مائة يوم تفصلنا عن كأس العالم 2022 في قطر، وقد بدأ العد التنازلي الفعلي بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي بدأ بشعار “100 يوم على انطلاق الحماسة – استعد”. وتستعدّ الدوحة إلى تقديم أفضل نسخة لكأس العالم الذي نالت شرف استضافته سنة 2010 بعد أن ابهرت في تقديم واحدة من أفضل البطولات وهي كأس العرب 2021.
قطر جمعت العرب وأولت أهمية بالغة إلى اللّغة العربية، وضغطت على الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في عهد رئيسه السابق “جوزيف سيب بلاتر” الذي تجاهل الطلب، إلى أن جاء الرئيس الحالي “جياني انفانتينو” الذي أقرّ اعتماد “اللغة العربية” لغة رسمية للفيفا، قبل أشهر من انطلاق الحدث العالمي، وذلك خلال فعاليات الجمعية العمومية في الدوحة، لتصبح بذلك العربية اللغة رقم 5 ضمن اللّغات المُعتمدة في الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد الانجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية، وهو إنجاز كبير يُحسب لدولة قطر.
المنظّمُون للمونديال قالوا بأن قطر تسعى إلى الحفاظ على الهوية العربية من خلال كأس العالم، كما تحرص على أن تبقى اللغة العربية مصُونة من العبث والإهمال، ويكون لها مكانتها التي ثراء مفرداتها وجماليتها دون الإغفال أنها تحتل المركز الرابع عالميا من بين اللغات الأكثر انتشارا. والمونديال، حسب المنظمين، هو فرصةٌ للتعريف باللغة العربية، لا سيما وأن قطر تستضيف أفواجا سياحية من كل دول العالم في ديسمبر المقبل.
كرة القدم الرسمية في المونديال، ستحمل اسم “الرّحالة” وهو مستوحى من الهندسة المعمارية العربية القطرية، وهذا للتعريف بالتراث العربي. وسوف تنطلق الكرة في رحلة نحو عشرة دول في العالم. كما تم إطلاق تسميات أخرى بلغة الضاد على الملاعب التي تحتضن مباريات المونديال، وقد تم بناؤها على الطريقة العربية، مثل ملعب “البيت” وهو أول ملاعب قطر الذي يستضيف حفل كأس العالم وأول مواجهة بين قطر والاكوادور، وملعب” الثّمامة” سادس ملاعب قطر للمونديال ويتميز بتصميم فريد من نوعه بطابع عربي مستوحى من أغطية الرأس التقليدية التي يرتديها العرب “العمامة والعقال”، وملعب لوسيل أكبر ملاعب المونديال الذي يتسع لحوالي 85 ألف متفرج ويستضيف المباراة النهائية وحفل الاختتام.
تسعى دولة قطر إلى الترويج للغة العربية والتراث، ولتقديم نسخة “عربية” تبقى خالدة وعالقة في أذهان الجميع، خصوصا “العرب” الذين ينتظرون الحدث بشغف كبير بما، أنها البطولة الأولى في التاريخ التي تُقام على أرض عربية.
وقال الإعلامي بقناة الغد الإخبارية “محمد عبد الله”: “في البداية أن الخط العربي بزخارفه و انحناءة حروفه من أجمل ما تراه الأعين، بل خطف أنظار المُصمّمين الغربيين ولا يزال يغزو عالم الفن والأزياء وعلوم التصاميم والزخرفة، ناهيك عن العودة إلى كتب الطب والهندسة التي تعود أصولها إلى اللغة العربية، ولكن ليس للتعريف بل لإحياء التراث وقوة المعرفة، ولإثبات قدرة العرب التي تتجدد عبر قاعدتها وشبابها “.
وأضاف محمد عبد الله: ” اللغة العربية أو لغة الضاد التي تحوي بين طياتها مرادفات ليست موجودة في عديد اللغات هي أحد الأدوات والطرق التي تدلّ على القوة الناعمة لأمتنا العربية ،والتي لابدّ أن نراها جلية في كل حدث أو عرس رياضي أو فني أو علمي أو ثقافي .. لستُ متحيزا لكنني أقوم بتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها وأرى شغف التّعلُّم في عيون المُتدرّبين وهم يقرؤون في التاريخ وكتب الثقافة والتراث العربي .. كأس العالم حدث جلل يطل علينا كل أربع سنوات و يفتح آفاق عديدة أمامنا ويعطي مجالات وفرص للعديد من المُتطوّعين والمشجعين، ناهيك عن المشاركين وعُشّاق الساحرة المستديرة في كل مكان في العالم ، وكل من يشارك في المونديال عليه دور، ومن لم يحالفه الحظ عليه دور أيضا، كلمة الحمد لله بعد كل هدف رسالة، سجدة الشكر رسالة، إنك ترفع علم بلدك رسالة، إنك تردد النشيد الوطني رسالة، عرضُ ثقافتنا العربية وهويتنا بصورة مختلفة ومتطورة فرضُ عين كذلك، ولابد أن نستفيد من الحشود التي ستأتي من كل مكان في العالم لإثبات العناق العربي مع ملفات التسامح والأخوة الإنسانية وحقوق الإنسان.. الرياضة تقرّب المسافات وتُوحّد والمشاعر وتوطّد العلاقات الإنسانية وتعلّمك فلسفة الفوز والخسارة “.