بعد مرور يومين على تفجير جسر القرم، تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف ومدن لفيف وترنوبل ودنيبرو، صبيحة اليوم الاثنين، لموجات قصف صاروخية عنيفة، بعد أن اتهمت روسيا أوكرانيا بتدبير انفجار قوي ألحق أضرارا بجسر رئيسي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
وقال الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، في أعقاب القصف، إن “الروس يحاولون تدميرنا ومسح وجودنا من على وجه الأرض.. نحتاج لمنظومات دفاع جوي وقاذفات صواريخ متعددة”.
وأوضح زيلينسكي، في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، “يريدون بث الذعر والفوضى، يريدون تدمير نظام الطاقة”، مضيفا أن ضربات بواسطة “عشرات الصواريخ” وطائرات مسيرة إيرانية من نوع “شاهد”، استهدفت جميع انحاء أوكرانيا ولا سيما كييف ومناطق خميلنيتسكي، ولفيف ودنيبرو، وفينيتسيا وزابوريجيا وسومي، وخاركيف وجيتومير.
من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء الأوكراني، إن الهجمات على وسط المدينة أحرقت الناس في سياراتهم وهم في طريقهم إلى العمل. وتعهدت وزارة الدفاع الأوكرانية في وقت لاحق، بالرد على الضربات الصاروخية كاشفة عن أن روسيا أطلقت 75 صاروخا على مدنها اليوم تمكنت من إسقاط 41 منها.
وقال مسؤول أوكراني، إن 12 قتيلا و24 جريحا على الأقل سقطوا في القصف الصاروخي على كييف.
وكتب رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو كليتشكو، على تطبيق المراسلة تيليغرام “وقعت عدة انفجارات في منطقة شيفتشينسكيفسكي بوسط العاصمة.. ستأتي التفاصيل لاحقا”.
وقال مسؤول حكومي أوكراني، إن أحد الصواريخ سقط في شارع فلاديميرسكي بكييف غير بعيد عن مكتب زيلينسكي، قبل أن تتردد معلومات عن احتمال أن يكون المكتب نفسه قد دمر في القصف.
وقد حولت السلطات الأوكرانية محطات مترو كييف إلى ملاجئ بسبب شدة القصف.
كما تردد دوي انفجارات، في مدن لفيف ودنيبرو وترنوبل الأوكرانية.
وأفادت وسائل إعلام أوكرانية عن سقوط قتلى وجرحى في القصف، فيما انطلقت أنظمة الدفاع الجوي في كييف للتصدي للصواريخ، كما شوهد عمال الإنقاذ وهم يعملون على إطفاء الحرائق جراء القصف.
ما بعد حادثة القرم..
وكان من المتوقع أن ترد روسيا بقوة على تفجير جسر القرم، الذي وقع صباح السبت الماضي، رغم أن السلطات الأوكرانية لم تعلن رسميا مسؤوليتها عنه.
وقد ألحق التفجير الكبير، الذي قالت السلطات الروسية إنه وقع بواسطة شاحنة مفخخة، أضرارا بجسر كيرش الذي يربط البر الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اجتماع مع رئيس لجنة التحقيق الروسية أمس الأحد، إن: “المنفذين والمخططين هم أجهزة الاستخبارات الأوكرانية”.
وأضاف: “ليس هناك أدنى شك في أنه عمل إرهابي يهدف إلى تدمير بنية تحتية مدنية روسية ذات أهمية كبيرة”.
ومن المنتظر أن يترأس بوتين، اليوم الاثنين، اجتماعا لمجلس الأمن القومي الروسي، وفقا لما صرح به المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف.