المخزن ينفث مزيدًا من السموم نحو أوروبا

يواصل المغرب إغراق أوروبا بالمخدرات، عبر تصدير كميات ضخمة من الحشيش إلى أسواق القارة، ما يهدد الأمن والصحة العامة في العديد من الدول.

على الرغم من الجهود التي تبذلها الدول الأوروبية لمكافحة تهريب القنب الهندي نحو أراضيها، إلا أن هذه المشكلة لا تزال قائمة بشكل واضح، مع تزايد استخدام تقنيات متطورة لتهريب المخدرات.

الشرطة الإسبانية أعلنت، الخميس، عن تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المخدرات عبر الطائرات المسيرة، المعروفة بـ “ناركودرونز”، والتي كانت تنشط بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق.

وفي بيان صحفي، أكدت الشرطة الإسبانية أنها تمكنت من مصادرة عدة طائرات مسيرة كانت تُستخدم في تهريب المخدرات ضمن هذه الشبكة. وأوضحت أن العملية، التي تمت في وقت سابق، أسفرت عن ضبط طائرات مسيرة كانت تحمل كميات كبيرة من المخدرات من المغرب إلى الأراضي الإسبانية، في محاولة لتجاوز الإجراءات الأمنية التقليدية. كما أشارت الشرطة إلى أن هذه العملية تأتي ضمن جهود مستمرة لإحباط الأنشطة الإجرامية التي تستفيد من التقنيات الحديثة لتعزيز تجارة المخدرات.

وفي سياق متصل، أعلنت الشرطة الإسبانية عن تفكيك شبكة إجرامية مغربية بعد تحقيقات بدأت في أوت من العام الماضي. العملية انتهت باعتقال آخر المتهمين، وضبط أكثر من طن من الحشيش وما يقارب 500 ألف يورو نقداً، بالإضافة إلى ممتلكات أخرى.

وذكرت وكالة “يوروبا بريس” الإسبانية أن هذه المنظمة كانت تنشط بين مدينة سبتة المحتلة والساحل الجنوبي لإسبانيا، وتم القضاء عليها خلال سلسلة من المداهمات التي طالت مدن ماربيا، فيونخيرول، إستيبونا، الجزيرة الخضراء وسبتة.

وقد أسفرت العملية، التي حملت اسم “عملية تيمبلاريو”، عن اعتقال 25 متهماً، من بينهم عنصر في الحرس المدني الإسباني كان يعمل في سبتة. وتشمل التهم الموجهة لهم تهريب المخدرات، الانتماء إلى منظمة إجرامية، غسيل الأموال، سرقة السيارات، والتزوير. كما تم تجميد ممتلكات تقدر قيمتها بأكثر من مليوني يورو كانت تُستخدم في الأنشطة الإجرامية.

واستهدفت التحقيقات ثلاث منظمات رئيسية كانت تهرب كميات كبيرة من الحشيش عبر زوارق سريعة وتخزنها في مواقع مختلفة على طول الساحل الجنوبي لإسبانيا. كما أن المنظمة المفككة كانت تحت قيادة ثلاثة أفراد يُطلق عليهم “الثلاثة الكبار”.

في تقرير سابق لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أكد أن المغرب كان المصدر الرئيسي لعمليات الاتجار بالقنب الهندي في منطقة الساحل عام 2021، وأن هذه المخدرات كانت تُوجه في أغلب الأحيان إلى دول في شمال إفريقيا، وأحياناً إلى الشرق الأوسط وأوروبا. وفي تقريره لعام 2022، أشار المكتب إلى أن المغرب لا يزال يحتل المرتبة الأولى بين الدول المنتجة والمصدرة للقنب الهندي.

وتتفاوت تقديرات حجم المخدرات التي يتم تهريبها من المغرب إلى أوروبا، لكن التقارير الدولية تشير إلى أن المغرب يظل المورد الأول للحشيش الذي يغرق الأسواق الأوروبية. في السنوات الأخيرة، أصبحت العصابات الإجرامية تستخدم وسائل متطورة مثل الطائرات المسيرة (الدرونز) لتهريب المخدرات عبر مضيق جبل طارق إلى إسبانيا، مما يعكس تطور أساليب التهريب وتزايد تعقيد الشبكات الإجرامية. وبالإضافة إلى الطرق التقليدية عبر القوارب السريعة، أصبحت تقنيات الطيران غير المأهولة تشكل تحدياً كبيراً للأجهزة الأمنية الأوروبية.

ولا تقتصر تأثيرات هذه الظاهرة على الصحة العامة فحسب، بل لها أبعاد سياسية وأمنية أيضاً. إذ تساهم هذه الشبكات الإجرامية في تقوية الروابط بين المافيات الدولية والمجموعات الإرهابية، مما يزيد من خطر زعزعة استقرار بعض المناطق. كذلك، تشكل التجارة غير المشروعة بالقنب الهندي تهديداً للاقتصادات الأوروبية، حيث تساهم الأموال الناتجة عن هذه التجارة في تمويل الأنشطة الإجرامية الأخرى، مثل غسيل الأموال والتهريب.

وكان القصر العلوي قد كشف مؤخرا عن رفع مساحات الأراضي المسموح فيها بزراعة القنب الهندي هذا العام، لتبلغ 2552 هكتار، بزيادة تصل إلى 9 أضعاف عن الرقعة التي تم تخصيصها لحشيش المخزن السنة الماضية ليتورط أكثر في عمليات متاجرة ينعش بها اقتصاده على حساب سلامة الأشخاص والمنطقة.

وكشفت تقديرات وزارة الداخلية المغربية، في فيفري 2024، بأن عائدات التصدير الناتجة عن سوق القنب الهندي القانوني ستتراوح بين 4.2 و6.3 مليار دولار بحلول عام 2028.

كما ذكر باحثان أوروبيان في كتاب مخصص لـ “اقتصاد المخدرات وشبكات الفساد في المغرب” أن الأرباح التي يجنيها المغرب من تجارة الحشيش والمخدرات الصلبة تسمح للمملكة بتغذية الفساد الذي ينخر كل القطاعات الحيوية في البلد.

وقدرت دراسة أجرتها المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن أن الإنتاج السنوي للمغرب من الحشيش قُدِر بأكثر من 700 طن، أي بقيمة 23 مليار دولار.

وفي مارس 2024، كشف الاعلام الاسباني، تفاصيل خطيرة عن تورط البحرية الملكية المغربية مع بارونات المخدرات في إسبانيا من أجل إغراق الأخيرة بالحشيش.

في مقال لها، ذكرت صحيفة “الإسبانيول” أنّ البحرية الملكية المغربية تعاونت مع بارونات المخدرات من أجل تهريب “المواد المحظورة” إلى إسبانيا، ونشرت الصحيفة ذاتها صوراً “حصرية” من هاتف أحد المهربين، قالت إنّه يبيّن زورقاً تابعاً للبحرية المغربية شارك في نقل المخدرات وتوجيه قوارب المهربين.

وانتقدت قيادة الحرس المدني الاسباني عدم إظهار المغرب أية رغبة للتعاون مع السلطات الاسبانية، مبرزةً أنّها “ليست المرة الأولى التي تتجاهل فيها السلطات المغربية كل الطلبات الاسبانية، لإجراء تحقيقات حول القضايا المتعلقة بتهريب هذه السموم”.

وكتبت صحيفة الإسبانيول أنّ تفشي ظاهرة الفساد وتعاون السلطات المغربية مع تجار الحشيش في المضيق هو “سر مكشوف”، مؤكدةً أنّ “الفساد داخل البحرية الملكية والدرك المغربي هو “نظامي”.

الأيام نيوز - الجزائر

الأيام نيوز - الجزائر

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
برنامج عمل مشترك بين وزارة الشباب ومكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بالجزائر مولوجي تُشدد على ضرورة "تحيين" مناهج التكفل بالأطفال المعاقين ذهنيا الجمارك تحجز أكثر من ربع مليون "قرص مهلوس" بالوادي  أوابك.. الغاز الطبيعي المسال سيلعب "دورا رئيسيا" في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون برنامج الغذاء العالمي.. 70 ألف لاجئ كونغولي ببوروندي مهددون بالمجاعة تنسيق جزائري-سعودي خِدمةً للحجاج والمعتمرين الجزائريين الرئيس تبون يستقبل الرئيس الأسبق لجمهورية تنزانيا الاتحادية نحو مراجعة سقف تمويل إنشاء مؤسسات مصغرة سوناطراك وسونلغاز تبحثان فرص التعاون والاستثمار في أديس أبابا تعليمات صارمة لإعادة بعث مشروع مصنع الإسمنت بالجلفة تحالف طاقوي تاريخي بين الجزائر والنيجر ونيجيريا.. هل يغير خط الصحراء خريطة الغاز العالمية؟ إيتوزا.. برنامج خاص لتسهيل تنقل المواطنين بالعاصمة خلال العيد وزير الصحة يقترح مشروع توأمة بين جامعة بلجيكية والمدرسة الوطنية للمناجمنت في الجزائر العراق يلجأ لتوريد الغاز الجزائري لتعويض الإمدادات الإيرانية منظمات جزائرية تدين الحملات العدائية لليمين الفرنسي المتطرف يستضيف المعطيات الوطنية.. بداري يُدشن قسم الحوسبة السحابية 50 ألف هكتار تمت معالجتها.. استراتيجية وطنية محكمة لمكافحة الجراد الصحراوي الاحتلال يرسم حدود الضم بالدم والنار.. هل تبقّى للفلسطينيين موطئ قدم في الضفة؟ وزير الصحة يؤكد على تعزيز قدرات العاملين في القطاع الصحي عبر برامج تكوينية متطورة شركة هولندية رائدة تدخل سوق المحروقات الجزائري