في اليوم العالمي للصداع النصفي الذي يصادف يوم 12 سبتمبر من كل عام، أسبابه وخطورته وكيفية التمييز بينه وبين أنواع الصداع الأخرى.
ويقول البروفيسور: “أعراض المرض مميزة: صداع شديد في جانب واحد من الرأس يصاحبه نبض وغثيان وحتى تقيؤ، ويسبب ضعفا في الأداء الوظيفي للشخص.
ويعاني الكثيرون من الصداع النصفي 1-2 مرة في الشهر، وهناك من يعاني منه كل يوم تقريبا، لذلك هناك مفهوم “الصداع النصفي العرضي” أقل من 15 يوما، وأكثر من 15 يوما هو “الصداع النصفي المزمن”، وينقسم النوع العرضي إلى متكرر ونادر، كما يمكن أن يكون من دون هالة أو مع هالة وحينها بالإضافة إلى الصداع يعاني الشخص من اضطرابات أخرى، مثل اضطراب الرؤية، ولكنها لا تستمر طويلا”.
ووفقا له، تشير نظرية الأوعية الدموية الثلاثية التوائم للصداع النصفي، إلى أن العصب الثلاثي التوائم هو السبب في نوبات الصداع النصفي، وتأثيره يكون عبر أوعية دموية معينة في الأم الجافية dura mater في الجمجمة، ومن خلال مواد معينة، مثل السيروتونين والببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين.
ويقول: “يعرف الأطباء هذا، لذلك تعمل جميع الأدوية وفق هذه الآلية. ومن دون شك يؤثر عامل الوراثة في الصداع النصفي، حيث اتضح أن أكثر من نصف الحالات سببها الاستعداد الوراثي، ولكن ليس بالضرورة. أي أنه ليس مرضا وراثيا، بل مجرد استعداد وراثي”.
ويشير البروفيسور، إلى أن العامل الآخر المسبب للصداع النصفي هو الإجهاد الذي يجب السيطرة عليه، كما أن مسألة التغذية مهمة، لأن الكثير من المواد الغذائية تساعد على تطور نوبات المرض: الجبن، المكسرات، الشوكولاتة، الكحول، وغيرها.
ووفقا له، يؤثر أيضا النشاط البدني المكثف واضطراب النوم -قلته أو زيادته، أي إذا تمكن الشخص من تصحيح هذه العوامل فسوف تقل نوبات الصداع النصفي.
ويشير البروفيسور، إلى أنه لعلاج المصاب يجب قبل كل شيء تحديد هل هذا صداع نصفي أم لا، وهل هو عرضي أم مزمن، كما يجب معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من مشكلات صحية أخرى مثل آلام العضلات، اضطراب النوم، الأرق، القلق والاكتئاب، وبعد ذلك يوصف له الدواء اللازم لعلاج الأمراض المصاحبة أيضا وعلاج الصداع النصفي طبعا.
لا يوجد علاج للصداع النصفي ولكن يمكنك القيام بدور نشط في إدارته، وربما تقليل عدد مرات إصابتك به والتحكم في مدى خطورته باتباع النصائح التالية:
احتفظ بمذكرات الصداع النصفي: قم بتدوين ملاحظات حول أي أطعمة ومحفزات أخرى تعتقد أنها قد تسببت في إصابتك بالصداع النصفي، أيضا قم بإجراء تغييرات في نظامك الغذائي وتجنب تلك المحفزات قدر الإمكان.
احصل على سبع إلى تسع ساعات من النوم ليلاً.
تناول الطعام على فترات منتظمة: لا تتخطي وجبات الطعام اشرب الكثير من الماء.
ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي.
تعلم تقنيات التحكم في التوتر مثل التأمل أو اليوجا أو التدريب على الاسترخاء أو التنفس اليقظ.
تناول الأدوية حسب الطبيب: تشمل الأدوية الوقائية مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للنوبات، ولاحظ أن بعض الأدوية نفسها التي يمكن أن تساعدك في إدارة الصداع النصفي قد تساعد أيضًا في الوقاية منه.