قال المبعوث الخاص الجزائري، المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، عمار بلاني، إن “الانتصارات الدبلوماسية المغربية المزعومة التي بات يحتفل بها المغرب مؤخرا، ما هي إلا انتصارات وهمية الهدف منها توليد دعم دبلوماسي مزعوم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية”.
وفي تصريحات خصّ بها “لاباتري نيوز“، أوضح عمار بلاني أن المغرب يعتمد في هذا الصدد، على قنصليات وهمية يتمّ دفع أجرها من الأموال العامة.
وأضاف بأن “بعض هذه الدول التي فتحت هذه القنصليات الوهمية فقدت حقها في التصويت في المنظمات الدولية”.
وذكّر الدبلوماسي الجزائري بجهود الدبلوماسية الجزائرية التي أفشلت مساعي الدبلوماسية المغربية ومناوراته في أمريكا اللاتينية الهادفة للترويج لمقترح الحكم الذاتي.
ورد بلاني على الاتهامات المتكررة والشائعات التي تروّج لها المملكة المغربية بخصوص التجنيد المزعوم للأطفال في مخيمات اللاجئين، بالتأكيد على أنها مجرّد مناورة “فجّة” الهدف منها إيذاء جبهة البوليساريو واتهامها بما يمنعه القانون الدولي.
ولفت إلى أن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا نفى هذا الأمر خلال زيارته لولاية تندوف.
وفي 24 مايو الماضي، كشف عمار بلاني عن وجود قضايا كشفت السيادة المزيفة للمغرب على الإقليم، منها تصريحات مفوض السياسة الخارجية الأوروبي جوسيب بورال وإدارة إسبانيا للملاحة الجوية وأحكام محكمة العدل الأوروبية.
وذكر عمار بلاني في حديث خص به وكالة الأنباء الصحراوية بحكم محكمة العدل الأوروبية القاضي بوضوح بأن أراضي الصحراء الغربية هي أرض “منفصلة ومتميزة” وأن المغرب لا يملك أي شكل من أشكال السيادة عليها.
وأضاف المتحدث أن الممارسات الوحشية للاحتلال المغربي والتي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي، لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تعيق ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف والتقادم في تقرير المصير والاستقلال، وأشار إلى أن القانون الدولي يحظر بشكل تام استخدام القوة من أجل تغيير الحدود.
وأكد أنه يتضح ذلك من آخر صفعة موجهة من قبل الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للإتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي أعاد التأكيد بشدة على أن “جميع القضايا المتعلقة بالصحراء الغربية ووضعها يجب أن يتم التعامل معها وفقًا للقانون الدولي في إطار العملية السياسية للأمم المتحدة”.
وفي 21 أبريل الماضي، أكد عمار بلاني بأنه في نظر مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، يجب أن يظل المسار الأممي “الإطار الأنسب” لتسوية الصراع في الصحراء الغربية.
وقال إن المعلومات التي نقلتها بعض وسائل الإعلام الإسبانية والمغربية التي تتحدث عن “الرضا” المزعوم للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، فيما يتعلق بتغيير موقف الحكومة الإسبانية من القضية الصحراوية، “تنصب في عمل تلاعبي تديره بعض الدوائر الرسمية في مدريد لمحاولة تهدئة الضجة التي أثارها القرار المثير للجدل الذي اتخذه رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز”.
وأضاف بلاني قائلا: “أن المبعوث الخاص الأممي ستافان دي ميستورا الذي نحن على تواصل معه هو أول من يمكنه التأكيد على تفاجئه من تغيير إسبانيا لموقفها الذي من شأنه أن يعقد المسار الأممي”.
وأضاف الدبلوماسي الجزائري أن يجب أن يبقى “في نظر المبعوث الأممي الإطار المناسب لتسوية النزاع القائم بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو”.
وتابع من جهة أخرى بالقول أن “المقربين من المبعوث الخاص ستافان دي ميستورا أكدوا بشأن هذا الوضع الخاص صحة التصريح الذي قدمه المتحدث باسم الأمم المتحدة في 20 يناير الماضي الذي أعتبر أن أي تصريح حول موقف المبعوث الخاص أو أنشطته غير صادر عنه أو عن مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة غالبا ما يكون تشويها للحقائق”.
وذكر بلاني بدعوة المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى “الحذر ممن يدعون معرفة موقف المبعوث الخاص ستافان دي ميستورا حول الصحراء الغربية”.