- جو بايدن أكثر رئيس أمريكي دعم الكيان الصهيوني الهمجي
رغم الحديث عن انقسام داخلي في صفوف الحزب الديموقراطي، حول تعاطي الإدارة الأمريكية مع مجريات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ورغم تباين وجهات النظر بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري حيال العديد من القضايا، إلا أن الواقع وبعد عدة أسابيع من القتال راح ضحيتها ما يزيد عن الـ 15 ألف مدني فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، قد أثبت أن الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة وجهان لعملة وحدة حين يتعلق الأمر بالصراع “الإسرائيلي – الفلسطيني”.
إلى جانب حقيقة تطابق وجهات نظر الحزبين، الذي أثبتته المساعدات العسكرية والمادية المُقدمة للكيان الإسرائيلي، وأكده السكوت عن إزهاق أرواح الآلاف من المدنيين الأبرياء، انكشف للعالم أن الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، رئيس داعم لجرائم الحرب ومؤيد للإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين، وشخصية سياسية سيذكر التاريخ أنها كانت الأكثر دعما للهمجية والدمار، طمعا في الفوز بعهدة رئاسية ثانية.
في لقاء مع “الأيام نيوز” قال عماد حمد، المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان (American Human Rights Council)، وهي منظمة حقوقية مستقلة مقرها ولاية مشيغان، إن هناك حقيقة لا جدال حولها، عندما نتحدث عن السياسة الخارجية الأمريكية والموقف الأمريكي التاريخي من القضية الفلسطينية، وهي أن الموقف دائما داعم ومنحاز وبشكل لا محدود لصالح الكيان الإسرائيلي، ولم يكن في يوم من الأيام في صالح القضية الفلسطينية، ورغم تسجيل بعض الاختلاف بين الإدارات الديمقراطية المتعاقبة، وتعاطيها مع الملف، بدءا من الرئيس رونالد ريغان، جيمي كارتر، بيل كلينتون، إلى باراك أوباما، وصولا إلى الرئيس الحالي جو بايدن، إلا أن الدعم والمناصرة ثابتان على مدار التاريخ.
ووصف المتحدث تعاطي الحزبين الديمقراطي والجمهوري مع العدوان الإسرائيلية على قطاع غزة بالسباق غير المسبوق تاريخيا، للفوز بلقب من يؤيد ويدعم الكيان أكثر من الآخر. وهنا، يضيف محدثنا، أن إدارة الرئيس بايدن الحالية فاقت الجميع بدون استثناء، ليس فقط بتقديم الدعم الأمريكي المعهود لـ “إسرائيل” عبر تاريخ هذا الصراع المرير، بل بتجاوزها كل الخطوط وكسرها كل الأعراف المتعلقة بإدارة هذا الصراع، ما جعلها مشاركة وبشكل مباشر وعملي وفعلي في حرب الإبادة التي يشهدها العالم بشكل غير مسبوق ضد الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة المحاصر أو في الضفة الغربية.
ورادا على سؤال حول أوجه الاختلاف في التعامل مع الحرب الحالية، من قبل الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة، قال عماد إنه حين يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية والصراع “العربي – الإسرائيلي”، يصيران وجهان لعملة واحدة، وأكد المتحدث أن الإدرات الجمهورية المتعاقبة لم تكن أحسن من الإدارات الجمهورية في تعاطيها مع العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
ووصف المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان الرئيسَ الحالي الديموقراطي، جو بايدن، برئيس الإبادة الجماعية والحرب الهمجية وبشكل غير مسبوق، مشيرا إلى أنه لم يسبق أن شهد العالم موقفا مشابها للموقف الذي اتخذه حيال مجريات الصراع “الفلسطيني – الإسرائيلي”، وعلى الأرجح لن يشهد العالم أي موقف مشابه لموقفه في المستقبل.
وقال محدثنا إن الإدراة الحالية تبدو مستمرة في دعمها اللامحدود لحرب الإبادة التي يشنها (الجيش) الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة، ليس فقط سياسيا ودبلوماسيا فحسب، وإنما عسكريا وبشكل مباشر.
ما سرّ الدعم اللامشروط الذي يقدمه بايدن للكيان؟
قال الأستاذ عماد حمد، المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان، إن السبب الرئيس لضعف الموقف الأمريكي وعجزه هو تأثير وقوة اللوبي الصهيوني المؤيد للكيان الإسرائيلي على السياسيين الأمريكيين، ورغم أن هذا الأمر ليس بالجديد – يقول المتحدث – إلا أن الحرب الحالية جعلتنا نلمس دورها ومداها بشكل أكبر من ما كنا نراه سابقا. وما يحدث الآن في قطاع غزة، يقول، قد أوضح مدى قوة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية، ومدى تحكمه في مسار السياسية الأمريكية تجاه الصراع “العربي – الإسرائيلي”، والصراع “الفلسطيني – الإسرائيلي” بشكل أخص.
وأرجع المتحدث سبب مبالغة الرئيس الحالي جو بايدن في إظهار دعمه للكيان الإسرائيلي إلى سعيه إلى الاستفادة من دعم اللوبي الصهيوني في إعادة انتخابه لعهدة ثانية في رئاسيات 2024. وقال عماد حمد إن الدعم المادي الذي قدمه المتبرعون اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية بشكل عام، يؤثر على القرارات السياسية المتخذة في الدول الغربية. وأشار إلى أن مجريات الحرب الحالية، وكيفية تعاطي الولايات المتحدة معها، يُظهران مدى تحكم اللوبي الصهيوني في مفاصل صناعة القرار الأمريكي، ومدى تأثيره على قرارات أعضاء الكونغرس بغرفتيه.
وفي الختام، قال الأستاذ عماد حمد، المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان، إن ما يحدث في قطاع غزة المحاصر، وحتى في الضفة الغربية، يثبت للمرة الألف أن ما تتغنى به الولايات المتحدة والعالم الغربي من مبادئ ديمقراطية وحماية وضمان للحقوق والحريات مجرد أكذوبة، ويُظهر أن الإدارة الأمريكية الحالية ناقضت نفسها بنفسها وتنكرت للقيم التي طالما تغنت بها. وحين المقارنة بين ما يحدث في قطاع غزة وما يحدث في أوكرانيا، يقول عماد حمد، نجد أن الولايات المتحدة تدين القصف الروسي للمدنيين والمستشفيات والمرافق العمومية، وتعتبر هذا جرائم حرب تتطلب محاسبة روسيا ومعاقبتها، بينما في تسكت عنها في قطاع غزة، وتقول إنها لا ترى أيّ إثبات بأن الجيش الإسرائيلي يستهدف المدنيين، رغم سقوط ما يزيد عن الـ15 ألف مدني أغلبهم من النساء ة الأطفال.