شدّد جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر لكرة القدم، الأحد، أنّ ردّه على التصريحات الأخيرة للبوسني وحيد خاليلوزيتش والمناورات البوركينابية المستمرة، سيكون في الميدان، مجدّدًا التأكيد أنّ رهان الخضر هو بلوغ مونديال قطر، دون التفريط في كأس أمم إفريقيا القادمة بالكاميرون التي سيخوضها زملاء محرز بكل قوة وحماس.
في ندوة صحفية عقدها بالمركز التقني الوطني في سيدي موسى عشية مواجهتي جيبوتي (الجمعة القادم) وبوركينا فاسو في السادس عشر من الشهر الجاري، قال بلماضي: “أحترم مهنتي، لذا أحرص دائمًا على الجدية والاحترام وأداء الأشياء كما يجب”، مضيفًا: “جيبوتي ليس منتخبًا قويًا لكننا لن نواجهه، مثلما لن نواجه أحدًا بالمنتخب (ب)”.
وأعرب بلماضي عن سعادته بالعودة إلى القاهرة، مضيفًا: “لدينا ذكريات رائعة هناك”، وشرح أنّ تربص الخضر الذي سينطلق هذا الاثنين، سيشهد حصصا تدريبية على مدار ثلاثة أيام وسيكون مواتيًا لتحضير مواجهة الجمعة (15.00 سا)، وتابع: “نريد إجراء لقاء رائع أمام جيبوتي”.
وأوعز الناخب الجزائري أنّه سيهتم في مباراة جيبوتي بالتعامل مع 3 حالات تخص اللاعبين أصحاب البطاقات الصفراء، وغيرهم ممن لم يلعبوا، فضلاً عن أولئك الذين لعبوا كثيرًا، وأردف: “نحرص على إبقاء اللاعبين تنافسيين، كما نجدّد التزامنا باحترام كل المنافسين”.
وبشأن خرجات البوركينابيين حول “عدم اللعب في تشاكر” و”أمن لاعبيهم” وو … علّق بلماضي في هدوء: “مدرب بوركينا مسؤول عن كلامه ومن حقه الكلام … من جهتي أقول الكلام في الميدان، وإفريقيا معروفة بالتصرفات والخرجات الغريبة”، مستطردًا: “أرفض توصيف مؤامرة، وأحب ممارسة عملي وأدافع عن المنتخب بالعمل في الميدان، ثمّ نحن في إفريقيا …. وأشياء كثيرة غير نبيلة تحصل خارج الميدان، لذا نحن نركّز على الميدان، وهناك أشخاص يدافعون عن المنتخب خارجه ويعرفون جيدًا ماذا يفعلون”.
وفي وقت لاحظ أنّ “أرضية تشاكر في تحسن تدريجي مقارنة بالسابق”، شدّد بلماضي: “لا يهمني ترتيب الفيفا وإذا خرجنا من قائمة الخمسة الكبار في القارة السمراء … لا مشكلة من مواجهتنا للمغرب في الدور الحاسم … وخاليلوزيتش مسؤول عن كلامه، وأنا أفضّل المستطيل الأخضر وليس المواجهة خلف الميكروفون، وأحرص على الدفع دائما بفريق تنافسي يفوز بكل المواجهات، بدل بعض المدربين الذي يروون حياتهم هنا وهناك … مع أنّ أي لقاء يكون في الميدان”.
وبشأن التعداد المعني بتربص الخضر، أبرز بلماضي: “استدعاء زغبة أتى بعدما لاحظنا تطور هذا الحارس الذي قدّم مستوى رائعًا في الجولات الأخيرة ويستحق العودة”، وعقّب بشأن عدم استدعاء عسلة: “أتابع مليك ومن حقه اللعب في المنتخب الوطني لكن عليه أن يبذل مجهودًا أكبر … لدينا الحق في 3 حراس والأماكن غالية”.
وكشف بلماضي عن عدم استدعاء بوداوي بسبب عدم إصابته منذ مدة، وقال: “أعرف حجم إصابته والمدير الرياضي لنيس اتصل بي وأبلغني بذلك، وحتى بلايلي يعاني من التواء على مستوى الكاحل.. وهو يتحسن تدريجيًا”.
ونوّه بلماضي إلى أنّ وناس العائد من إصابة “لعب دقائق قليلة، لكننا نثق في قدراته وهو قادر على صنع الفارق في أي لحظة، ونحن نحتاج إلى اللاعبين القادرين على صنع الفارق”، مدافعًا عن “أهمية وجود بولحية في المباراتين القادمتين”، وفي مقابل إشارته إلى أنّ “عدلان قديورة” غائب عن المنافسة منذ مدة، متمنيًا له العودة بقوة، شدّد بطل إفريقيا: “لم نبن المنتخب على أحد … ونحرص دائمًا على إيجاد الحلول في حال الغيابات، في هذا التربص احتجت إلى لاعبين يعرفون جيّدًا الخضر”، مسجّلاً أنّ الظهير الأيسر فوزي غولام يتواجد دائمًا في خططه، رابطًا عودته بالجاهزية … : “اليوم الذي سيعود فيه بقوة ويلعب بانتظام، سيفرض استدعائه نفسه”.
ونصح بلماضي، ظهير نادي “كليرمون فوت” الفرنسي، حكيم زدادكة، بتطوير طريقة لعبه أكثر، حتى “يتواجد بشكل مؤكد مع الخضر”، وأضاف: “هناك أشياء تزعجني في زدادكة، تحدثت بشأنها مع وكيل أعماله الذي هو لاعب سابق، وانتهاءً المرحلة الحالية ليست لإجراء تجارب، كما أني لست هنا للبناء إلى غاية 2030 أو 2048 … أوظف بن ناصر أم قادري؟ لذا أعتمد على الأكثر جاهزية، ونحن نتابع مسعودي وبوصوف وسعيود وغشة ولوصيف، هذا الأخير ينشط في منصبه محرز وغزال وقبّال”.
وحول حالة النجم رياض محرز، أوعز بلماضي: “محرز تنافسي بطبيعته، ونعرف مواهبه وطاقاته، وسيأتي بحماس إلى المنتخب رغم إحباطه من عدم اللعب مع ناديه مانشستر سيتي ضدّ اليونايتد… هو لاعب أرقام”، ولفت بشأن “ربط بلايلي بقصة المخدرات مؤخرًا”، بالتأكيد: “خطير أن يتم المساس بسمعة يوسف بلايلي كلاعب وأب وابن … من طرف أناس ليس لديهم حدود، هو شاب لطيف ومهذّب وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم … وأنا مصدوم إزاء ما حصل”.
وعاد بلماضي ليشدّد على صرامته في خوض اللقاءات، قائلاً: “لا أستخدم تصنيف “لقاء رسمي” و”لقاء ودي” مع اللاعبين”، مضيفًا بشأن الموعد الكاميروني في جانفي القادم: “ذاهبون إلى كأس أمم إفريقيا بكل طموح وحماس للدفاع عن حظوظنا، وهدفنا التأهل إلى مونديال 2022 … لكن هذا لا يعني إهمالنا لكأس إفريقيا”.
وأضاف بلماضي: “أراهن على الاسترجاع البدني، والعمل سيبدأ من الاثنين … حيث تفادينا إرهاق اللاعبين وفضّلنا التنقّل مباشرة من باريس نحو القاهرة.. نحن نفكّر في لقاء بوركينا … ونسعى لتسيير لياقة اللاعبين”.
وركّز بلماضي على التصاقه بالجزائر، قائلاً: “حب الوطن وراء تواجدي هنا، ونسعى لمنح أقصى ما لدينا لأجل الجزائر وشعبها”، مستطردًا: “نشكر السلطات على فتح ملعب تشاكر للجماهير ونتطلع لامتلاء الملعب بالكامل في مارس القادم، كنا جدّ حزينين لأجل جماهيرنا التي حُرمت من مواكبة منتخبها في المدرجات، ونتطلع لحضور أكبر عدد من الأنصار في لقاء السد المرتقب في مارس المقبل”.
وكشف بلماضي عن انطلاق تربص الخضر لكأس أمم إفريقيا اعتبارًا من 27 ديسمبر القادم، وذلك سيتزامن مع “البوكسينغ داي” في إنجلترا، وما سيترتب عن ذلك من تأخر التحاق محرز وبن رحمة بالنخبة الوطنية، وفتح مدرب الخضر قوسًا بالقول: “كأس أمم إفريقيا تحتاج عملاً تكتيكيًا جبارًا، ومن المحتمل تكرار سيناريو دورة 2019 بمواجهة كوت ديفوار في الدورين الأول والنهائي”.
وفي تصميم، لم يستبعد بلماضي التحاق بونجاح بتشافي في البارصا، قائلاً: “بونجاح مهاجم كبير وأحرز أهدافًا كثيرة في الجزائر وتونس وقطر، وهو محل إعجاب عدة مدربين في أوروبا، كما أنّ تشافي احتكّ ببونجاح لاعبًا ومدربًا ويملك فكرة جيدة عنه.
وحرص بلماضي على تحية الأسطورتين مهدي سرباح ومحمد سوكان … وقال: “الراحل مهدي سرباح أسطورة وشخصيًا استمتعت بمشاهدته، ولا يمكن لأحد نسيان ما فعله في مونديال 1982″، كما نوّه بمآثر الراحل محمد سوكان ووصفه بـ “السيد الكبير الذي يستحق كل الاحترام والتقدير”.
وانتهى بلماضي إلى الدعوة لأن تكون البطولة الوطنية أكثر احترافية، معلّقًا بشأن التصريحات الأخير لـ “كريستوف غالتيي” مدرب نيس الفرنسي: “أستطيع أن أردّ بقوة وبسهولة على المعني، لكن من الأفضل عدم إماطة الغطاء عن البئر”.