المملكة المغربية تلعب بالنار.. هل يتكرر سيناريو أوكرانيا؟

ما يقوم به النظام المغربي هذه الأيام من استفزازات تجاه الجزائر، يشبه إلى حد بعيد ما قام به النظام الأوكراني تجاه روسيا قبل العملية العسكرية الروسية الخاصة في هذا البلد قبل نحو خمسة أشهر

هذه الأيام استقبل النظام المغربي رئيس أركان الجيش الصهيوني، أفيف كوخافي، في زيارة رسمية امتدت لثلاثة أيام كاملة، تعتبر الأولى من نوعها على المستوى العربي، وخلال هذه الزيارة صال المسؤول الصهيوني وجال في أرجاء المملكة، وكأنه في بلاده.

زيارات المسؤولين الصهاينة إلى المملكة المغربية أصبحت متواترة أكثر من أي وقت مضى، كما أنها باتت أكثر استفزازا بالنسبة إلى الجزائر التي أصبحت لم تحتمل سماع مثل هذه الأخبار، ولاسيما في ظل جو مشحون بالتصعيد بسبب العديد من الملفات الشائكة.

على مدار السنوات الثماني التي سبقت العملية العسكرية الروسية الخاصة، كانت أوكرانيا تقوم بالممارسات ذاتها التي تقوم بها المملكة المغربية هذه الأيام، لم تراع واجبات الجيرة، وراحت تتحرش بجارتها روسيا، من قبيل استضافة مناورات الحلف الأطلسي على أراضيها، وإصرارها على الانضمام إلى هذا الحلف العسكري المعادي لروسيا، غير آبهة بالتحذيرات الأتية من جارتها الشرقية، وذلك بالرغم من إدراكها لخطورة مثل هذه الأفعال والممارسات على علاقاتها مع موسكو. 

وبالمقابل كان الحلف الأطلسي والدول الأعضاء فيه يُحرّض كييف على القيام بالمزيد من الاستفزازات تجاه موسكو، مع إيهامها بالقدرة على مساعدتها لمواجهة أي عملية عسكرية روسية محتملة، غير أنه عندما جدّ الجدُّ، لم تجد أوكرانيا من مغيث، وها هي اليوم تخسر المقاطعة تلو الأخرى، وهي مرشحة لأن تسقط بالكامل بين أيدي الجيش الروسي، مع احتمال اختفاء اسم هذه الدولة من الخارطة الجغرافية بالكامل.

المتابع لما تقوم به المملكة المغربية خلال الأشهر الأخيرة، يتشابه إلى حد كبير مع ما قامت به أوكرانيا تجاه روسا. فالزيارات بين النظام المغربي ونظام الكيان الصهيوني متواصلة بوتيرة مثيرة للشكوك، والاستفزازات مستمرة وهي آخذة في التعاظم. ولعلّ في الاغتيالات التي تورطت فيها المملكة المغربية خلال الأشهر الأخيرة والتي راح ضحيتها رعايا من الجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية، خير دليل على ذلك.

واضح من خلال ما يحدث أن النظام المغربي بات لعبة بين أيدي الكيان الصهيوني، وهو يدفعه دفعا نحو المواجهة مع الجزائر، وفي يده وعود زائفة على شاكلة تلك التي قدمها الحلف الأطلسي لرئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، قبل العملية العسكرية الجارية.

الممارسات والاستفزازات المستمرة التي يقوم بها النظام المغربي تجاه الجزائر، تعني أن الرباط تستمع جيدا لدسائس تل أبيب، وهي مستعدة للتضحية بكل ما تملك من أجل إرضاء الكيان، وبالمقابل يتأكد أن النظام المغربي غير مدرك تماما لخطورة أفعاله على مستقبله ومصير شعبه المغلوب على أمره.

في الجهة المقابلة، تبدو الجزائر وهي بصدد ضبط نفسها كمن يقبض على الجمر، غير أن عملية ضبط النفس هذه قد لا تستمر طويلا، لأن الصبر له حدود. فالكأس قريب من الفيضان، وإذا فاض، فحينها سوف لن يتمكن الكيان الصهيوني من تجنيب صديقه “الكيان العلوي” مصيره المحتوم، تماما كما هو حاصل اليوم في أوكرانيا، فلا الأسلحة الغربية ولا المرتزقة ولا غيرها من الوعود، أنقذتها من الدب الروسي.

غسان ابراهيم

غسان ابراهيم

محرر في موقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
تونس.. انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات رئاسيات 2024.. الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات اليوم أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية.. وبرنت يسجل 71,61 دولار للبرميل بطلب من الجزائر.. مجلس الأمن يناقش استهداف عمال "الأونروا" في غزة تقلبات جوية.. طرق مقطوعة عبر 3 ولايات جنوبية فلسطين تجلس على مقعدها الرسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتعزز حقوقها الدبلوماسية العاصمة.. تعديل في برنامج رحلات “ايتوزا” بداية من الأحد أمطار رعدية غزيرة عبر عدة ولايات ذكرى المولد النبوي الشريف.. الإثنين عطلة مدفوعة الأجر عبد الفتاح السيسي يُهاتف الرئيس تبون وهذا ما اتفقا عليه توقيف 4 إرهابيين واستسلام آخر بتمنراست رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن لدولة النيجر يهنئ الرئيس تبون تطعيم 105 آلاف طفل ضد شلل الأطفال خلال يومين في غزة قبل نهاية سبتمبر.. كاسنوس تدعو الفلاحين إلى تسديد الاشتراكات موسم الحج 2025.. ضبط القائمة النهائية لوكالات السياحة والأسفار عشية المولد النبوي.. وزير الصحة يُحذّر من خطورة استعمال الألعاب النارية الصداع النصفي"الشقيقة".. الأعراض وطرق العلاج وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب على النفط خلال 2024 بريد الجزائر.. خدمة جديدة لحاملي البطاقة الذهبية هزة أرضية تضرب ولاية البويرة