“القبور الوهمية”.. خطة احتلالية للسيطرة على المزيد من الأراضي في القدس

في خطوة تهدف إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية ـ بالقدس المحتلة ـ تواصل بلدية الاحتلال والجمعيات الاستيطانية المتطرّفة توسيع رقعة “القبور الوهمية” التي تزرعها في أراضي بلدة «سلوان» ـ جنوبي المسجد الأقصى المبارك ـ لتمتدّ إلى مساحات جديدة من أراضي البلدة.

ويقول مركز معلومات وادي حلوة (القدس)، في تقرير له: أن مؤسسات الاحتلال الرسمية والجمعيات الاستيطانية، تقوم منذ سنوات بزراعة “القبور الوهمية” في عدة أراضٍ ببلدة سلوان، بدعوى أنها “كانت مقابر لليهود”، ويتمّ إعادة تأهيلها.

ويؤكد المركز أن مؤسسات الاحتلال: “تقوم بزراعة القبور في مناطق تقع بين وادي حلوة ووادي الربابة والسلودحا وهضبة سلوان، من خلال حراثة الأرض وتسويتها ووضع الأتربة فيها، ثم بناء قبور مثبتة بالباطون، أو وضع الحجارة الضخمة بشكل موزع على مساحات متفرقة من الأرض، وكتابة أسماء باللغة العبرية على بعض الحجارة”.

ويوضّح المركز أن سلطات الاحتلال بدأت مؤخرا بالعمل على توسيع رقعة مقبرة ما تسمى “مقبرة السامبوسكي اليهودية” ـ في منطقة وادي حلوة ـ بوضع الأتربة والحجارة الضخمة في المكان، ويافطة باللغتين العربية والعبرية تحمل اسم المقبرة.

ويؤكد المركز أن زراعة القبور كانت قد بدأت في منطقة «السلودحا» والحارة الوسطى في سبعينات القرن الماضي، بزراعة قبور متفرقة في المكان، ومع بداية الألفية شرعت بزراعة القبور في منطقة وادي الربابة على بعد عدة أمتار من المنازل السكنية، ثم امتدت زراعة القبور في مناطق أخرى وصولا إلى حي وادي حلوة “حيث يتم العمل الآن”.

ويقول مركز معلومات وادي حلوة (القدس)، أن المكان الذي يتم العمل به حاليا “في منطقة وادي حلوة”، كان قبل عدة أشهر موقفا لمركبات السكان، لكن سلطات الاحتلال قامت بتجريف الأرض ومنعت السكان من استخدامها، ثم بدأت بزراعة القبور فيها.

قبور فارغة

ويؤكد المركز أن هذه القبور فارغة ولا يوجد فيها موتى، وإنما هي وسيلة للاحتلال والسيطرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة لافتا أن الأعمال التي نفذت في هذه القطعة تمت دون الحصول على تصاريح من أصحاب الأراضي خاصة أن السلودحا أراضي تعود للأوقاف الإسلامية، فيما يتواصل العمل بذات الطريقة وبدون تصريح في الأرض الملاصقة لها حتى اليوم.

ويضيف المركز أن الأراضي التي تزرع بالقبور الوهمية يزعم الاحتلال أنها مصادرة وضمن ما يسمى بـ”حارس أملاك غائبين”، وعلى مدار السنوات الماضية حولت ملكيتها لعدة مؤسسات منها الاستيطانية ولسلطات حكومية ومحلية.

ويقول الباحث في تاريخ القدس والأقصى فخري أبو دياب لـ«الأيام نيوز» ـ تعقيبا على هذه القضية أن: الهدف من زرع القبور الوهمية هو تغيير المشهد وتزوير لهوية مدينة القدس مشيرا إلى أن هذه القبور فارغة وبلا أموات بحيث يتم وضعها لمنع الفلسطينيين في القدس من التمدد والتطور والانتفاع بها وحتى حجزها كاستثمار مستقبلي لمشاريع استيطانية.

وأشار إلى أن الهدف الأيديولوجي من هذه القبور هو الإيهام بوجود حضارة يهودية بالمنطقة لتبرير أحقية المستوطنين في مدينة القدس، باعتماد الرواية التي تدعي أن اليهود عاشوا بالمنطقة ومحيط القدس والبلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، وهم اليوم يقومون بترميم وإعادة تأهيلها علما أنهم يعرفون الحقيقة بعدم وجود آثار وحضارة وتاريخ لهم في القدس.

محو الهوية المقدسية

وأكد الباحث أبو دياب، أن الاحتلال يرمي من خلال مخططاته إلى محو الهوية المقدسية والعربية والإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، عبر استهداف الأراضي للسيطرة عليها ثم استهداف السكان من خلال إصدار أوامر هدم للمنازل العربية بادعاء أنها أقيمت بالقرب من هذه القبور اليهودية.

يذكر أن بلدة سلوان مستهدفة بالاستيطان عبر المشاريع التي تنفذها حكومة الاحتلال مباشرة أو عبر الجمعيات الاستيطانية وعلى رأسها «إلعاد» و«عطيرت كوهانيم» يعيش فيها 59 ألف مقدسي بالإضافة إلى 2800 مستوطن زُرعوا بقوة الاحتلال في 78 بؤرة استيطانية بالبلدة.

ويعيش في خطر التهجير القسري نحو 7 آلاف و500 فرد، داخل 6 أحياء مستهدفة بسلوان: (حي وادي حلوة، حي البستان، حي بطن الهوى، حي عين اللوزة، حي وادي ربابة وحي ياصول)، وهؤلاء السكان، بعضهم مهددون بهدم منازلهم ـ حيث أن هناك في سلوان وحدها 6500 بيت صادر بحقهم قرار هدم، بحجة البناء دون ترخيص ـ والبعض الآخر مهددون بالإخلاء والطرد لصالح الجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية.

زكي أبو حلاوة - القدس المحتلة

زكي أبو حلاوة - القدس المحتلة

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
مصر تُفنّد مزاعم استعدادها لتهجير نصف مليون فلسطيني إلى سيناء شركة "أزان إنيرجي" تصدر أول شحنة من الكوابل الكهربائية نحو الطوغو مؤرخ فرنسي يدعو إلى فتح الأرشيف بخ استخدمت أسلحة كيماوية في الجزائر 7 قتلى في حوادث المرور خلال يوم واحد نسبة جاهزية موزعات البريد الآلية بلغت 96 بالمائة عبر الوطن 10 بالمائة من الأوروبيين فقط يثقون بالولايات المتحدة لضمان أمنهم! سكن.. هذا موعد انطلاق أشغال إنجاز 196 مرفقا عموميا طقس.. هبوب رياح قوية على ولايات عدة أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية "جريت وول موتورز" تستعد لإطلاق مركز تقني للتصديق والاعتماد في الجزائر ردًا على مجازر غزة.. المقاومة تستهدف عمق الاحتلال برشقات صاروخية وزير النقل يوجه بتوسعة مطار بجاية وتحسين ظروف استقبال المسافرين إطلاق شبكة 5G في الجزائر.. التحضيرات جارية وزارة التربية.. إجراءات صارمة ضد مقاطعة صب العلامات شركة صينية رائدة تعتزم إطلاق مصنع للسيارات وقطع الغيار في الجزائر انقلاب ناعم في الأفق.. هل وقّع زيلينسكي وثيقة النهاية؟ إطلاق تطبيق "تاكسي سايف" لتحسين خدمات سيارات الأجرة المحرقة قادمة.. آلة الحرب الصهيونية تستعد للانقضاض على غزة النيابة توجه تهمًا خطيرة له.. التماس 10 سنوات سجنًا نافذًا وغرامة مالية ضد صنصال هزة جديدة في المدية.. زلزال بقوة 4 درجات دون خسائر