قالت حركة “حماس” الفلسطينية، مساء السبت، إنها تعكف على دراسة مبادرة طرحتها “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” وهي إحدى الفصائل التي تتبع منظمة التحرير، لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي للحركة، في بيان مكتوب للحركة: “تلقينا وبشكل رسمي وبتقدير عالٍ مبادرة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المتعلقة بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني”.
وأضاف: “تعكف الحركة على دراسة المبادرة بإيجابية وبما يحقق الهدف المنشود الذي يتطلع له شعبنا في أماكن وجوده كافة”.
ولفت إلى أن المبادرة “تعكس حرص الجبهة الديمقراطية على التوافق والنهوض بالمشروع الوطني وإصلاح المؤسسات الفلسطينية، وصولا إلى استراتيجية وطنية شاملة متوافق عليها بعيدا عن التفرد”.
وخلال مؤتمر صحفي بمدينة رام الله، الأحد الماضي، قال قيس عبد الكريم، نائب الأمين العام لـ”الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”، إن المبادرة تدعو إلى بدء حوار وطني شامل في ظل التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية، بهدف “إيجاد حد لحالة الدمار والتشرذم الداخلي”.
وتابع عبد الكريم أن المبادرة تحث على “وقف التراشق الإعلامي بين طرفي الصراع الداخلي (حماس وفتح)، ووقف متبادل لممارسات القمع والاعتقال السياسي، تمهيدا للمباشرة بحوار وطني شامل يهدف للتوصل إلى خطة تترجم إلى خطوات تنفيذية مجدولة زمنيا”.
وتقترح الجبهة، بحسب عبد الكريم، العمل على مسارين متداخلين هما: مسار الشراكة والتمثيل الشامل في مؤسسات منظمة التحرير، ومسار إعادة توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية وصولا إلى انتخابات عامة.
وتتضمن المبادرة مقترحات تتعلق بالشراكة مع مؤسسات منظمة التحرير، واختتام عام 2022 بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في مواعيد متفق عليها مسبقا في إطار الحوار الوطني.
المبادرة تقوم أيضا على “تنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل (سبتمبر/أيلول 2020) بشأن صياغة واعتماد إستراتيجية كفاحية جديدة بديلة لاتفاق أوسلو (الموقع بين منظمة التحرير والكيان الصهيوني)، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للنهوض بالمقاومة الشعبية وصولا إلى الانتفاضة الشاملة والعصيان الوطني في مواجهة الكيان”، وفق عبد الكريم.
وتعاني الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي وجغرافي منذ عام 2007؛ حيث تسيطر “حماس” على قطاع غزة، في حين تدير السّلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عبّاس الضفة الغربية من رام الله.
المُنطَلَق
وتأتي هذه التصريحات بعد أيّام فقط من “تقاطٌرِ” وفود فلسطينية على العاصمة الجزائرية، تلبية لمبادرة الرئيس الجزائري بإطلاق حوار ينهي الإنقسام.
ووصل الإثنين الماضي وفد من حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إلى الجزائر،للتباحث حول سُبل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني.
وقال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم الحركة : “بناء على الدعوة الجزائرية التي تلقّتها الحركة، وفي إطار إنجاح الحوار الوطني الذي أعلن عنه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فقد وصل وفد حماس ممثلاً بـ(عضوي المكتب السياسي) خليل الحية، وحسام بدران، أمس، إلى الجزائر”.
وأوضح أن وفد الحركة بحضور ممثلها محمد عثمان في الجزائر، اجتمع فور وصوله مع مسؤولين جزائريين، لبحث سُبل تحقيق الوحدة الوطنية.
وتابع: “سيتم عقد اجتماع آخر لاستكمال الحوارات”.
وأعرب القانوع عن تقدير حركته لـ”دور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية واستضافتها للفصائل الفلسطينية وحرصها الشديد على إنجاز المصالحة وإنهاء حالة الانقسام”.
وكانت حركة “حماس”، قد أعلنت السبت، عن تلقي رئيس مكتبها السياسي هنية، دعوة رسمية، لزيارة الجزائر، للتباحث حول سُبل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني.
والسبت، وصل وفد من حركة “فتح” إلى الجزائر، بدعوة من الرئاسة الجزائرية في إطار مشاوراتها لاستضافة مؤتمر للفصائل الفلسطينية.
وكان الرئيس الجزائري، قد أعلن، في 6 ديسمبر/ كانون أول الماضي، خلال حديثه في مؤتمر صحفي، عقب استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة بالجزائر العاصمة، اعتزام بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية.
ولم يحدد الرئيس الجزائري موعداً لعقد هذا اللقاء، واكتفى بقوله إنه سيكون “قريباً”.