المحلل السياسي الفلسطيني مأمون أبو عامر: هذا ما يعزّز دعم شعوب أمريكا اللاتينية لعدالة القضية الفلسطينية

يرى المحلّل السياسي الفلسطيني مأمون أبو عامر، أنّ ما يحدث اليوم في المجتمعات الغربية واللاتينية من دعمٍ وإسنادٍ للحق الفلسطيني أمرٌ مهم جدّا، ويرتبط ذلك بعدة أسباب ومبررات منها ما هو داخلي ومنها ما له علاقة بالاطلاع على الذات، حيث أنّ ما يحدث في المجتمع الغربي يمكن الحديث عنه في المقام الأول من منطلق كشف حقيقة الذات، حيث أنّ ادعاء التمسك بالقيم الديمقراطية وبالحريات اتضح أنه مجرد كذبة سمجة اعتمدها المجتمع الغربي للهيمنة على المجتمعات من خلال توظيف الصحافة ومختلف وسائل الإعلام للكذب وتزييف الحقائق والأحداث بهدف فرض أجنداتها على النظام العالمي.

وفي هذا الشأن، أوضح الأستاذ أبو عامر في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّ الصهيونية وبمعية أصحاب المال ممّن يملكون نفوذا واسعا في المجتمع الغربي، هي من يقف وراء كل هذا الزيف والعبث، حيث أنّ هناك توافقا على نمط السيطرة والهيمنة، حيث تلعبُ الصهيونية دوراً كبيراً ومفصلياً في توجيه هذا المسار نحو خدمة مصالح “إسرائيل” واعتبار أنّ في ذلك تكمنُ مصلحة الجميع.

في السياق ذاته، أشار محدثنا إلى أنّ هناك تقاطعاً في المصالح بين هذه الشركات، والمؤسسات المالية والاقتصادية، حيث أن هناك لوبيا ورأس مالر صهيوني موجود في داخل الولايات المتحدة الأمريكية له اليد الطولى في ممارسة الهيمنة الإعلامية على الوعي البشري، والتي ساهمت في تضليل المجتمعات وتغييب الحقائق عنها، وبالتالي لم يكتشف أحد حقيقة هذا النظام العالمي وحجم هذه الأكاذيب التي يتم الترويج لها في كل وقتٍ وحين، وبالتالي نحن اليوم وفي ظل ما يحدث، نقف أمام استحقاقٍ داخلي في الولايات المتحدة الأمريكية لكشف حقيقة ما يدور داخل أمريكا بعد أن اكتشف العالم زيّف ما يحدث ومدى هيمنة وسيطرة النظام الصهيوني على الواقع في داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هذا الصدد، يرى الخبير في السياسة أنّ المعركة في الولايات المتحدة الأمريكية قد تدخل مرحلة جديدة أسست لها معركة غزة، ونتحدث هنا عن معركة الشعب الأمريكي من أجل التخلص من هيمنة الصهيونية في داخل الولايات المتحدة الأمريكية وكشف الوقائع والحقائق كما هي على أرض الواقع دون أيّ تنميق أو تزييف.

أما الشق الثاني الذي تحدث عنه الأستاذ أبو عامر، فيتعلق بالشعوب اللاتينية التي أبدت تعاطفها الكبير مع الحق الفلسطيني، حيث قال محدث “الأيام نيوز”: “إنّ عملية الإحصاء التي شملت ما يكتب عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي أشارت إلى أن ما يكتب باللغات اللاتينية عن فلسطين وتأييد القضية الفلسطينية أكثر مما يكتب باللغة العربية، لماذا؟.. لأنّ أغلب الدول العربية هي أنظمة ديكتاتورية وبالتالي فإنّ الجماهير هناك تخشى أن تكتب للأسف الشديد بشكلٍ واضح وصريح عن دعم فلسطين، لكن في المجتمعات الغربية هناك حالة من إدراك الذات وهناك إدراك لحجم المعاناة هناك، حيث بدا واضحاً أن شعوب دول أمريكا اللاتينية بدأت تشعر أنّ هذه القضية هي قضيتها وهي تشابه إلى حدّ ما المظالم التاريخية التي تعرضت لها هذه الشعوب من قبل الاستعمار الغربي على أراضيها، ومن هنا نجد هذا التحرك الواسع في هذا الجزء من العالم، للتعبير عن دعم وإسناد الشعب الفلسطيني”.

خِتاماً، أفاد المحلّل السياسي الفلسطيني مأمون أبو عامر، أننا اليوم أمام حقيقة، أنّ ما يحدث في قطاع غزة وما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل من تقتيل وتهجير وجرائم حرب بالجملة بغض النظر اتفق الناس على تأييد ما يحدث أو عدم تأييد ذلك، ساهم في تسليط الضوء على ما تقوم به “إسرائيل” من ممارسات لا تمت للإنسانية بصلة بحق الفلسطينيين، وبدعم ورعاية غربية خاصة لهذا الكيان الجائر، وبالتالي أصبحت هناك قواسم مشتركة بين شعوب الأرض حول مسألة واحدة وهي الظلم الكبير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم وتتعرض له في الوقت ذاته الشعوب الأخرى التي تعرب عن دعمها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني، كما حدث مع موقف جنوب إفريقيا وعدد من دول أمريكا اللاتينية وغيرها من دول العالم الحر التي كانت لها مواقف واضحة اتجاه القضية الفلسطينية واتجاه دعم أهل غزة في مواجهة الظلم الذي يتعرضون له وحرب الإبادة الجماعية والمجازر المروعة التي يُندى لها جبين الإنسانية.

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

سهام سعدية سوماتي - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
الرئيس تبون يناقش تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع نظيره التشيكي ترامب-ماسك وتغير قواعد اللعبة.. هل سقطت أمريكا في شباك الأوليغارشية الامبريالية؟ مشاريع واعدة لتوسعة خطوط المترو والترامواي في الجزائر العاصمة أسابيع قبل رمضان.. تدابير لضمان وفرة المنتجات الفلاحية والغذائية هل تتجه "سونلغاز" لاعتماد الدفع الشهري لفاتورة الكهرباء؟ "الأرندي" يعتبر تصريحات ترامب تهديدًا بإشعال فتيل العنف في الشرق الأوسط عرض مسودّة قانون المناجم الجديد على مجلس الوزراء قريبًا الرئيس تبون يتسلّم رسالة خطية من نظيره الموريتاني وزارة الدفاع الجزائرية توظف.. إليك طريقة التسجيل وشروط التوظيف توقيع اتفاقية تعاون لدعم الابتكار التكنولوجي في حاضنة أعمال جامعة الجزائر 3 إجراءات صارمة ضد المتلاعبين بالأسعار ومفتعلي الندرة في رمضان الجزائر تُطلق منصة لاختبار الخلايا الشمسية المرصد الوطني للمجتمع المدني يرفض استنزاف الموارد الطبيعية في إفريقيا أسعار النفط ترتفع هامشياً "اِدفع وإلا"...! البيت الأبيض في قبضة "عصابات الأحياء" رفض جزائري قاطع لمخطط تهجير سكان غـزة هل قرر البيت الأبيض التراجع عن خطة ترامب المجنونة ينتمي لليمين المتطرف.. سياسي فرنسي يدعو الجزائر لمنح الاستقلال لفرنسا احتلال غزة وتهجير سكانها.. ترامب يخطّط لإطلاق "مسرح التدمير العالمي" فيديو | البحرية الجزائرية تنقذ 16 مهاجراً غير شرعي من جنسية صومالية