في موقف “تنازليّ” جديد، أعلن المغرب أنّه سيفتح “آخرَ” أبواب التّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ، حين يوقّع في شهر مارس/آذار المقبل ، على اتّفاق شامل للتّعاون الرّياضي لا سيما في كرة السّلة، ويأتي هذا المستجدّ في وقت يغلي فيه الشارع المغربي، الذي لم يتجرّع بعدُ، مرارة التّطبيع “الأمني و السّياسيّ و الإقتصادي و الثقافيّ” مع الكيان الصهيونيّ.
وفي التّفاصيل أعلن الاتحاد المغربي لكرة السلة، التوصّل إلى اتفاق وصفه بـ”التاريخي” مع نظيره الصّهيوني سيتم توقيعه بعد شهرين ، ويشمل جميع المجالات التعليمية والصحية والرياضية والاجتماعية المرتبطة باللعبة.
جاء ذلك في بيان للاتحاد المغربي للسلة نشره على موقعه الإلكتروني الرسمي.
وقال الاتحاد المغربي لكرة السلة، إنه في إطار انفتاحه “على المحيط الدولي وتعزيزا للدور الذي تلعبه الدبلوماسية الرياضية، فقد توصلت الجامعة (الاتحاد) مع نظيرها الاتحاد “الاسرائيلي” لكرة السلة، إلى اتفاق تعاون تاريخي يشمل جميع المجالات التعليمية والصحية والرياضية والاجتماعية المرتبطة بكرة السلة”.
هذا التفاهم جرى التوصل إليه خلال اجتماع، عقد عن بعد، وشارك فيه رئيس الاتحاد المغربي للسلّة مصطفى أوراش، ونظيره الإسرائيلي “أميرام هاليفي”.
وعبر الجانبان عن “رغبتهما المشتركة وإرادتهما القوية لجعل هذا التعاون نموذجا للأمل لدول العالم، مع تعزيز تنمية كرة السلة وترسيخ قيمها النبيلة”.
وتم الاتفاق على عقد اجتماع خلال مارس المقبل “لتوقيع اتفاقية التعاون والاحتفال بهذا الحدث التاريخي الذي سيربط بين جامعتي (اتحادي) كرة السلة بالبلدين، حيث سيتوج بتنظيم مباراتين وديتين لمنتخبي الرجال والسيدات”.
ونهاية عام 2020، أعلن النّظام المغربي استئناف علاقته مع الكيان الصّهيوني ولاحقا تم تدشين خط طيران مباشر بين المغرب وفلسطين المحتلّة، وافتتاح مكتب اتصال لكل منهما لدى الآخر.
نَهَمٌ إسرائيليّ
ورغم تشريعِ ملك المغرب لجميع الأبواب أمام المسؤولين الصّهاينة، إلّا أنّ سلطات الإحتلال، بدت غير راضية “تماما” على حجم التنازلات الذي بدى “هزيلا”.
وتوقّع قادة النظام المغربي دورا أكثر للّوبي اليهودي في الولايات المتّحدة لصالح الرّباط، بعد توقيع اتّفاقات التطبيع مع الكيان، لكنّ لا شيئ حصل.
ولم يستقبل الملك المغربي محمد السادس الدبلوماسي الإسرائيلي دفيد غوفرين وهو الذي يقدم نفسه “سفيرا” في الرباط.
واستقبل الملك المغربي الاثنين الماضي في الرباط عددا من السفراء الجدد الأجانب الذين قدّموا أوراق اعتمادهم كسفراء مفوضين فوق العادة، وشملت اللائحة سفراء عشرات الدول من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والتشيلي والنروج وبريطانيا ومصر والأردن وبلجيكا والسينغال والهند وكازاخستان.
وفي تفسير لـ”عدم” استقبال الملك لـ”الدبلوماسي” الصّهيونيّ، قال الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس الخميس في ندوته الأسبوعية “بخصوص مسألة السفراء، بلادنا تحترم اتفاقية فيينا التي تضبط جميع المسارات البروتوكولية المرتبطة بهذا المجال”، ويزيد جواب الناطق الحكومي موضوع عدم استقبال السفير غموضا فهو لم يقدم أي توضيح.
أوراقٌ خاسرة
ولم يلعب “اللّوبي اليهودي” في الولايات المتحدة دورا بارزا في الدفاع عن قضايا المغرب، ومنذ مجيئ الديمقراطيين إلى الحكم بزعامة الرّئيس جو بايدن، تعرّض النّظام المغربي لهزات عنيفة، وصوّت الكونغرس الأمريكي ضد اتفاقيات بيع أسلحة الى المغرب، كما “عادت” الإدارة الأمريكيّة إلى المنطق الدبلوماسيّ حين قرّرت محوَ تغريدة ترامب التي حاول فيها نسف الموقف الأمريكي من قضيّة الصحراء الغربيّة.
وتفاعل المغاربة مع إعلان خبر “التّطبيع الرّياضي” بكلّ اهتمام، وصبّوا جام غضبهم على رؤوس النّظام المغربيّ، الذين باعوا القضيّة الفلسطينيّة، وكتب معلّق يدعى “ابن الرّيف” :”نظام المخزن كان ينتظر و يحلم بعد التطبيع مع العدو الصهيوني أن امريكا سترمي بكل ثقلها لصالح المغرب و ستفرض الأمر الواقع في الصحراء الغربيّة بالقوة وستفرض عقوبات إقتصادية على كلّ دولة لا تعترف للمغرب باحتلاله الصحراء الغربية ،لكن الأحلام تبخّرت، و فاق نظام المخزن من احلامه ليصطدم بواقع أخر ان حتى إسرائيل التي طبع معها لا تعترف له باحتلاله الصحراء الغربية” .
وأضاف معلّق آخر يدعى “أبو يونس”: “قلنا لكم إن التطبيع سوف يفشل، يا نظام المغرب هل حقا تظنون أن الصهاينة بالتطبيع هو السلام والتعايش الكيان حقق من التطبيع أهداف خفيه وهي الهيمنة على افريقيا أما التعايش مع المغرب آخر اهتمامهم”.
