حسنًا، بالنّسبة لجميع الذين يقولون بأنّ حماس قادت قطاع غزّة للدّمار والموت بقيامها بعملية “طوفان الأقصى” في السّابع من أكتوبر، نقول لهم لننس حماس ولنعتبر غزّة غير موجودة.
تعالوا إلى الضفّة الغربية حيث لا توجد حماس، ولا توجد مقاومة على نطاق واسع، وتوجد سلطة فلسطينية مهادنة وطيّعة ومستسلمة للاحتلال بشكل كامل وتنسّق معه أمنيًّا حتّى أنّ الاحتلال نفسه من كثرة ضعفها يقوم حاليًّا بتفكيكها عبر إدارة مدنيَّة يقودها الحثالة، حيث أعلن وزير المالية “بتسلئيل سموتريتش” عن نقل صلاحيات الإدارة المدنية المعنية بشؤون المواطنين في الضفّة الغربية في وزارة حرب الاحتلال، إلى إدارة جديدة تكون تحت إمرته وبقيادة المستوطن “هيليل روث”.
هدم وتدمير للمباني والمنشآت الفلسطينية
العدو -ومنذ بدء حرب الإبادة ضدّ قطاع غزّة- اعتقل أكثر من 10000 فلسطيني من الضفّة الغربية لا يوجد بينهم عسكري واحد. كما أنّ أكثر من 500 فلسطيني ربعهم من الأطفال، استشهدوا في الضفّة الغربية والقدس المحتلّتين، والغالبية العظمى منهم قتلوا على يد قوّات الاحتلال “الإسرائيلية”، بينما قتل المستوطنون “الإسرائيليون” ما لا يقلّ عن 10 آخرين. فيما جرح وأصيب أكثر من 5000 فلسطيني وفلسطينية برصاص الاحتلال أو بهجمات المستوطنين الذين شنّوا أكثر من 1000 هجوم واعتداء على الرّيف الفلسطيني دون استثناء.
ولم تقتصر الاعتداءات “الإسرائيلية” على الاعتقال والمداهمات والإعدام الميداني، بل إنّها شملت عمليات هدم وتدمير للمباني والمنشآت والبنية التَّحتية، وتجريف الشّوارع والطّرقات في غالبية مخيّمات وقرى الضفّة الغربية التي قام باقتحامها واستباحتها، ومصادرة أراض وممتلكات فلسطينية.
كما قامت سلطات الاحتلال “الإسرائيلية” في تلك المناطق بهدم ومصادرة أكثر من 900 مبنى فلسطيني، نحو 40 بالمائة منها منازل مأهولة، ما أدّى إلى تهجير أكثر من ألفي شخص. إلى جانب التّعذيب والإهانات والضّرب والتّجويع وقتل الأسرى في السّجون بسبب الإهمال الطبّي والتّعذيب.
إلى ماذا تشير جميع هذه الأرقام وماذا تقول؟
هي تؤكّد المؤكَّد وتقول: إنَّ ما يجري الآن لم يكن طارئًا أو جديدًا، وإنّما هي ممارسة صهيونية تمتدّ على مدار 76 سنة وقبل ذلك أيضًا، وأنَّ “طوفان الأقصى” قد أسقط القناع وكشف حقيقة الواقع الذي يمارس ضدّ الشّعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التّاريخية.
وأثبتت أنّ من يتّهمون المقاومة بجلب الخراب والدّمار يريدون أيَّة حجّة لتبرير تخاذلهم مع أنَّ أحدًا لم يطلب منهم فعل أو قول أيّ شيء، لكنّهم يصرّون بين حين وآخر على تأدية دور الصهيوني الوظيفي.