اقتحم نحو 1500 مستوطن صهيوني، صباح الثلاثاء، المسجد الأقصى بالقدس الشرقية تحت حماية الشرطة الصهيونية، وبمشاركة وزير الأمن القومي، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وأعضاء من الكنيست.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، إن نحو 1500 يهودي صعدوا إلى الحرم القدسي، بما في ذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وأضافت، أن بن غفير مشى بساحات الأقصى ومر بجانب عشرات من المستوطنين وهم يؤدون صلوات وسجودا جماعيا.
وأدانت السلطة الفلسطينية الإقتحام، واعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح أن “اقتحام بن غفير ومجموعة المتطرفين يمثل تصعيدًا وانتهاكا للقرارات الدولية التي تعتبر القدس الشرقية والمسجد الأقصى أراضي محتلة، والإجراءات التي قامت وتقوم بها حكومات الاحتلال باطلة”.
كما دعا “المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التدخل للجم جموح حكومة اليمين المتطرفة قبل فوات الأوان.”
جامعة الدول العربية وعلى لسان أمينها العام، أدانت “بأشد العبارات”، عملية اقتحام الأقصى مؤكدة أن هؤلاء المتطرفين الذي اقتحموا المسجد “يدفعون الأمور إلى حافة الهاوية، ويتعمدون استفزاز مشاعر مئات الملايين من المسلمين عبر العالم”.
كما قال المتحدث الرسمي باسم أبو الغيط، جمال رشدي، أن “حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الاستفزازي والإمعان في تأجيج المشاعر.”
رابطة العالم الإسلامي من جهتها دانت هذه العملية على لسان أمينها العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، محمد بن عبد الكريم العيسى، الذي وصف في بيان هذه الممارسات “بالعدائية والعبَثية التي تمس حرمة المقدسات الإسلامية”، محذرا من “مخاطر تمادي قوات الاحتلال في انتهاك كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، واستفزاز مشاعر المسلمين حول العالم.”
البرلمان العربي اعتبر أن “هذه التصرفات تأتي في إطار محاولات الاحتلال المستمرة لتغيير الهوية العربية والإسلامية للقدس المحتلة، محذرًا من عواقبها الوخيمة على جهود إقرار السلم والاستقرار في المنطقة، وإفشال جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.”
كما دعا البرلمان في بيانه المجتمع الدولي “إلى تحمل مسؤولياته والضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات، مطالبًا بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ولحقوقه ومقدساته، والتوصل إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس”.
أما حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فاعتبرت الاقتحام بمثابة “صب الزيت على النار”، حيث قالت الحركة في بيان لها “إن سلوك حكومة المتطرفين الصهاينة، وأعضائها مجرمي الحرب، باستمرارها في المجازر وحرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وعمليات القتل والإرهاب في الضفة، والانتهاكات الممنهجة في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات ومحاولاتِ تهويدٍ وتغييرٍ للوقائع على الأرض، إنما تصبّ الزيت على النار في المنطقة، وتهدد بشكل مباشر السلم والأمن الإقليمي والدولي، وهو ما يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لردعها ومحاسبتها على هذه الجرائم”