يواجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، انتقادات واسعة بسبب ارتفاع عدد المهاجرين غير النظاميين منذ توليه الحكم، حيث فاق عدد عابري حدود البلاد مع المكسيك بطرق غير شرعية عتبة الـ 7 ملايين مهاجر منذ فوزه بالرئاسة عام 2021، وهو الرقم الذي يفوق تعداد سكان 36 ولاية أمريكية، ما جعل غالبية الأمريكيين يؤيّدون فكرة استكمال بناء الجدار الذي بدأه الرئيس السابق دونالد ترامب، ويطالبون بإبقاء طالبي اللجوء خارج الأراضي الأمريكية، خلال فترة دراسة ملفاتهم.
أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة مونماوث “Monmouth University” – جامعة خاصة بولاية نيوجيرسي الأمريكية – أنّ غالبية الأمريكيين يؤيّدون الآن بناء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ووجد الاستطلاع أنّ 61℅ من الأمريكيين يقولون إنّ الهجرة غير الشرعية تمثّل “مشكلة خطيرة للغاية” قبل الإنتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الـ 5 نوفمبر 2024.
وتعليقا على النتائج المتوصّل إليها، قال باتريك موراي، مدير معهد استطلاعات جامعة مونماوث “لقد احتلت الهجرة غير الشرعية مركز الصدارة كقضية حاسمة في عام الانتخابات الرئاسية هذا. ووجدت استطلاعات أخرى في مونماوث أنّ هذا هو أضعف مجال سياسي للرئيس جو بايدن، بما في ذلك زملائه الديمقراطيين”.
وبالمثل، قال 61℅ من الأميركيين إنّ المهاجرين الذين يطلبون اللجوء السياسي على الحدود يجب إجبارهم على البقاء في المكسيك أثناء معالجة طلباتهم، وقال 35℅ فقط إنّه يجب السماح لهم بدخول الولايات المتحدة أثناء فترة انتظارهم، طبقا للاستطلاع.
أما بالنسبة إلى قضية استكمال الجدار الذي بدأ تشييده في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، فقد قال 53℅ من المشاركين إنّهم يؤيّدون بناء الجدار على الحدود الجنوبية، فيما قال 46℅ فقط من المستجوبين إنّهم يعارضونه. وقالت شبكة “فوكس نيوز” إنّ هذه هي المرة الأولى التي يدعم فيها أغلبية الأمريكيين الجدار الحدودي منذ أن بدأت مونماوث في استطلاع الرأي حول هذه القضية في عام 2015.
وحسب استطلاع آخر نشرته جامعة مونماوث الأسبوع الماضي، فإنّ نسبة الموافقة على تعاطي الرئيس جو بايدن مع قضية الهجرة غير النظامية لا تتعدى عتبة الـ 26℅، وعند تقسيم المستجوبين حول القضية حسب الانتماء الحزبي، قال ما يزيد قليلا عن نصف الديمقراطيين (54℅) إنّهم يوافقون على تعامل بايدن مع الهجرة، لكن 21℅ فقط من المستقلين و2℅ من الجمهوريين قالوا الشيء نفسه.
ويجري كلا من الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، رحلات تنافسية إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك هذا الأسبوع، حيث سيتحدث بايدن مع أعوان حرس الحدود الأمريكيين في براونزفيل بولاية تكساس، بينما يلقي ترامب خطابا في إيغل باس بولاية تكساس.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إنّه من المتوقع أن يستغل بايدن رحلته للحديث عن أهمية إقرار اتفاقية أمن الحدود بين الحزبين في مجلس الشيوخ، مضيفا أنّه سيكرّر دعواته للجمهوريين في الكونغرس إلى التوقّف عن ممارسة السياسة وتوفير التمويل اللازم لتوظيف المزيد من أعوان حرس الحدود، والمزيد من ضباط اللجوء، واقتناء التكنولوجيات الضرورية للكشف عن مخدّر “الفنتانيل”.
ووجد تحليل نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأسبوع الماضي، أنّ ما يقرب من 7.3 مليون مهاجر عبروا الحدود الجنوبية الغربية بشكل غير قانوني، منذ بداية حكم الرئيس جو بايدن، وهو رقم يفوق عدد سكان 36 ولاية كلا على حدا، كما أنه يفوق تعداد سكان أيّ مدينة أمريكية.
وتوصّلت “فوكس نيوز” إلى هذا الرقم بعد دراسة البيانات التي تحصلت عليها من هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، وقالت الشبكة إذا لم تتباطأ الوتيرة الحالية للهجرة غير الشرعية، فإنّ السنة المالية للعام الجاري 2024 ستحطّم الرقم القياسي المسجّل في العام الماضي والذي بلغ ما يقارب 2.5 مليون مهاجر غير نظامي، وهو رقم يتجاوز عدد سكان ولاية نيو مكسيكو الحدودية.
وأظهرت بيانات الجمارك وحماية الحدود أنّ العدد الإجمالي لعابري الحدود البرية الجنوبية الغربية، منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه في عام 2021 يفوق الـ 7.2 مليون مهاجر غير نظامي.
ويعدّ هذا الرقم أكبر من عدد سكان 36 ولاية أمريكية، بما في ذلك ولايات ألاباما، ألاسكا، أركنساس، كولورادو، كونيتيكت، ديلاوير، هاواي، أيداهو، إنديانا، أيوا، كانساس، كنتاكي، لويزيانا، ماين، ميريلاند، ماساتشوستس، مينيسوتا، ميسيسيبي، ميسوري، مونتانا، نبراسكا، نيفادا، نيو هامبشاير، نيو مكسيكو، داكوتا الشمالية، أوكلاهوما، أوريغون، رود آيلاند، كارولينا الجنوبية، داكوتا الجنوبية، تينيسي، يوتا، فيرمونت، وست فرجينيا، ويسكونسن، وايومنغ.
وبالمقارنة مع أكبر الولايات الأمريكية، فإنّ عدد 7.3 مليون نسمة يمثّل حوالي 18.7℅ من سكان كاليفورنيا البالغ عددهم 39 مليون نسمة، 23.9℅ من ولاية تكساس وسكانها البالغ عددهم 31 مليون نسمة، 32.3℅ من سكان فلوريدا، و37.3℅ من سكان ولاية نيويورك.
وتعليقا على عدد المهاجرين غير النظاميين الذين دخلوا البلاد في عهد الرئيس جو بايدن، قالت فوكس نيوز إنّهم لو اجتمعوا لتأسيس مدينة، لكانت ثاني أكبر مدينة في أمريكا بعد مدينة نيويورك، وأشارت الشبكة إلى أنّ الرقم – 7.2 مليون مهاجر غير نظامي – لا يشمل ما يقدّر بنحو 1.8 مليون مهاجر ممن تهرّبوا من تطبيق القانون، أو ممن لم يتم تسجيلهم من قبل شرطة الحدود، وما سيجعل المدينة بالفعل أكبر من مدينة نيويورك.