العدوان على غزة.. تجارة الإسلاموفوبيا تزدهر في الولايات المتحدة

مع استمرار العدوان على غزة، تتزايد نشاطات الشبكات المناهضة للمسلمين والعرب في الولايات المتحدة الأمريكية، مُغتنمة هجمات كتائب القسام، التابعة لحركة حماس، على “إسرائيل”، في الـ 7 أكتوبر الجاري، وما تبعه من إعلان الكيان المحتل الحرب على قطاع غزة، للترويج لمخططاته الهادفة إلى محاربة الإسلام، والترهيب من المسلمين الأمريكيين.

وطالب القائمون على المنظمات المُناهضة للإسلام، وأبرزهم اللبنانية الأمريكية، Brigitte Gabriel” بريجيت غابرييل، بترحيل طالبي اللجوء الفلسطينيين، كما نادوا بعزل عضو الكونغرس الأمريكية الفلسطينية رشيدة طليب، واعتبار مناصرتها لفلسطين المُحتلة ضد الكيان الإسرائيلي، اصطفافا مع حركة حماس، التي تُصنفها وزارة الخارجية الأمريكية حركة إرهابية.

وحسب ” The Southern Poverty Law Center” أو مركز قانون الحاجة الجنوبي، فإن المنظمات المناهضة للإسلام، تعتمد على نشر معلومات مضللة ونظريات مؤامرة، حول المسلمين والإسلام، وعلى الرغم من أن للإسلام تاريخ طويل وحافل في الولايات المتحدة، إلا أن هذه الجماعات تُصوّر المسلمين على أنهم غُرباء ويمثلون تهديدًا أجنبيا.

تشويه الإسلام لتحقيق مكاسب سياسية

ويسعى أعضاء جماعات الكراهية، حسب مركز قانون الحاجة الجنوربي، إلى ربط المسلمين بمجموعة من الصفات السلبية، من خلال تشويه سمعتهم وتصوريهم على أنهم غير متسامحين ويشكلون تهديدا كبيرا على المجتمع الأمريكي، وغالبا ما يتم تعزيز هذا الخطاب من قبل السياسيين اليمينيين المتشددين – مثل الرئيس السابق دونالد ترامب – الذين ينشرون الإسلاموفوبيا لتسجيل نقاط سياسية وسط قاعدتهم الانتخابية المناهضة للإسلام، ما يؤدي إلى تصاعد التنمر والترهيب، وانتشار جرائم الكراهية الموجهة ضد المجتمعات المسلمة، مثل ما حدث مؤخرا مع الطفل وديع الفيومي، الذي طُعن حتى الموت، ووالدته حنان شهاب، التي دخلت المستشفى، بعد أن اعتدى عليهما السبعيني ” Joseph M. Czuba” جوزيف إم. تشوبا، بمنطقة بلينفيلد في ولاية إيلينوي الأمريكية.

وتتبنى هذه الجماعات، عادة، وجهات نظر تآمرية وتُقدم الإسلام على أنه تهديد أجنبي للولايات المتحدة، والمسلمين على أنهم فئة تسعى إلى تقويض الديمقراطية الأمريكية والحضارة الغربية واستبدالهما في نهاية المطاف بما تسميه “الاستبداد الإسلامي”، أو ما يُعرف في الأوساط الأمريكية بنظرية المؤامرة الموسومة بـ ” Civilization Jihad ” أو جهاد الحضارة.

وعلى الرغم من أن الجماعات المناهضة للإسلام يمكن أن تختلف في الأساليب والتكتيكات المستعملة في تنفيذ مخططاتها، إلا أنها تتشارك في اعتماد مجموعة متنوعة من الأنشطة لنشر الكراهية، وتشمل هذه الأنشطة، وفق المصدر سابق الذكر، نشر محتوى معاد للإسلام، وتنظيم مظاهرات ومؤتمرات واسعة النطاق، بالإضافة إلى دعوات لوقف هجرة المسلمين ومحاربة برامج توطين اللاجئين، كما تتضمن أجنداتها محاربة بناء المساجد أو توسيعها، والإدلاء بتصريحات مُهينة حول المرشحين السياسيين، والمسؤولين والمنتخبين المسلمين، والدفع بإصدار تشريعات قانونية مناهضة للإسلام والمسلمين، على المستووين المحلي والفدرالي.

غيّرت اسمها من حنان إلى برجيت..

لبنانية تكرّس حياتها لمحاربة المسلمين

تتشكّل شبكات الإسلاموفوبيا من كوكبة من المنظمات المترابطة والمتماسكة، التي – وإن اختلفت تسمياتها وتخصصاتها – تظل أهدافها ثابتة على مسعى واحد، هو نشر الرسائل والنظريات الهادفة إلى تشويه الإسلام والمسلمين، ومن أبرزها مُنظمة “Act For America ” أو “تحرك من أجل أمريكا”، وتُصنّفها The Anti-Defamation League، أو رابطة مكافحة التشهير، كأكبر مُنظمة مناهضة للإسلام، بامتلاكها 750 ألف عضو ومئات الفروع المحلية، ويعتبرها تقرير صادر عن مركز قانون الحاجة الجنوبي بأنها “أكبر مُنظمة معادية للإسلام في الولايات المتحدة”.

وتأسست هذه المنظمة المُعادية للإسلام على يد اللبنانية حنان قهوجي، التي حوّلت اسمها إلى نور سمعان، بعدما انتقلت من لبنان إلى “إسرائيل”، ثم هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1989، حيث قامت بتغيير اسمها مرة أخرى بعد حصولها على الجنسية الأمريكية لتصبح ” Brigitte Gabriel” بريجيت غابرييل.

وتزعم بريجيت غابرييل أن منظمتها قد تم إطلاقها كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر، بهدف “تثقيف المواطنين والمسؤولين المنتخبين والتأثير على السياسات المتعلقة بالأمن القومي وهزيمة الإرهاب”، وقد ظلت قهوجي وفية لمهمتها من خلال العمل على تعزيز التشريعات المناهضة للمسلمين على المستوى المحلي والفدرالي، بينما تغمر الجمهور الأمريكي بخطاب الكراهية الذي يشوّه صورة المسلمين، ما أدى إلى إدراج منظمة “ACT for America ” ضمن جماعات الكراهية المناهضة للمسلمين، وتلك التي تزرع الخوف من الإسلام في الولايات المتحدة.

ومع استمرار العدوان على قطاع غزة، تُكثّف برجيت غابريل – حنان قهوجي سابقا – نشاطها الهادف إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين والفلسطنين، إذ حوّلت حسابها الرسمي على موقع إكس – تويتر سابقا – حيث تصف نفسها بالناجية من الإرهاب، إلى منصة لشحن مشاعر الكراهية والعنف، والتحذير من ما تسميه “الإرهاب الإسلامي”، والدعوة إلى ترحيل اللاجئين الفلسطينيين، وعزل عضو الكونغرس، ممثلة ولاية ميشغان الأمريكية من أصول فلسطينية، رشيدة طليب، بسبب مساندتها للقضية الفلسطينية، ورفضها انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الفلسطينيين.

نشرت غابريال مقطع فيديو تتحدث فيه عن مقاطعات ومدن أمريكية ادعت أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية كشفت وجود خلايا لحركة حماس الفلسطينية على مستواها، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تهديدات واستهدافات للمسلمين الموجودين بها، كما حدث مع “The Council on American-Islamic Relations” أو مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، الذي أعلن، الخميس الماضي، بأنه قد غيّر مكان استضافة إحدى فعالياته، بسبب تلقي الفندق الذي كان سيحتضن التظاهرة تحذيرات من متطرفين، هدّدوا بزرع قنابل وقتل الموظفين، فيما لم يُلغى الحدث.

وسبق لبرجيت غابرييل التصريح بأن أي مسلم ملتزم “لا يمكن أن يكون مواطنا مخلصا للولايات المتحدة”، كما قالت في إحدى مقابلاتها مع شبكة (سي. أن. أن): “لقد تم اختراق أمريكا على جميع المستويات من قبل المتطرفين الذين يرغبون في إيذاء أمريكا، لقد تسلّلوا إلينا وهم موجودون في وكالة الاستخبارات المركزية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، والبنتاغون، ووزارة الخارجية.. إنهم يزرعون التطرف في المساجد المتطرفة، في مدننا ومجتمعاتنا داخل الولايات المتحدة”.

وإضافة إلى منظمة “ACT for America” التي ترعاها اللبنانية المهاجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حنان قهوجي، تنشط داخل الولايات المتحدة منظمات ومراكز بحث، يقول مركز الحاجة الجنوبي إن عددها بلغ 39 منظمة عام 2022، تهدف إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، من بينها “Center for Security Policy” أو مركز السياسة الأمنية، لصاحبه Frank Gaffney فرانك جيفري، ومنظمة “American Freedom Defense Initiative ” أو مبادرة الدفاع عن الحرية الأمريكية، التي أسستها ” Pamela Geller” باميلا غيلر، وهي حاليا، إحدى أكبر المناهضين للإسلام في الولايات المتحدة.

سميرة بلعكري - واشنطن

سميرة بلعكري - واشنطن

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
الرئيس تبون يناقش تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع نظيره التشيكي ترامب-ماسك وتغير قواعد اللعبة.. هل سقطت أمريكا في شباك الأوليغارشية الامبريالية؟ مشاريع واعدة لتوسعة خطوط المترو والترامواي في الجزائر العاصمة أسابيع قبل رمضان.. تدابير لضمان وفرة المنتجات الفلاحية والغذائية هل تتجه "سونلغاز" لاعتماد الدفع الشهري لفاتورة الكهرباء؟ "الأرندي" يعتبر تصريحات ترامب تهديدًا بإشعال فتيل العنف في الشرق الأوسط عرض مسودّة قانون المناجم الجديد على مجلس الوزراء قريبًا الرئيس تبون يتسلّم رسالة خطية من نظيره الموريتاني وزارة الدفاع الجزائرية توظف.. إليك طريقة التسجيل وشروط التوظيف توقيع اتفاقية تعاون لدعم الابتكار التكنولوجي في حاضنة أعمال جامعة الجزائر 3 إجراءات صارمة ضد المتلاعبين بالأسعار ومفتعلي الندرة في رمضان الجزائر تُطلق منصة لاختبار الخلايا الشمسية المرصد الوطني للمجتمع المدني يرفض استنزاف الموارد الطبيعية في إفريقيا أسعار النفط ترتفع هامشياً "اِدفع وإلا"...! البيت الأبيض في قبضة "عصابات الأحياء" رفض جزائري قاطع لمخطط تهجير سكان غـزة هل قرر البيت الأبيض التراجع عن خطة ترامب المجنونة ينتمي لليمين المتطرف.. سياسي فرنسي يدعو الجزائر لمنح الاستقلال لفرنسا احتلال غزة وتهجير سكانها.. ترامب يخطّط لإطلاق "مسرح التدمير العالمي" فيديو | البحرية الجزائرية تنقذ 16 مهاجراً غير شرعي من جنسية صومالية