يرى الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور صالح الشقباوي، أن طريقة تعامل المقاومة الفلسطينية المُثلى مع الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين لديها إنما هي نابعة من منطلقات عقائدية محضة، فديننا الإسلامي الحنيف أوصانا بالرفق واللين والإنسانية في التعامل مع أسرى الحرب، وهنا يظهر الفرق في الدرجة والماهية بين الفلسطيني صاحب الأرض والحق وبين بني صهيون الذين لا يدخرون جهدًا ولا نصف فرصة لإهانة وتعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، في ظل غياب أدنى ظروف وشروط الحياة على غرار الرعاية الصحية والطعام.
وفي هذا الشأن، أبرز الدكتور الشقباوي، في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أن حسن تعامل المقاومة مع الأسرى لديها هي نقطة أخرى تُضاف إلى رصيد المقاومة الفلسطينية، وضربة أخرى تنسف أكاذيب الاحتلال الصهيوني وتدحض افتراءاته ضد حركة المقاومة “حماس”، وما يروجونه من زيف وادعاء وعدم صدق للعالم ولوسائل الإعلام العالمية في مشهد اعتاد عليه الاحتلال طوال فترة احتلاله أرض فلسطين، مبررا لإجرامه ومجازره وانتهاكاته تجاه الشعب الفلسطيني بهذه الادعاءات الكاذبة.
في السياق ذاته، أشار المتحدث إلى أن المقاومة الفلسطينية تركز على الجانب الإنساني، لأن الجانب الآخر ونتحدث هنا عن الاحتلال الصهيوني المستبد يسعى بكل الطرق لأن يظهر أفراد المقاومة بمظهر همجي وداعشي وغير إنساني في المخيال الأوروبي والغربي، وبالتالي جاءت هذه المشاهد لترسخ صورة جديدة لدى الغرب الذي ترسخت لديه صورة نمطية عن الإسلام وعن العرب وعن المقاومة الفلسطينية بشكل خاص وبأنهم إرهاب وقتلة، خاصةً بعد أحداث 11 ديسمبر 2001، فأصبح لدى الغرب قناعة شبه تامة بأنهم يقفون أمام مجموعة من السفاحين والقتلة وأننا لم نرتقَ بعد للعالم الإنساني، وكل هذه التصورات في حقيقة الأمر لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع إنما هي مجرد ادعاءات باطلة دحضتها طريقة وحسن تعامل المقاومة الباسلة مع المحتجزين لديها من إسرائيليين وأجانب على حدّ سواء.
هذا، وفي سياق ذي صلة، يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني أن بروز الرأي العام العالمي المضاد للرواية الصهيونية أصبح حتمية منطقية لما آلت إليه الأحداث في غزة، ولحجم المأساة والقتل والدمار الممارس على الأبرياء والمدنيين العزل في قطاع غزة، وعليه، فعلى الإنسانية أن تعود إلى إنسانيتها وإلى ضميرها وألا تقبل هذا العدد الهائل من المجازر التي يتمادى الاحتلال في ارتكابها بشكل يومي أمام مرأى العالم بأسره، وأن تقف في وجه هؤلاء القتلة والمستدمرين الذين يصبون جام غضبهم وحمم حقدهم على الأبرياء والآمنين في بيوتهم في غزة، لذا نتوقع ولادة مزيد من رأي عالمي ضاغط سيجبر “إسرائيل” وحليفتها المركزية الولايات المتحدة الأمريكية على وقف آلة هذه الحرب الظالمة بشكل نهائي.