المفكّر الإسلامي “أنور الجندي” يتحدّث من الجزائر.. تصحيح أكبر خطأ في التاريخ الحديث للمسلمين (الجزء الثالث)

هل في تاريخنا العربي والإسلامي، القديم والحديث، ما يجب تصحيحه؟ وهل هناك ضرورة إلى إعادة كتابة هذا التاريخ، لا سيما ذلك الذي اعتمد في رواياته و”حقائقه” على مصادر غربيّة؟ ومن يمتلك “الجرأة” على فعل ذلك ونحن واقعون، منذ نكبة فلسطين، في نكبة الوعي العربي الذي يكاد أن يفقد “القابلية” لتصديق الحقائق “الحقيقيّة”، وفي المقابل هو يمتلك القابلية لتصديق الأكاذيب في زمن الأنترنت والذّباب الإلكتروني!

في الملتقى الثامن للفكر الإسلامي الذي انعقد في ولاية “بجاية” من 1 – 12 ربيع الأول 1394 هـ – 25 مارس إلى 5 أفريل 1974، ألقى المفكّر الإسلامي المصري “أنور الجندي” محاضرة حول “تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث”، ثم بعد أكثر من عشر سنوات نشر كتابا بالعنوان نفسه في عام 1986.

وقد اختارت جريدة “الأيام نيوز” نشر محاضرة المفكّر الإسلامي المصري “أنور الجندي”، التي نُشرت بمجلة “الأصالة” الجزائرية في شهر فيفري 1976، ليس من أجل تصحيح “الخطأ في التاريخ”، وليس لأننا “متوافقون” مع رؤية “الجندي”، وأيضا ليس من أجل المقارنة بين المحاضرة والكتاب! ولكن من أجل أن نضع القارئ أمام تفاصيل تاريخية تُفيد في قراءة الراهن العربي.. خاصة وأنّ الخيانة تتجدّد، والتاريخ يكاد أن يُعيد نفسه! وأيضًا لنقدّم أنموذجًا آخر حول “نوعيّة” القضايا التي كان يتناولها ملتقى الفكر الإسلامي في الجزائر خلال فترة السبعينيات خاصة. لنترك القارئ مع المحاضرة فيما يلي..

الإغراء بالذّهب لإنشاء مستعمرة يهودية قرب “القدس”

بعد أن عقد مؤتمر “بال” (في سويسرا) سنة 1897، وكانت حركة الوحدة الإسلامية قد استحصدت، كانت وجهة نظر اليهود اقتحام فلسطين، ولذلك فقد تركَّزت الخطط حول الدولة العثمانية وحول السلطان “عبد الحميد” فى محاولة لاحتوائه، ظنًّا منهم أنه في ظرف من الضعف، وفي حالة من الاستدانة تجعله يخضع للإغراء، إغراء اليهود بالذَّهب، وهم من قبل أصحاب العجل الذهبي..

وبدأت المحاولات منذ ذلك الوقت، واتّخذت وسائل متعددة، ووسائط كثيرة منها وساطة الإمبراطور “غليوم”، ولقاء اليهود الثلاثة: (مزراحي قراصو، جاك، ليون، ولقاء “هرتزل” ومعه “موشي لیوي” حاخام اليهود في الدولة العثمانية، ولقاء السفير اليهود “غوسن”، وهي سابقة على مقابلة اليهود الثلاثة ثم لقاء “هرتزل” للسلطان “عبد الحميد” ولرجال قصره.

وقد عُرض، من خلال هذه المقابلات، مشروع يرمي إلى تقديم قرض للدولة العثمانية يبلغ خمسين مليونا من الجنيهات الذهبية، ومليونا لخزانة الملك الخاصة، وبناء أسطول كامل للدفاع عن أراضي الدولة العليّة.. وذلك في مقابل السماح لليهود بإنشاء مستعمرة صغيرة لهم قرب “القدس” ينزل بها أبناء جلدتهم…

السلطان عبد الحميد: بلّغوا الدكتور هرتزل..

وحتى لا نطيل والتفاصيل كلها موجودة والمراجع ثابتة، تنوِّه بالرّد النهائي للسلطان “عبد الحميد” الذي قال: “بلِّغوا الدكتور هرتزل: ألّا يبذل بعد اليوم شيئا عن المحاولة في هذا الأمر للتوطّن بفلسطين، فإنِّي لست مستعدًّا أن أتخلّى عن شبر واحد من هذه البلاد لغيري، فالبلاد لیست ملكي بل هي ملك شعبي، روى ترابها بدمائه.. فليحتفظ اليهود بملايينهم من الذّهب، فإنّ الدولة العليّة لا يمكن أن تختبئ وراء حصون بُنيت بأموال أعداء الاسلام.. لست مستعدا لأن أتحمّل في التاريخ وصمة بيع بيت المقدس لليهود، وخيانة الأمانة التي كلفني المسلمون بحمايتها.

إنّ ديون الدولة ليست عارا، لأنّ غيرها من الدول الأخرى مدين مثل فرنسا، إنّ بيت المقدس قد افتتحه المسلمون أول مرة في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلست مستعدًّا أن أتحمّل وصمة بيعه لليهود وخيانة الأمانة”. وقد أورد “هرتزل” فى مذكِّراته، التي طُبعت بالألمانية في “تل أبيب” عام 1924، قصة هذه المحاولات، وقال بعد فشل المحاولة الأخيرة: أنّ السلطان بعث له وسامًا عاليا ومعه خطاب جاء فيه ذلك.

هذا موقف السلطان “عبد الحميد” الشريف الفذّ الذي أخفِيَ عن المسلمين والعرب منذ عام 1909 حتى سنوات قريبة عندما تُرجمت مذكّرات “هرتزل”، وكان أول من أشار إلى هذا النص الأستاذ “أحمد الشقيري” في دروسه في معهد الدراسات العربية بالقاهرة منذ عشر سنوات (خلال ستينيات القرن الماضي).

“السلطان الأحمر”.. يغزو كتب التاريخ العربي

وقد ظلّ المسلمون فترةً لا تقلّ عن خمسين عاما يرمون الرجل عن قوس واحدة، لأنّ الاستعمار والصهيونية والصحف العربية التي أصدرها تلاميذ مدارس الإرساليات، وخاصة في مصر: المقطم، الأهرام، الهلال، المقتطف، مجلة سركين.. وعشرات من هذه الصحف كانت تصف “عبد الحميد” بأنّه “السلطان الأحمر” المستبدّ، وقد انتقلت هذه العبارة من الصحف إلى كتب التاريخ، وكتب تاريخ الأدب العربي. وما من كتاب أرّخ هذه الفترة إلّا احتوى على هذه العبارات التي أصبحت مُسلّمات، بالإضافة إلى تعبير آخر سنعود له من بعد وهو: “الاستعمار التركي أو العثماني”.

كانت هذه العبارات الناريّة التي وجّهها السلطان “عبد الحميد” إلى “هرتزل” عام 1902 إيذانًا بتلك الحملة العاتية على السلطان بعد أن تقرّر أزاحته. وكانت هذه الحملات التي وُجِّهت إليه تمهيدا وإعدادا للرأي العام لهذا الغرض، ولقد جرت منذ ذلك الوقت محاولات لاغتياله وإسقاطه حتى وقع ذلك عام 1908 بالانقلاب الذي قام به الاتحاديون بالاشتراك مع الماسونية مُمثَّلة في “الدونمة”.

تحطيم العلاقة بين العروبة والإسلام

ولا تزال عبارات “عبد الحميد” نبراسا مضيئا، وتاجا لامعا، وشرفا ما بعده شرف يُتوّج جبينه في تاريخه المعاصر، وعند ربه، ويذود عنه ومن حوله كل الإشاعات والشّبهات والأضاليل، وقد تبيّن من بعد في وثائق كثيرة، وانكشف الستار عن مؤامرة قلب الدولة العثمانية، وإنزال “عبد الحميد” بالذات كخطوة أولى لتنفيذ هذه الجريمة البشعة، والمؤامرة العالمية لتحطيم الوحدة الجذرية، والرابطة العضوية القائمة بين العروبة والإسلام.

ولقد تحقّق فعلا لليهود وللاستعمار، بإسقاط “عبد الحميد”، كل ما كانوا يرجونه، ولم تلبث الهجرة إلى فلسطين أن بدأت سافرة منذ ذلك الحين، وتحقّق ذلك الأمل الذي استعصى سنوات وسنوات، وكان ذلك مقدمة لا شكّ فيها للقضاء على الخلافة الإسلامية.

التّفريق بين عهدين..

ولقد كان ضروريا للباحث المُتمهِّل المنصف أن يقف دائما من تاريخ الدولة العثمانية في العصر الأخير موقف العدل والصدق، وأن يفرّق بين عهدين: عهد السلطان “عبد الحميد” الذي انتهى عام 1908 تقريبا، وعهد حكم “الاتحادين” الذي بدأ منذ ذلك الوقت وظل مستمرا حتى أسلم أمره إلى “الكماليين” بعد الحرب العالمية الأولى. فهذه التفرقة واضحة وضرورية، خاصة بالنسبة لنا في المشرق، ذلك أنّ سوريا ولبنان والعراق التي تأخّر الاستعمار الغربي عن السيطرة عليها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت فيما قبل ذلك تعيش في هذا الاتجاه المعارض للخلافة والسلطان، بينما كانت مصر، التي سقطت عنها ولاية الدولة العثمانية وسيطر عليها الاستعمار البريطاني منذ 1882، تؤيّد الخلافة والسلطان. ولقد كان لموقف حكومة “الاتحاد والترقي” من أهل سوريا ولبنان، ومحاكمة رجالهم، وتعليقهم في المشانق عام 1916، أثرا نفسيا بعيدا في نظرتهم الكلية إلى الدولة العثمانية، والحقيقة أنها يجب أن تكون قاصرة على “الاتحاديين” وحدهم.

ومن هنا وجب التفريق بين مرحلة السلطان “عبد الحميد” التي انتهت عام 1908 وهي فترة كان موقف الدولة العثمانية فيها بالنسبة للعرب والمسلمين موقفا كريما، وكانت الحركة الإسلامية الواحدة من أعظم الأعمال. أما الفترة التالية التي حكم فيها الذين أسقطوا السلطانَ، فإنها تمثِّل أسود صفحات الحكم التركي ولاء للصهيونية والاستعمار، وضربا للوحدة الإسلامية، وإعلاء للحركة الطورانية، ومحاولة لتتريك العرب في سوريا، وتعليق زعمائهم في المشانق.. هذه الفترة وحدها هي التي يقف منها العرب في سوريا موقف الخصومة للترك، وهي ليست من حساب الدولة الإسلامية العثمانية في الحقيقة.

تصحيح عبارة “الاستعمار التركي أو العثماني”

كذلك، نجد أنه من الضروري أن تصحَّح عبارة “الاستعمار التركي – أو العثماني”، والواقع أن كلمة “استعمار” كلمة مستحدثة مرتبطة إلى حد كبير بدول مسيطرة بقوة الحديد والنار، تأخذ ثروات الأمم بأبخس الأثمان لتجعلها مواد خاما لمصانعها، ثم تعيد إلى هذه الأمم منتوجاتها لتبيعها بأغلى الأسعار، وهذا النظام الاستعماري لم يكن موجودا في هذه الفترة، ولم تكن الدولة العثمانية بهذا المعنى دولة مستعمرة. كذلك فإنّ الأجزاء العربية التي انضمّت إلى الدولة العثمانية لم تكن باحتلال وقسر، ولكنها كان برضاء ودعوة، فقد وجد العرب أنفسهم بعد ضعف “المماليك” في حاجة إلى الالتقاء تحت اسم الإسلام مع هذه الدولة الكبرى، رغبة في الوحدة ومحافظة على النفس، وبعد أن تعرَّضت سوريا ومصر لمحاولات غزو صليبي مُجدَّدا من الغرب..

والمعروف أنّ العرب في مصر وسوريا قد رحّبوا بالوحدة الإسلامية العثمانية، ولم يعارضوها، حيث وجدوا في العثمانيين إخوانهم في العقيدة والدين.. منتعشا جديدا للإسلام، (وكذلك وجد فيها مسلمو المغرب العربي)، وقد أكّد المؤرخون والباحثون أن هذا الالتقاء بالعرب والتّرك فى ظل الدولة العثمانية قد حمى العالم الإسلامي أكثر من أربعمائة عام من الغزو الصليبي الذي لم يلبث أن جاء بعد أن دخلت الدولة العثمانية في مرحلة الضعف.

رؤية مُفكّر إسلامي قبل نصف قرن!

والواقع أنّ الدعوة إلى الوحدة الإسلامية لم يتجاوزها الزمن، ولقد تبيّن للمسلمين اليوم، بعد سنوات طويلة من الدعوات الإقليمية والقومية، أنّ الوحدة الإسلامية هي الأصل الأصيل، والوجهة الصحيحة، وكل الدلائل تؤكد الآن أنّ المسلمين سائرون إلى طريق الوحدة الذي حطّمته الصهيونية والاستعمار بإسقاط “عبد الحميد”، وإلغاء الخلافة، ولعل نجم التجمع الإسلامي يلمع في السنوات القادمة في صورة جديدة..

أشار المفكر الإسلامي، في آخر مقاله، إلى المراجع التي اعتمد عليها. كما قدّم توضيحات حول بعض “المصطلحات” التي استعملها، نذكر بعضها فيما يلي:

ماذا تعرف عن بروتوكولات صهيون؟

نشرها “سرجيوس بيلوس” بالروسية عام 1902، وأعيد نشرها عام 1905، وتُرجمت إلى الألمانية عام 1919، ونشرتها جريدة “التيمس” الإنجليزية عام 1920، ثم نشرتها جريدة “المورتنج بوست”، وكانت قد أودِعت المتحفَ البريطاني منذ عام 1906.

أمَّا في العالم الإسلامي والبلاد العربية، فإنّ أول ما أشير إليها هو ما نشرته مجلة “الرسالة” عام 1949، وما قامت بترجمته مجلة “روز اليوسف” عام 1951، ثم جاءت كتابات مفرقة عنها لـ “نيقولا حداد” عام 1951 في “الرسالة”، وكان الأستاذ “محمد خليفة التونسي” أول من ترجمها في مجلة “الرسالة” عام 1951.

وقد ظلت هذه البروتوكولات سريّة منذ أن عُرضت في مؤتمر “بال” عام 1897، حتى اكتُشِف أمرها في أواخر القرن التاسع عشر، وقال “سرجيوس بيلوس”، عندما طبعها عام 1905، أنه تسلّمها عام 1901 مترجمةً إلى الروسية عن أصل فرنسي. وقال “هنري فورد” معلِّقا على أنها تصدق على ما هو حادث الآن فى العالم، وأنه منذ نُشرت قبل ستة عشر وهي تصدق على حالة العالم في هذه الفترة.

وفي 14 جويلية 1922 نشرت جريدة “جوليس كرونيكل” اليهودية بعض مذكرات “تيودور هرتزل” وفيها خلاصة حديث مع الكولونيل “جولد سعيد” وقد لمّح هذا اليهودي المتنصر لـ “هرتزل”، بما يُستفاد منه، أن ثلاثمائة شيخ من شيوخ “بني إسرائيل” معروف بعضهم لبعض يقررون مصير القارة الأوروبية وهم ينتخبون خلفاءهم.

وأشار “محمد خليفة التونسي”، فى أول ترجمة له للبروتوكولات إلى اللغة العربية، إلى أن هذه البروتوكولات هي من أسرار اليهود التي يحرصون على إخفائها كل الحرص، وتحوي بروتوكولات صهيونية مخططا كاملا للخطة التي تديرها الصهيونية العالمية للسيطرة على العالم في خلال مائة سنة، وتكشف عن الوسائل التي تتّخذها عن طريق الصحافة والمسرح والنظريات الفلسفية لتدمير العالم قبل السيطرة عليه..

ما هي الصهيونية العالمية؟

الصهيونية حركة سياسية تقوم بها اليهودية العالمية من أجل السيطرة على مقدرات الأمم والشعوب، وإعادة مملكة صهيون، وهيكل سليمان. وقد بدأت هذه الحركة في العصر الحديث سرًّا عن طريق الماسونية ثم استعلنت بعد أن حقَّقت الماسونية خطوات واسعة وخاصة بالثورة الفرنسية، واستعلنت عام 1897 بالحركة التي قادها “تيودور هرتزل” في الدعوة إلى الدولة اليهودية التي اتخذت من بعض نصوص التوراة سندا فى “أرض الميعاد”، ومن ثم كان السعي إلى تحقيق هذا الهدف بكل وسائل الخداع والإكراه والظلم، وذلك بعد أن قطع اليهود شوطا طويلا بالسيطرة على الحكومات الأوروبية..

وتحقق لها أول الخيط بالحصول على “وعد بلفور” عام 1918 بإقامة وطن قومي فى فلسطين، ولم يتحقق ذلك إلّا بعد أن أسقطَت السلطان “عبد الحميد” الذي وقف في وجه الحركة. واستطاعت المنظمات الماسونية أن تقدّم حزب “تركيا الفتاة” الذي فتح لهم الطريق، ممّا هيّأ لوعد بلفور الذي أعطى الصهيونية جواز الإقامة فى فلسطين. وقد تمت هذه الخطوات عن طريق دسائس اليهود ومؤامرات الصهيونية بما حقق قيام “إسرائيل” 1948.

ما هي الماسونية؟

جمعية سرية أقامها اليهود للقضاء على كل القوى المناهضة لهم، وفي مقدمتها الكنيسة الكاثوليكية، وقد أخفوا هدفها الأساسي الذي يقوم على أساس بناء “هيكل سليمان”، ومن هنا سمِّيت الماسونية باسم “البنّائين الأحرار”. وقد خفِيَت هذه الغاية على المخدوعين، وشاعت دعواها في العالم الإسلامي مع مخططات الاستعمار الأخرى كالتبشير وغيره، ولم يكتشف العرب أمرها إلّا بعد سقوط السلطان “عبد الحميد” الذي كان يعرف أخطارها منذ اتصلت محافلها القائمة في “سالونيك” مع جماعة “تركيا الفتاة”، وعملت على السيطرة عليها واحتوائها، وتوجيهها إلى غايتها الأساسية فى إسقاط “عبد الحميد” الذي وقف ضد مطامع اليهود في فلسطين. وكانت “جمعية تركيا” الفتاة مُمثّلة فى حزبها الحاكم خلال 1908 – 1918 هي التي حققت هدف الصهيونية على أوسع نطاق، كما حققت هدف الاستعمار بإيجاد مذابح دموية للعرب بواسطة “الاتحاديين” حتى لا تلتئم وحدة المسلمين إلى وقت طويل..

محمد ياسين رحمة - الجزائر

محمد ياسين رحمة - الجزائر

اقرأ أيضا