تزامن القصف الروسي للعاصمة كييف ومدن أوكرانية أخرى ـ يوم الاثنين ـ مع هجمات سيبرانية استهدفت عدة مطارات أمريكية، يؤكّد مسؤول كبير لم يكشف اسمه لشبكة «ABC» أنه تمّ شنها من داخل روسيا، وفي حين استنكر الرئيس الأمريكي جو بايدن ردّ الجيش الروسي على التفجير الجزئي للجسر الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، بإطلاق صواريخ على مدن أوكرانية، وجدّد وزير خارجيته أنتوني بلينكن مواصلة واشنطن دعم كييف للدفاع عن نفسها، لم يصدر أيّ تعليق عن البيت الأبيض على الهجمات الإلكترونية التي قال المصدر إنها هجمات سبّبت إزعاجا فقط، ولم تؤثرْ على أنظمة مراقبة الحركة الجوية، ولا على اتصالات شركات الطيران الداخلية أو أنظمة الأمن.
وقال بايدن الذي كانت إدارته مشغولة بالاحتفال بالعطلة الفدرالية «Columbus Day» أو يوم كولومبوس (مكتشف الولايات المتحدة الأمريكية)، بالقول: “قتلت هذه الهجمات وأصابت مدنيين ودمّرت أهدافا بلا أي غرض عسكري، إنها تظهر مجدّدا الوحشية المطلقة لحرب بوتين غير القانونية على الشعب الأوكراني”، كما أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن “دعم” واشنطن لحكومة زلينسكي في مواصلة الدفاع عن نفسها، ولكن لا أحد من البيت الأبيض أو الكونغرس أو أية جهة رسمية أخرى أشارت للهجمات السيبرانية التي نُفذت من الأراضي الروسية، تاركين المجال واسعا أمام التكهنات.
كيف سيكون الرد الأمريكي على التصعيد الروسي؟
تعليقا على تطورات الوضع في أوكرانيا بعد الهجمات الصاروخية التي قادتها القوات الروسية ردا على التدمير الجزئي للجسر الوحيد الرابط بين شبه جزيرة القرم وروسيا ـ السبت ـ قال السياسي والمحلّل الأمريكي، جويل مارتن روبن، الذي عمل كمساعد لوزير الخارجية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن الهجمات الصاروخية التي أسقطت 11 قتيلا و87 جريحا بالعاصمة الأوكرانية كييف ومدن ترنوبل، دنيبرو ولفيف ـ يوم الاثنين ـ هي الردّ المحزن والمتوقّع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ـ على حد تعبيره ـ لا يملك أية حلول لإنهاء العملية العسكرية التي بدأها على الأراضي الأوكرانية في الـ24 فبراير الماضي، والتي بسبب فشلها يقول المتحدث، أصبح الرئيس الروسي يُرهب العالم بالحديث عن حرب نووية.
واعتبر المتحدّث، الاستهداف الذي تسبّب في سقوط عشرات الضحايا وسط المدنيين، محاولة من الرئيس بوتين استرجاع ثقة الرأي العام الروسي الذي ـ حسب زعمه ـ ثار ضده بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.
وعن ردّ الولايات المتحدة الأمريكية على الهجمات التصعيدية ضد أوكرانيا، قال السياسي الأمريكي، جويل مارتن روبن، خلال مقابلة مع “الأيام نيوز”، إنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستواصل سياستها تجاه الأزمة بمساعدة الحكومة الأوكرانية من خلال توفير الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي، مع تكييف الرد حسب ما تراه هذه الأخيرة مناسبا للأضرار التي لحقت الشعب الأوكراني، مؤكدا أنه لا يستبعد تزويد الجيش الأوكراني بأسلحة دفاع جوي متطورة لم يسبق إرسالها للجيش الأوكراني.
ويأمل روبن، أن تُشجع التهديدات الأخيرة للرئيس فلاديمير بوتين والتطورات الأخيرة في مسار الأزمة الروسية الأوكرانية، دولا أخرى مثل الصين للانضمام إلى صف الغرب بهدف فرض المزيد من الضغوط ودفع الجانب الروسي إلى التراجع.
هل يؤدي استهداف المطارات إلى مواجهة مباشرة؟
وفيما يتعلق بالهجوم الإلكتروني الذي استهدف مطارات كبيرة في مختلف الولايات الأمريكية من بينها مطار لاغوارديا بولاية نيويورك ومطار هارتسفيلد الدولي الواقع بآتلانتا في ولاية جورجيا، والذي يعد أكبر مطار في العالم، قال السياسي الأمريكي المنتمي للحزب الديمقراطي، جويل مارتن روبن، إن نوعية الردّ الأمريكي تعتمد على هوية المنفّذ، وما إذا كان هجوما من الدولة الروسية أم من شخص أو جماعة نفّذته من أرضيها دون علم النظام الروسي.
وفي حين تتجنب الولايات المتحدة أية مواجهة مباشرة مع روسيا ـ يضيف محدثنا ـ لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تسمح بمرور هذا الهجوم الإلكتروني دون عقاب، وبالتالي يُرجّح روبن، تحركات في الأيام المقبلة لمعاقبة مصدر الهجوم الذي سيؤدي دون شك إلى أزمة سياسية بين البلدين حسب رأيه.
يُذكر أنه طبقا لما قالته شبكة «ABC» الأمريكية وتناقلته عنها وسائل إعلام أمريكية وعالمية، فقد تم الإبلاغ عن الهجوم الأول في حوالي الساعة 03:00 صباحا بتوقيت ـ العاصمة واشنطن ـ شرق الولايات المتحدة من قبل مطار لاغوارديا بنيويورك، حيث تمت استعادة عمل الموقع الإلكتروني للمطار مباشرة بعد الهجمة.
أما مطار دي موين الدولي الواقع بولاية ألينوي، ومطار لوس أنجلوس الدولي بولاية كاليفورنيا، ومطار شيكاغو أوهير الدولي، ومطار هارتسفيلد جاكسون أتلانتا الدولي بولاية جورجيا، فقد تمت مهاجمتها إلكترونيا حوالي الساعة 10:30 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
ووفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية، فإنّ مجموعة قرصنة تعرف باسم «Killnet» أدرجت المطارات الأمريكية كأهداف لها، منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، وكانت الجماعة قد استهدفت منظمات في حلف شمال الأطلسي «الناتو» الأسبوع الماضي، وأعلنت مسؤوليتها عن تدمير مواقع حكومية أمريكية، كما اتهمت بالوقوف وراء تعطيل موقع الكونغرس الأمريكي بشكل مؤقت شهر يوليو الماضي.