يحتفل الفلسطينيون في الخامس عشر من نوفمبر ـ من كل عام ـ بيوم الاستقلال الفلسطيني الذي حلّت ذكراه الـ34 وسط تزايد التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية في ظل انهيار خرافة السلام المخزي وارتفاع الأصوات الداعية إلى ضرورة إحياء انتفاضة الأحرار.
ويقول «أحمد عساف» صاحب متجر لبيع الكتب المستعملة في مدينة غزة “نحن البلد الوحيد في العالم التي ما زال تحت الاحتلال، والعالم يقف متفرجا ويمنعنا من الحصول على حريتنا”، وأضاف «عساف» وهو يرتب الكتب داخل متجره في حديث مع «الأيام نيوز» “نحن نريد دولة مستقلة، دولة ذات سيادة… وأن ينصفنا العالم ويوقف غطرسة الاحتلال وإجرامه في حق شعبنا”.
ويصادف 15 نوفمبر ذكرى يوم الاستقلال الفلسطيني، حين تم إعلان الاستقلال الفلسطيني وإعلان قيام دولة فلسطين بتاريخ 15 نوفمبر 1988 بالعاصمة الجزائرية، وقد ألقى وقتها خطاب إعلان الدولة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وتقول سوزان عليان ـ معلمة في إحدى المدارس خلال مكالمة هاتفية مع «الأيام نيوز» ـ إن يوم الاستقلال يخلد لدى الفلسطينيين ذكرى الشهداء والجرحى الذين ضحوا بحياتهم دفاعا عن شرف الوطن، وأضافت «عليان» “خلال يوم الاستقلال أتحدث مع أطفالي لأعرفهم بذكرى هذا اليوم، كما أشاهد معهم مقاطع مصورة لبعض الأفلام الوثائقية، ومسابقة للأسئلة والأجوبة لتعريفهم بتاريخ قضيتنا”.
وتمر القضية الفلسطينية بتحديات متزايدة خلال الفترة الأخيرة، بما في ذلك تصاعد التوتر في الضفة الغربية وتشكيل سلطة الكيان الحكومة الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخها، وقال المتحدث باسم حركة فتح في غزة، منذر الحايك، إن وثيقة الاستقلال جاءت للتأكيد على الحق الطبيعي، والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية على أرضه.
ونوه «الحايك» في حديث لـ«الأيام نيوز» إلى أهمية إحياء ذكرى وثيقة الاستقلال كل عام، وتحديداً هذا العام في ظل المرحلة السياسية الحساسة التي تمر بها القضية الفلسطينية بالتزامن مع تشكيل حكومة صهيونية يمينية متطرفة.
وأضاف أن سلطة الكيان تسعى إلى تشكيل حكومة أشد تطرفاً للقضاء على القضية الفلسطينية والمشروع الوطني، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في المقاومة، حتى زوال الاحتلال، وأشاد «الحايك» بدور دولة الجزائر ومساندتها الدائمة للقضية الفلسطينية، من خلال دعم الشعب الفلسطيني على مدار السنوات السابقة وحتى الآن.
وأكد على أهمية الحوار الوطني في الجزائر لإنهاء الانقسام الفلسطيني، منوهاً إلى أن الاستقلال لا يمكن إتمامه إلا بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وطالب «الحايك» الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية من خلال القانون الدولي، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، لمنع التغول والتعنت الصهيوني في الأرض الفلسطينية.
وقال المحلل السياسي من الخليل، أسعد العويوي، إن ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني في دولة الجزائر، كان تشجيعاً معنوياً بالتزامن مع استمرار الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية، وأضاف العويوي في حديث لـ«الأيام نيوز» أن إعلان الاستقلال الفلسطيني يؤكد ضرورة تحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني.
ولفت إلى الأهمية المعنوية للاحتفال بإعلان الاستقلال، لاستمرار المقاومة الفلسطينية واليقين بأن الاستقلال آتٍ لا محال، واستدرك العويوي “أن إحياء إعلان الاستقلال سنوياً على الأرض الفلسطينية يخلد ذكرى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، رمز الثورة الوطنية”.
وأشار إلى أهمية اعتراف العديد من الدول بإعلان الاستقلال الفلسطيني، لمساندة الشعب بإقامة دولته والتحرر من الاحتلال والاستيطان الصهيوني، وأكد العويوي أن إنهاء الانقسام الفلسطيني بمثابة العامود الفقري للاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أهمية توحد قادة المقاومة.
وختم يقول “ما دام هناك انقسام فلسطيني، لا يمكن أن يتحقق الاستقلال، لذلك يجب إتمام الوحدة الوطنية”، ولفت العويوي إلى أمل الشعب الفلسطيني الكبير في الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، في ظل استمرار النضال ضد الاحتلال الصهيوني، وتعاظم محور المقاومة، وتوقفت أخر جولة للمفاوضات بين الفلسطينيين وسلطة الاحتلال عام 2014.