تحاول الحكومة الإسبانية الاستثمار في قمة دول حلف شمال الأطلسي التي تستضيفها العاصمة مدريد على مدار 3 أيام لتأليب الناتو ضد الجزائر بعد تدهور العلاقات بين البلدين.
وتستضيف العاصمة الإسبانية، مدريد، الثلاثاء، على مدار 3 أيام قمة تاريخية حاسمة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، حيث تعقد في خضم أكبر أزمة أمنية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويُفترض أن يتمّ تبني خلال هذه القمة التي تُعقد من 28 إلى 30 جوان الجاري، في العاصمة الإسبانية، “المفهوم الاستراتيجي” الجديدة للناتو، الذي سيمثّل المراجعة الأولى لخريطة طريق الحلف منذ 2010.
وهذه فرصة كانت تحلم بها مدريد للدفع من أجل النظر إلى الأمور “من كل الزوايا” بما في ذلك، ما تراها التهديدات غير التقليدية مثل الإرهاب أو “الاستخدام السياسي لموارد الطاقة والهجرة غير القانونية” من الجنوب، وفق ما أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الأربعاء الفارط.
وشدد ألباريس خلال مؤتمر صحافي على أن “التهديدات تأتي من الجناح الجنوبي بقدر ما تأتي من الجناح الشرقي”، في إشارة إلى الجزائر التي توترت علاقاتها مع مدريد.
من جانب آخر، تتجه الأنظار إلى كيفية معالجة لندن مسألة سبتة ومليلية إذا طرحتها علانية مدريد في القمة، ذلك أن لندن دائما تدافع عن ضرورة خروج إسبانيا من المدينتين كشرط رئيسي للمفاوضات حول السيادة على صخرة جبل طارق.
من جانبها، قالت وزيرة الدفاع مارغاريتا روبلس “هناك هذه الحرب في أوروبا لكنّ الوضع في إفريقيا مقلق بالفعل”، مشيرةً خصوصًا إلى الجماعات الجهادية النشطة في منطقة الساحل.
وتتناول قمة الناتو 6 ملفات بارزة بينها “تأكيد وحدة الحلف ودعم أوكرانيا وتنامي خطر الإرهاب بإفريقيا”.
ويشارك في القمة 40 رئيس دولة وحكومة، على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ومن المتوقع أيضا أن يشارك 5 آلاف شخص بينهم صحفيون وخبراء وباحثون، وسط إجراءات أمنية مكثفة.
واستعدت العاصمة الإسبانية مدريد بإجراءات أمنية استثنائية لاستضافة القمة، التي يستضيفها مركز مؤتمرات مدريد “IFEMA” وخلال أيام القمة، ستكون مدريد بمثابة قلعة محصنة تغلفها حالة طوارئ، إذ من المقرر أن ينتشر 10 آلاف عنصر شرطة في كل مناطق العاصمة الإسبانية، من المطار إلى محطات القطار وقاعة المؤتمرات والساحات العامة.
وكانت تقارير إعلامية إسبانية قد كشفت أن القوى الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، ترفض الاصطفاف وراء مدريد في أزمتها مع الجزائر.
وكشف موقع “بوبليكو” الإسباني، أنه بدل محاولة دعم إسبانيا في الأزمة مع الجزائر، تتحرّك إيطاليا وفرنسا وألمانيا، من أجل تعزيز علاقاتها مع الجزائر.
وأبرزت الصحيفة الإسبانية، أن أول خطوة لمدريد تمثلت في محاولة إقحام الاتحاد الأوروبي في الصراع الجزائري الإسباني، الأمر الذي نتج عنه توحيد صفوف المفوضية الأوروبية مع إسبانيا.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن القوى الأوروبية الرئيسية نأت بنفسها عن الصراع، “وتحركت دبلوماسيا مع الجزائر لإعادة تأكيد علاقاتها مع الجزائر في سياق عالمي طغت عليه التوترات الجيوسياسية والاقتصادية والطاقوية.