شنت مواقع إخبارية صهيونية هجوماً ضد الجزائر التي وجّهت حكومتها دعوة إلى كل من حركتي فتح وحماس لترتيب البيت الفلسطيني ـ من الداخل ـ والوصول إلى مصالحة نهائية تكون حائط صد أمام عدوان الاحتلال الصهيوني.
وقال موقع «بحدري حريديم» الناطق باسم اليهود المتشددين داخل الكيان الصهيوني، إن القيادة الجزائرية وجّهت دعوة رسمية لقادة حماس وفتح لاستقبالهم باعتزاز شديد على أراضيها، مضيفا أن الجزائر مصمّمة على توحيد كافة الفصائل الفلسطينية في وقت باتت فيه الكثير من الدول العربية لا تبدي أي اهتمام بتلك القضية.
وكانت حركة حماس قد أصدرت بياناً جاء فيه أن وفدها وصل إلى الجزائر بعد الدعوة الكريمة من القيادة الجزائرية لتجديد المحادثات حول ترتيب البيت الفلسطيني، ولغرض تعزيز العلاقات الثنائية واستعراض آخر المستجدات بشأن القضية الفلسطينية.
وكان وفدا حركتي «فتح» و«حماس» قد وصلا إلى العاصمة الجزائرية للمشاركة في تحضيرات مؤتمر الفصائل الفلسطينية المقرر انعقاده خلال أكتوبر المقبل، بالعاصمة الجزائرية، قبل القمة العربية المقررة في 1 و2 نوفمبر.
وأوضح الموقع الصهيوني أن المنظمتين الفلسطينيتين استجابتا بشكل إيجابي للدعوة إلى عقد اجتماع بغاية التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني، مشيرا إلى أن الجزائر تعمل بكل قوة لإنهاء هذا الانقسام الفلسطيني وفقا لأيديولوجيتها المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الموقع المذكور إلى أنه في يوليو الماضي انعقد لقاء نادر في الجزائر بين زعيم حركة حماس إسماعيل هنية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن بمبادرة من الرئيس عبد المجيد تبون.
واستطرد الموقع الصهيوني النطاق باسم المتطرفين اليهود قائلا: “قادة حركة حماس يواصلون السفر حول العالم ويتم استقبالهم باحترام كبير، فبعد زيارتهم الناجحة لروسيا، واصل أعضاء الوفد زيارة الجزائر التي تسعى للوساطة في محاولات حثيثة المصالحة بين حماس وفتح”.
وكان السفير الفلسطيني بالجزائر فايز أبو عيطة قد صرح ـ الأسبوع الماضي ـ قائلا إن اللقاء جمع 15 فصيلاً، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية التي ينضوي تحت مظلتها 13 فصيلاً وعلى رأسها حركة فتح، إلى جانب حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
ووصل وفد حماس الأسبوع الماضي برئاسة رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية إلى جانب عضوي المكتب السياسي، ماهر صلاح، وحسام بدران، وممثل الحركة في الجزائر محمد عثمان.
الجدير بالذكر أن زيارة وفد حماس الأخيرة إلى الجزائر، التي فجرت غيظ الإعلام الصهيوني، تعد الثالثة خلال العام الجاري 2022، وكانت الزيارة الأولى منتصف جانفي الماضي بدعوة رسمية في إطار إنجاح الحوار الوطني الذي أعلن عنه الرئيس تبون.
فيما جرت زيارة ثانية أوائل يوليو برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية التقى خلالها الأخير بالرئيس الجزائري، وشارك في اللقاء الذي تمّ برعايته بين وفدي حركتي حماس وفتح، لبحث ملف المصالحة الفلسطينية.
يذكر أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أعلن في أوت الماضي سعي بلاده لاحتضان اجتماع للفصائل الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية المقررة في مطلع شهر نوفمبر المقبل.