بالدليل.. الإعلام الفرنسي في قبضة الصهيونية!

فضيحة كبيرة تهز الإعلام الفرنسي، والسبب التعاطي غير الأخلاقي لبعض الأوساط المقربة من الدوائر الصهيونية، مع الخبير في الشؤون الشرق أوسطية، رئيس التحرير السابق، لـ “لوموند ديبلوماتيك”، ألان غريش، ومدير جريدة “أوريون 21”.

كانت قناة “بي آف آم تي في” الفرنسية قد أجرت حوارا مع ألان غريش الأحد المنصرم، بينما كان قطاع غزة تحت قصف جيش الاحتلال، تحدث فيه عن الإجرام الصهيوني وأكد أن تل أبيب كانت في كل مرة هي التي تبدأ بالحرب على غزة دون مبررات مقنعة، ومع ذلك تحظى بمعاملة غير مفهومة من قبل القوى الغربية الداعمة لها.

غير أن المثير في الأمر هو أن هذه القناة وبعدما نقلت كلام الخبير الفرنسي ووثقته في الحصة المعروفة “بدون توقف” في السابع من الشهر الجاري، سارعت إلى حذفه من موقع القناة على شبكة الأنترنيت.

كانت صحفيّة القناة، فاني فيغشايدر، قد سألت غريش عن التصعيد الحاصل في قطاع غزة المحاصر، فرد قائلا: “أولا يجب التأكيد على أن هذا التصعيد بدأت به +إسرائيل+ من دون أن تتعرض لهجوم.. إن +إسرائيل+ هي التي كانت المبادرة. هذه هي الحرب الرابعة أو الخامسة التي تشنها +إسرائيل+ على غزة، وقتلت مئات الأشخاص..”.

وأضاف: “يعيش الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، في غزة وكذلك في الضفة الغربية. وهذا الوضع لا يمكن إلا أن يؤدي إلى العنف. هذا الوضع هو الذي يخلق التصعيد المتتالي. لسوء الحظ، لا تتعلم +إسرائيل+ أي درس. لا تجنح+ إسرائيل+ إلى الامتثال لقرارات الأمم المتحدة (التي تطلب منها الانسحاب من الأراضي المحتلة) وتشكو من تعرضها للهجوم، وهو التناقض الحاصل دوما”.

تم وضع هذه الإجابة في البداية على موقع القناة على الإنترنت، في مقال بعنوان “من أجل آلان غريش” +إسرائيل + هي التي تبادر إلى تصعيد الضربات الجارية مع غزة”. غير أنه في المساء، لاحظ ألان غريش اختفاء مقطع الفيديو هذا من الموقع، وحلت محله إشارة “404 الصفحة غير موجودة”، ولحسن الحظ تم توثيق الفيديو من قبل مستخدمي الإنترنت وبثوا مقتطفًا منه على “تويتر”.

هذا المشهد أثار الكثير من التساؤلات في فرنسا حول حرية التعبير، وعاد الحديث بقوة عن الرقابة. فكلام ألان غريش اعتبر منتقدا للكيان الصهيوني ومدافعا عن الفلسطينيين. غير أن من يعرف مالك هذه القناة يصل إلى الإجابة على تلك التساؤلات دون عناء. إنه الفرنسي الإسرائيلي باتريك دراهي، الذي يسيطر على الكثير من القنوات والجرائد في فرنسا.

وفي تصريحات له بعد حذف الفيديو ، يعتقد آلان غريش، أن موقفه تجاه الكيان الصهيوني، هو الذي دفع القائمين على القناة، إلى حذف المقطع. واتهم غريش أطرافا بممارسة الرقابة على المواقف الداعمة للفلسطينيين.

يقول غريش: ” أصبح موضوع فلسطين يثير المخاوف، خاصة عندما يتم تناوله بالشكل الذي تناولته أنا. بالنسبة لي، ليس هناك شعبان يتقاتلان لتقاسم الأرض، لكن هناك محتل وآخر ضحية”. ويضيف: “لا أعتقد أن هناك نظرة موضوعية للحقائق، فمن الجيد أن يكون لديك عدة آراء عند الحديث عن شيء ما”.

من جهتها، القناة حاولت تبرير هذا الفعل مؤكدة على عدم وجود أي رقابة: “جميع الآراء وجميع أطراف النزاع حاضرة على الهواء، في المقابلات أو في الموضوعات، وكذلك على موقعنا. يمكن للجميع رؤية ذلك..”. غير أنه لم يمر وقت طويل قبل أن يكتشف زيف هذه التبريرات.

فالقناة المتهمة حاولت تدارك الموقف في اليوم الموالي، بدعوة غريش للقاء ثان، غير أن هذا اللقاء تم إلغاؤه.. هل بقي من شك في وجود رقابة على الإعلام في فرنسا؟ وهل لا تزال هناك شكوك في وقوع الإعلام الفرنسي والغربي عموما في قبضة الصهاينة؟

غسان ابراهيم

غسان ابراهيم

محرر في موقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
غلق مكاتب الاقتراع وبداية عملية فـرز الأصوات الانتخابية نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية إلى غاية الخامسة مساء بلغت 26.45 % تمديد توقيت غلق مكاتـب الإقتراع إلى الثامنة مساءً نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية إلى غاية الواحدة زوالا بلغت 13.11 % حرم رئيس الجمهورية تؤدي واجبها الانتخابي بوغالي: اليوم تصل الجزائر إلى محطة من محطاتها الخالدة وتعطى الكلمة للشعب الملاكمة إيمان خليف: الواجب الانتخابي ضروري من أجل حماية الوطن حساني شريف: نحن اليوم أمام استحقاق حاسم ومهم وسنقبل أي اختيار يقوم به الشعب الفريق أول السعيد شنقريحة يؤدي واجبه الانتخابي تبون: الفائز في هذه الانتخابات سيواصل المشوار المصيري للدولة الجزائرية قوجيل: الجزائر تعيش يوما تاريخيا نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 4.56% حتى الساعة العاشرة صباحا رئاسيات 2024.. العرباوي: الشعب الجزائري سيختار المرشح الأكثر استحقاقا المترشح أوشيش يدعو الجزائريين إلى التجند والتعبير عن صوتهم شرفي: قرابة 63 ألف مكتب تصويت و500 ألف مؤطر لتنظيم رئاسيات 2024 رئاسيات الـ 7 سبتمبر.. إمكانية التصويت بتقديم وثيقة رسمية تثبت هوية الناخب الجزائر تنتخب رئيسها