كشفت تقارير إعلامية إسبانية أن، بوادر التوتر بين الجزائر وإسبانيا بدأت بالظهور، حيث ذكرت صحيفة “لاراثون” الإسبانية أن الأضرار الجانبية تظهر شيئا فشيئا خاصة في المجال الاقتصادي.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أنه بعد أيام معدودة من إعلان مدريد تغيير موقفها حول الصحراء الغربية ودعمها مقترح المخزن المغربي، سارعت الجزائر للتضييق على واردات الماشية من إسبانيا.
وتابع التقرير أن العقبات ازدادت مع مرور الأيام وصولا إلى إغلاق السوق الجزائرية أمام الماشية القادمة من إسبانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن وضع عقبات أمام واردات الماشية الإسبانية قد يبدو ثانويا في السياق العام للعلاقات التجارية بين إسبانيا والجزائر، إذا قورنت قيمة صادرات إسبانيا من الماشية مع وارداتها من الغاز الجزائري، لكن الإجراء مع ذلك يحمل مؤشرا مهما، حسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن الجزائر حولت أنظارها إلى إيطاليا لتصدير الغاز، وأغلقت سوقها أمام الماشية الإسبانية، وهذه علامات لا لبس فيها على أن شيئا ما تغير.
وفي بداية الشهر الجاري، قالت مجموعة النفط والغاز الجزائرية العامة “سوناطراك” إنها لا تستبعد مراجعة حساب سعر الغاز المصدر إلى إسبانيا.
ووقّعت شركة “سوناطراك”، اتفاقية هامة في مجال الغاز مع الشريك الإيطالي “إيني” بحضور الرئيس عبد المجيد تبون، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.
ومن المرتقب أن تمهد الاتفاقية إلى شراكة قوية بين الدولتين في خضم التغيرات الجيوسياسية التي فرضتها العملية العسكرية الروسية، على سوق الغاز.
ويبدو أن إسبانيا، لا تنظر بعين الرضا إلى التقارب الجزائري الإيطالي الذي حرمها من أن تصبح الشريك الاوروبي الأول للجزائر في مجال الطاقة.
في هذا الصدد، كشفت صحيفة “الموندو” الإسبانية، أن الجزائر ستبيع لإيطاليا ثلاثة أضعاف كميات الغاز الطبيعي التي تبيعها إلى إسبانيا ابتداءً من سنة 2023.
وأضاف المصدر ذاته، أن هذه الاتفاقية ستجعل من إيطاليا أكبر شريك أوروبي للجزائر.