بعد أن فاحت الرائحة النتنة من التطبيع المغربي مع “الكيان الصهيوني” سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً، يُشارك وفدٌ إعلامي كبير من المغرب في احتفال ضخم تنظمة قناة تلفزيوينة صهيونية يوم الخامس سبتمبر المقبل، في العاصمة الفرنسية باريس، بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاتفاقيات تطبيع العار المعروفة بـ”اتفاقات آبرهام”.
أعلنت قناة “i24News” الإخبارية الصهيونية، التي تبثّ برامجها باللغة العربية، عن تنظيم أمسية كُبرى، شهر سبتمبر المقبل بمشاركة عشرات الصحفيين الناطقين بالعربية من المغرب والإمارات والبحرين، إلى بجانب صحفيين ناطقين بالفرنسية والإنجليزية.
وقد أكدت القناة بأن حفلها الكبير سيكون بحضور مجموعة لممثلين رسميّين عن الدول الموقعة على “إتفاق آبراهام” كالمغرب والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية من تلك الدول ومن فرنسا، زاعمة بأن المدعوين سيجتمعون في باريس للاحتفال بهذه الذكرى “الرائعة” التي أحدثت تغيير كبيرا في الشرق الأوسط، على حد زعمها.
وقال الرئيس التنفيذي للقناة الصهيونية فرانك ملول: “تهدف القناة، التي تبثّ بالإنجليزية والفرنسية والعربية، وبطاقمها الذي يتكون أكثر من 150 صحفيًا ينحدرون عن 35 دولة مختلفة، إلى أن تكون القناة الإخبارية الدولية الوحيدة المستقلة حقًا في هذا الجزء من العالم”، كاشفا عن تعاون مرتقب مع الدول المُطبّعة مؤخرا مع الكيان وعلى رأسهم المغرب.
وتابع ملول: “من الواضح أن صراعنا مع الفلسطينيين هو حقيقة واقعة، لكن هناك الكثير من الأشياء الإيجابية التي تحدث في الشرق الأوسط، وهذه الاتفاقية المُوقعة منذ عامين ترمز إلى هذه التغييرات الجديدة، ونحن نرافقها بسعادة ودائماً بالاستقلالية والصرامة والكفاءة المهنية”.
وسيرافق فرانك ملول، في الخامس سبتمبر المقبل، عشرات الصحفيين ورؤساء تحرير ومسئولين من الغرب، إضافة إلى صحفيين ناطقين بالفرنسية والإنجليزية.
وكشفت القناة الصهيونية بأن فنانين من الدول العربية الثلاثة المغرب والإمارات والبحرين سيحضرون الحفل أيضا إلى جانب الصحفيين والإعلاميين.
وكانت القناة قد أطلقت بثّها في يوليو 2013 بالعربية والإنجليزية والفرنسية، من استوديوهاتها المُقامة خصيصًا في ميناء يافا المحتلة، على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
وبدأت القناة ببث الأخبار العالمية جنبًا إلى جنب مع تغطية واسعة النطاق للشرق الأوسط. ومنذ بثها الأول وحتى اليوم، تُحقق القناة رؤيتها المنحازة للاستيطان وقتل الفلسطينيين وتكريس الاحتلال، وخدمة الأهداف الصهيونية.
يُذكر بأن المغرب أقام علاقة ديبلوماسية مع الكيان الصهيوني إثر توقيع اتفاقيات أوسلو سنة 1993، ثم قطعتها بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.
وفي أواخر عام 2020 تمّ استئناف تلك العلاقة، في إطار اتفاق اعترفت بموجبها الولايات المتحدة باحتلال المغرب للصحراء. وكانت المغرب بذلك رابع دولة عربية تُطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، بعد الإمارات والبحرين والسودان.