اليمينون يعلنون استئناف دعم غزة.. كابوس البحر الأحمر يُطارد “إسرائيل” من جديد

يواصل الاحتلال النازي خنق الفلسطينيين في غزة والضفة، ويحرم الملايين من أبسط مقومات الحياة. ففي القطاع، تتفاقم الأزمة مع انهيار الخدمات الصحية وشحّ الغذاء والماء، بينما تتصاعد حملات الاعتقال والتنكيل في مدن الضفة الغربية. ووسط هذه العتمة، يتجلى الموقف اليمني الساطع دعما للمقاومة، حيث أعلن الجيش اليمني استئناف عملياته البحرية ضد السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، مؤكدا أن البحر الأحمر لن يكون معبرًا آمنًا حتى يُرفع الحصار عن غزة. هي خطوة تثبت أن تداعيات العدوان تتجاوز حدود فلسطين، وقد تمتد إلى ممرات التجارة العالمية، في رسالة واضحة بأن الاحتلال لن يهنأ بسياساته القمعية دون تكلفة باهظة.

مع تفاقم الأزمة في قطاع غزة، تتوالى التحذيرات من تداعيات كارثية تهدد حياة الملايين، حيث يعاني السكان من انقطاع شبه تام للكهرباء والمياه، ما أدى إلى تعطيل الخدمات الصحية، وجعل انتشار الأوبئة خطرًا وشيكًا. وفي المقابل، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عمليات الاعتقال في الضفة الغربية، محولة حياة الفلسطينيين إلى دوامة من القمع والتنكيل، بينما تتباين المواقف الدولية بين محاولات دبلوماسية لإنهاء الأزمة وضغوط عسكرية واقتصادية تفرض واقعًا أشد قسوة.

تحذيرات من كارثة صحية وبيئية في غزة

حذّر اتحاد بلديات قطاع غزة من مخاطر صحية وبيئية خطيرة جراء استمرار الاحتلال في منع وصول إمدادات الكهرباء والمياه، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لتأمين الإمدادات الضرورية وضمان إدخال المواد الأساسية لاستمرار عمل البلديات.

وأكد الاتحاد في بيان رسمي أن “العدوان المستمر منذ 16 شهرًا فاقم الأزمة الإنسانية في غزة، مما يستدعي إمدادات دائمة من المياه والكهرباء، خاصة بعد تعطيل محطة تحلية المياه المركزية بسبب قطع الاحتلال للكهرباء”. وأضاف أن منع الاحتلال إدخال الآليات الثقيلة أثّر سلبًا على قدرة البلديات في مواجهة الأزمة، مما يضاعف معاناة السكان ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني.

انقطاع الكهرباء وشلل تام للخدمات الأساسية

من جانبه، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بغزة، محمد ثابت، أن الاحتلال زوّد القطاع بخمسة ميغاواط فقط من الطاقة منذ نوفمبر 2024، تم استخدامها حصريًا لتشغيل محطة تحلية المياه المركزية، إثر تدخلات أممية. إلا أن هذه الإمدادات المحدودة لم تصمد طويلًا، حيث قرر الاحتلال قطع الطاقة بشكل كامل يوم الأحد الماضي، مما أدى إلى شلل تام في الخدمات الأساسية، وزيادة المخاطر الصحية والبيئية في القطاع المحاصر.

في ظل هذه الظروف القاتمة، تتزايد المطالبات بتحرك فوري لإنقاذ السكان، إلا أن المجتمع الدولي لا يزال عاجزًا عن فرض ضغوط حقيقية على الاحتلال، ما يترك غزة تواجه أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها الحديث. فهل ستظل النداءات مجرد صرخات في الفراغ، أم أن هناك من سيكسر الصمت لإنقاذ ملايين الأرواح؟

تصعيد صهيوني واعتقالات واسعة في الضفة والقدس

تمضي آلة القمع الصهيونية في تصعيدها ضد الفلسطينيين، حيث كثّفت قوات الاحتلال حملات الاعتقال في الضفة الغربية والقدس المحتلة، مستهدفة عشرات الفلسطينيين، بينهم أسرى محررون. وأعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلت 30 فلسطينيًا خلال اقتحامات متفرقة في مدن وقرى مختلفة، كان لمحافظة جنين نصيب كبير منها.

وخلال مداهمات فجر اليوم، اعتقل الاحتلال الشاب أحمد زايط، شقيق الشهيد نور زايط، من ضاحية شويكة في طولكرم، كما تم اعتقال الشاب عبد الرحمن عودة من ضاحية ذنابة، والشاب مهام العطار من المدينة ذاتها. وفي نابلس، طالت الاعتقالات ياسين عميرة وعبد الناصر ذوقان من مخيم بلاطة، فيما شهدت الخليل اعتقال الفتيين محمد ماجد أبو عصبة ومحمد فادي أبو عصبة من بلدة حلحول، إضافة إلى الفتى أدم عزمي جبارين من سعير. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتونيا في رام الله، واعتقلت أحمد الخطيب، واعتقلت مجدي قاحوش من بلدة كفر عقب في القدس.

مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار

وفي ظل التصعيد المستمر، أعلنت حركة حماس عن جولة جديدة من المفاوضات لوقف إطلاق النار، مؤكدة أنها تتعامل مع هذه الجهود بإيجابية، لا سيما المفاوضات مع المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى. وأعربت الحركة عن أملها في أن تحقق المفاوضات تقدمًا ملموسًا نحو بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تهدف إلى وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وإتمام صفقة تبادل الأسرى.

بدوره، اتهم الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، الاحتلال بالتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرًا أن ذلك يتناقض مع الإرادة الدولية وجهود الوسطاء الرامية إلى إنهاء العدوان. وأكد أن حماس أبدت مرونة وتعاملت بإيجابية مع جميع مراحل التفاوض، مشددًا على أن الحركة لن تتراجع عن سعيها لإلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.

وفي سياق متصل، قال المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى، آدم بولر، في مقابلة مع “القناة 13” الإسرائيلية، إن لقاءه مع حركة حماس كان “فعالًا للغاية”، مشيرًا إلى أن واشنطن قد تستمر في عقد لقاءات إضافية مع الحركة. وأضاف: “نحن الولايات المتحدة ولسنا تابعين لـ(إسرائيل)، لدينا مصالحنا الخاصة”، مؤكدًا أن مهمته تنفيذ توجيهات الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بهذا الملف.

أنصار الله” اليمنية تستأنف عملياتها البحرية ضد السفن الصهيونية

وفي تطور جديد، أعلنت جماعة “أنصار الله” في اليمن استئناف عملياتها البحرية لمنع السفن الصهيونية من العبور في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، في خطوة تهدف إلى الضغط على الاحتلال لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وأكدت الجماعة أن أي سفينة صهيونية تحاول كسر الحظر ستتعرض للاستهداف.

وفي هذا السياق، أشادت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بقرار “أنصار الله”، معتبرة أنه يمثل خطوة جريئة تهدف إلى الضغط على الاحتلال وحلفائه، وإجباره على رفع الحصار عن غزة. وأكدت الحركة أن الشعب اليمني يثبت مجددًا التزامه بدعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني.

وفي تطور ميداني آخر، أفادت وكالة “تاس” الروسية بأن الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية على مواقع عسكرية تابعة للقوات اليمنية في محافظة الحديدة، ما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة، خاصة في ظل استمرار عمليات الاستهداف المتبادل بين الحوثيين والتحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تبقى الأنظار موجهة إلى المجتمع الدولي وجهود الوسطاء، وسط آمال بأن تسفر هذه التحركات عن حلول جذرية تخفف من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وتحد من تصعيد المواجهات على أكثر من جبهة.

آدم الصغير

آدم الصغير

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
هذه أبرز الملفات التي ناقشها اجتماع الحكومة تحطم طائرة عسكرية بأدرار.. والجيش يفتح تحقيقًا في الحادث مظاهرات حاشدة بالمغرب تطالب بإسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني إحباط محاولة إدخال 30 قنطارًا من الكيف عبر الحدود مع المغرب الجزائريون في رمضان.. حين يتحوّل العمل التطوعي إلى عادة مُتجذرة في المجتمع شراكة أمنية وتنموية بين الجزائر وتونس لخدمة المناطق الحدودية غزة تحت القصف الصهيوني.. عظّم الله أجركم فيما تبقّى من إنسانيتكم أيها...! في محاولة لتخفيف التوتر.. وزير الخارجية الفرنسي يتودد للجزائر رقم أعمال "جيتكس" للنسيج والجلود يرتفع بـ15 بالمائة في 2024 اليونيسف: المشاهد والتقارير القادمة من غزة تفوق حدود الرعب القضاء الفرنسي يرفض تسليم بوشوارب للجزائر.. هل تتصاعد الأزمة؟ وزير الداخلية التونسي يزور مديرية إنتاج السندات والوثائق المؤمنة بالحميز انتشار "الجراد الصحراوي" يُهدّد 14 ولاية.. وهذه المناطق المعنية الجزائر تُروّج لمنتجاتها الغذائية في صالون لندن الدولي من الهاغاناه إلى "الجيش الإسرائيلي".. قرنٌ من التآمر على فلسطين! تقييم جهود البحث والإنقاذ البحري.. نحو استجابة أكثر فاعلية الجزائر تُندّد بجرائم الاحتلال في غزة وتدين صمت مجلس الأمن تراجع طفيف في أسعار النفط وسط احتمالات إنهاء الحرب بأوكرانيا نضال دبلوماسي لكسر العزلة.. الحقيقة الصحراوية تتحدّى التزييف المغربي خطوة نحو الاكتفاء الذاتي.. قطع غيار جزائرية في قلب صناعة السيارات