قال وزير خارجية الصين “وانغ يي” بأن “عدم التّدخّل في الشؤون الداخلية”، يُعتبر “قاعدة ذهبية” في العلاقات بين الدول، وما تقوم به الولايات المتحدة هو محاولة لتغيير الوضع السائد في مضيق “تايوان” بهدف الضغط على الصين، والمواجهة التي تشنها واشنطن ضد أكثر من 1.4 مليار صيني لن تنتهي على خير.
في حديث إلى وسائل الإعلام الصينية، يوم الجمعة، أكّد وزير خارجية الصين “وانغ يي” أن “تايوان” مقاطعةٌ صينيّة، وبلادُهُ تعارض وترفضُ أيّ اتصال يقومُ بين أطراف من تلك المقاطعة، ومسؤولين ينتمون إلى البلدان التي تُقيم معها “بكين” علاقات دبلوماسية. وشدّد على ضرورة التّصدي لكل الذين يتواطؤون مع قوى داخلية وخارجية، ويعملون على تقسيم الصّين، بالعمل على استقلال تايوان عنها.
أعرب الوزير الصيني عن استعداد بلاده الدّائم للحوار الدائم مع من يدعمُون الأمن والسّلام في العالم، وقال: “نحن مُستعدّون للعمل مع الأصدقاء من الدول الأخرى، الذين يُحبّون السلام، ويدعمُون مبدأ الصين الواحدة العادل، ويُدافعون عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وعن الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي”. وأكّد بأن المواجهة التي تشُنّها واشنطن ضد أكثر من 1.4 مليار صيني لن تنتهي على خير.
وصف الوزير الصيني ردّ فعل بلاده على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” إلى تايوان، بأنه كان ردّا عقلانيا وضروريا ومناسبا، وقال: “زارت بيلوسي تايوان الصينية، وقامت باستفزاز سياسي وخلقت التوتّر في مضيق تايوان. لا شك في أن انتهاك واشنطن لالتزاماتها، والاستفزاز المُتعمّد بشأن قضية تايوان، لن يؤدي سوى إلى زيادة تقويض مصداقية الولايات المتحدة. والمعركة ضد أكثر من 1.4 مليار صيني لن تنتهي بشكل جيد بأي حال من الأحوال”.
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت، في الأيّام الماضية، عن فرض عقوبات على “نانسي بيلوسي”، ردّا على زيارتها لتايوان. وأصدرت حينها بيانا جاء فيه: “بيلوسي زارت تايوان، على الرغم من مخاوف الصين واحتجاجاتها، وتدخّلت بشدة في السياسة الداخلية للصين، بالتّالي فهي تُقوّض بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها بزيارتها إلى تايوان”، كما جاء في البيان: “بناء على تشريعات الجمهورية الصين الشعبية، قرّر الجانب الصيني فرض عقوبات على بيلوسي وأفراد عائلتها المقربين بعد تصرُّفاتها الاستفزازية”.
أمّا حول الموقف الأمريكي من زيارة رئيسة مجلس النواب، فقد أشارت بعض المصادر الإعلامية، إلى أن واشطن أكّدت لبكين عن التزامها بسياسة “الصّين الواحدة”، وأن بيلوسي “تتخذ قراراتها بنفسها”.
وكانت قد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، يوم الخميس الماضي، أن الرئيسي الصيني “شي جين بينغ” تحادث مع نظيره الأمريكي “جو بايدن” في اتصال هاتفي يوم 28 جويلية، وقبل أربعة أيام من زيارة بيلوسي إلى تايوان، وأكّد له بأن: “الوقت الحالي ليس مناسبا لأزمة كاملة بين أمريكا والصين”.