بعودته إلى ليبيا بعد سنوات من الغياب.. بلحاج رجل “القاعدة” البارز يثير الجدل مجددا

أثارت عودة رجل تنظيم “القاعدة” الإرهابي في ليبيا، عبد الحكيم بلحاج، إلى العاصمة طرابلس بعد غياب دام خمس سنوات أمضاها متنقلا بين قطر وتركيا، تساؤلات عديدة حول تبعات تلك العودة وأهدافها وأجندته المحتمل تنفيذها في المشهد السياسي الليبي المضطرب في ظل انقسام مؤسسات الدولة، وعدم توحيد المؤسسة العسكرية.

وتشير تقديرات الخبراء إلى أن عودة رجل التنظيم المُصنف على قوائم الإرهاب مرتبطة بتنفيذ أجندة ما، حتى وإن كان ظاهر العودة يتمثل في استئناف العمل السياسي.

ويتفق الخبراء على أن “أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة” الذي رافق العديد من القيادات الإرهابية لسنوات، لا يمكنه أن يكون على رأس أي مشروع سياسي، وحذروا من عودة مشروع الدم مرة أخرى إلى ليبيا.

وقد وفرت عودة رجل الجماعة المصنفة إرهابية، الخميس الماضي، من العاصمة القطرية، الدوحة، بيئة من التكهنات حول السماح بالعودة واستئناف العمل السياسي أم لا؟

من هو عبد الحكيم بلحاج؟

ويقول منسق الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، والمحلل السياسي، عثمان بركة، في تصريحات خاصة لوكالة سبوتنيك، إن بلحاج “هو أمير الجماعة الليبية المقاتلة في ليبيا، أحد التيارات المتطرفة في ليبيا”.

ويعد بلحاج المولود عام 1966، واحدا من الأسماء المثيرة للجدل في المشهد، خاصة مسقط رأسه بمنطقة سوق الجمعة في مدينة طرابلس، على الرغم من تلقيه التعليم بجامعة الفاتح، ودراسته للهندسة المدنية.

وأصبح بلحاج معارضا بارزا للزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، وقاد الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، التي شنت عمليات ضد نظام القذافي، وحاولت اغتياله عدة مرات.

تسليم بلحاج إلى النظام الليبي

وفيما يتعلق بدور بلحاج ما قبل أحداث 2011 وما تلاها، يوضح بركة أن القذافي قبل بعودة بلحاج مع بعض القيادات بعد تسليمهم من جانب الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه)، التي قامت بترحيله إلى ليبيا، متابعا “حينها حاول القذافي دمجه مع تلك القيادات في المجتمع الليبي”، على حد قوله.

ويؤكد بركة أنه “على الرغم من تلك الجهود، إلا أنهم ظهروا على حقيقتهم خلال أحداث 2011 بعد أن استقبل ضباط مخابرات من دول أجنبية وظهر بمظهر البطل برغم من سجله الإجرامي”.

وتجدر الإشارة إلى أن بلحاج خرج من ليبيا عام 2001، وعملت الحكومة البريطانية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على تسليمه لبلده بعد 3 سنوات بعدما ألقت القبض عليه في تايلاند، واعتذرت في 2018، للمعارض الليبي، وزوجته، بعدما ساعدت في اعتقالهما وترحيلهما إلى ليبيا.

وقالت رئيسية الوزراء البريطاينة، تريزا ماي، إن بلحاج وزوجته فاطمة بودشار تعرضا لـ”معاملة مروعة”، وستدفع حكومة المملكة لهما 500 ألف جنيه استرليني.

بلحاج في المشهد السياسي الليبي

ويقول المحلل السياسي الليبي، إن ما يدعيه بلحاج بشأن مشروع المصالحة “غير ممكن”، قائلا إن “المشروع الذي جاء من أجله هو مشروع تركيا وقطر، والذي لا يستبشر به في ليبيا”.

ويعتقد بركة أن عودة بلحاج إلى طرابلس تمثل عودة للمربع الأول وهو الصراع الدموي في ليبيا، مستطردا “عودة بلحاج تستهدف تدمير ما تبقى من ليبيا”.

ويدلل بركة على وجهة نظره، باعتبار عبد الحكيم بلحاج، يعمل ضمن المخطط الذي تقوده بعض قوى الشر وجماعة الإخوان المسلمين.

وفي السياق ذاته، يقول الخبير الليبي، عبد الباسط بن هامل، في تصريحات لسبوتنيك، إن بلحاج “لا يمكن أن يكون على رأس أي مشروع سياسي اليوم، حتى في حال الذهاب إلى تسوية سياسية ومصالحة وطنية”، مدللا على ذلك بسجله الذي يمتد لنحو 30 عاما من العمل مع الجماعات الإرهابية ضد الأنظمة وزعزعتها، “واللعب على تدميرها وضرب النسيج الاجتماعي في إطار استخدام الدين وتوظيفه”، على حد تعبيره.

ويرى أيضا أن سجل بلحاج يؤكد أنه لن يتغير حتى وإن حاول الظهور تحت مظلة الديمقراطية، مستطردا أن صناعة الإرهاب هي “عملية خارجية” وليست نتاج ظروف أو تطورات داخلية، خاصة أنه استقدم في العام 2011 كأحد عرابي الثورة في ليبيا، وظهر بأنه سيقدم الديمقراطية لليبيين وهو ما لن يحدث.

علاقة وطيدة مع الإرهاب

ويقول بن هامل، إن “بلحاج لديه سجل حافل وعلاقة وطيدة مع جماعات الإرهاب، متابعا أنه “مؤسس أخطر التنظيمات الإرهابية في ليبيا، وهي الجماعة الليبية المقاتلة التي كانت تتبع تنظيم القاعدة (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول).

ويشير بن هامل، إلى أن بلحاج تولى قيادتها في فترة التسعينيات، واتهم في العديد من قضايا الإرهاب، مؤكدا أنه “رافق أسامة بن لادن [مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي، في أفغانستان والعديد من القيادات الإرهابية، وأن سجله الإرهابي لا يمكن أن يسقط بالتقادم”.

يذكر أنه في الثامن من يونيو/ حزيران 2017، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، خلال الأزمة الخليجية، أن قطر تأوي قائمة من قادة الإرهاب، كان من أبرزها بلحاج.

أجندة بلحاج في ليبيا

ويقول بن هامل إن “بلحاج ساهم في تخريب ليبيا 2011، كما ساهم بتسليم أهم ملفات جهاز المخابرات الليبية لقطر، وكان مدعوما منها”، موضحا أن ما ساعده على العودة هو تكريم الغرب له ورفع جميع قضايا الإرهاب عنه “وهذا في حد ذاته تصرف خطير”.

ويعتبر المحلل السياسي أن أجندة بلحاج “تتمثل في خلط الأوراق بليبيا”، مستدلا بزمن عودته في مرحلة أزمة وتقاعس من المجتمع الدولي عن إيجاد حلا للأزمة السياسية هناك”، على حد تعبيره.

واختتم بن هامل، بقوله إن “بلحاج سعى إلى تجنيد المزيد من الشباب وتأسيس صفوف تؤمن بفكره”، قائلا: “خير دليل على ذلك الصور التي رصدت من استقبلوه”.

واثق مهاب

واثق مهاب

كاتب صحفي في موقع الأيام نيوز

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
الجنائية الدولية ترفض إلغاء أو تعليق مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت ميناء طنجة.. استقالات جماعية رفضا لنقل معدات حربية للكيان الصهيوني الصين تمنح واردات أمريكية إعفاءات من الرسوم وزير الاتصال يدعو إلى ترقية الإعلام الرياضي والابتعاد عن التهويل والتضخيم شراكة جزائرية-صينية جديدة لدعم الابتكار في الطاقات المتجددة انطلاق التسجيلات الأولية لتلاميذ السنة أولى ابتدائي عبر المنصة الرقمية سفارة السعودية بالجزائر تحذّر أسعار النفط تتجه لتكبد خسائر أسبوعية رئيس الجمهورية يعاين صرحًا رياضيًا جديدًا خلال زيارته لبشار وزارة الثقافة..إنجاز مركز طبي اجتماعي للفنانين الجزائر توقع اتفاقية شراكة مع مدرسة براغ العالمية للسينما الجزائر توقّع عقدين لتصدير منتجات غذائية نحو السوق السعودية بقيمة 5 ملايين دولار سنويًا رفع التجميد عن مشاريع الصحة وتكوين سنوي لـ 1050 طبيباً في هذه التخصصات رزيق يستقبل مسؤولاً أوروبياً لبحث آفاق الشراكة الاستراتيجية توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات وشركة "سيال" إيداع 4 أشخاص الحبس بتهمة المضاربة في البطاطا رسميا.. هذا موعد بيع الأضاحي المستوردة للمواطنين حماس تُحذّر من كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة الجزائر وسلوفينيا توقعان مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والعلوم عطاف يُستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي