نعت وزارة الثقافة العراقية، اليوم الثلاثاء، رحيل المفكر والباحث الموسوعي سهيل قاشا الذي اشتهر بكتبه ومؤلفاته التي تجاوزت 77 مؤلفاً.
وذكر بيان وزارة الثقافة والسياحة والآثار، “الوزارة تنعى رحيل المفكر والباحث الموسوعي سهيل قاشا الذي اشتهر بكتبه ومؤلفاته التي تجاوزت 77 مؤلفاً دارت أغلبها حول تاريخ العراق القديم والحوار الإسلامي المسيحي عن ثمانين عاما حيث ولد في سهل نينوى سنة وتوفى صباح السبت الماضي (بالعاصمة اللبنانية بيروت)”.
في إحدى مستشفيات بيروت بعيداً عن الموصل التي نشأ فيها وكتب عن تاريخها طيلة حياته، رحل سهيل قاشا (1942-2022)، تاركاً قرابة ثمانين مؤلفاً يتضح فيها انهماكه بالدراسات المقارنة للأديان، خاصة الإسلام والمسيحية، واهتمامه بالتاريخ العثماني في المنطقة العربية، كما يظهر اهتمامه بتتبع أثر وحضور أساطير المدونة البابلية والسومرية في التوراة.
ولد سهيل بن بطرس بن متى قاشا، ببلدة بخديدا في محافظة نينوى العراقية والتحق بالمدرسة الحمدانية قبل أن تنتقل عائلته إلى الموصل ليتابع دراسته في مدارسها، وصولاً إلى حصوله على شهادة تمكنه من العمل عام 1961.
مكنته مهنته كمدرس من التنقل بين محافظات العراق ومدارسها، ولم يكتف الأب قاشا بشهادة تدريب المعلمين، فالتحق بجامعة الموصل حيث درس التاريخ وتخرج عام 1978، قبل أن يلتحق بأكليريكية مار أنطون البادواني ليدرس اللاهوت، ويصبح لاحقاً رئيس الإكليريكية الكبرى للسريان.
من أبرز مؤلفاته عند مدينته الأثيرة؛ دراسة سياسية بعنوان «الموصل في القرن التاسع عشر» (التنوير)، و«الموصل في العهد الجليلي» (التنوير)، «الموصل في مذكرات الرحالين العرب والأجانب» (الوراق).
كذلك وضع كتباً مرجعية عن المسيحيين في العراق منها «لمحات من تاريخ نصارى العراق»، و«كنائس بخديدا»، و«تاريخ أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك» و«السريان تاريخ وحضارة».
كما نشر أعمالاً عدة عن تاريخ العراق القديم، إلى جانب أعمال أدبية، من بينها مسرحيات دينية هي «الميلاد»، «الجلجة»، «مار بهنام»، «يوسف الصديق»، وله روايتان هما «الكاهن المجهول»، «كشف القناع عن الفضائح».
يذكر أن الراحل عمل أستاذاً في جامعات لبنانية، فدرّس الإسلاميات، والحوار الإسلامي المسيحي في «معهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت» و«جامعة الحكمة» في بيروت و«جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة».