كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 30 سبتمبر / أيلول بأن “5% فقط من الحبوب الأوكرانية ذهبت إلى دول العالم الفقيرة”، وأكّد بأن هذا الأمر يُعتبر “عملية احتيال أخرى وخداع” قام بها الغرب.
وأضاف بأن “أوراق الدولار واليورو المطبوعة لن تطعم أو تدفئ أي شخص في العالم، هناك حاجة إلى موارد الغذاء والطاقة”. وأوضح بأن “الغرب يكذب ويلقي باللوم في جميع مشكلاته على روسيا”، وأضاف قائلا ” روسيا ستفعل كل شيء لإيقاظ المتهورين في الغرب، الذين يريدون سد ثقوبهم (مشكلاتهم) على حساب الدول الأخرى”.
رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ريبيكا غرينسبان، أكّدت بعض ما قاله بوتين، وقالت، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين: “ما يقرب من 48% من الحبوب المصدرة من أوكرانيا عبر البحر الأسود تذهب إلى الدول المتقدمة، و52% تتجه إلى الدول النامية”. ثم استطردت بالإشارة إلى أنه “من المستحيل معرفة الوجهة النهائية للتصدير بالضبط”، وأضافت بأنه أنه سيتم “وضع آلية” لمعرفة ووجهة الحبوب.
ليس واضحا ما الذي يعنيه تصريح الأمم المتحدة، بأن الحبوب الأوكرانية تَوجّه منها 48 بالمائة إلى الدول الغربية، و52 بالمائة إلى الدول النامية، فالنسبة الأولى والثانية هما تمام المائة بالمائة، ولكنها صرّحت، في الوقت نفسه، بأنه من المستحيل معرفة الوجهة النهائية للتصدير، فعلى أيّ أساس بُنيت تلك النّسب إذاً؟
هذا الاضطراب في التصريح، يدفع المتابع إلى اعتبار تصريحات الأمم المتحدة هي تأكيدٌ بأن الغرب “يكذب” ويُمارس “عملية احتيال أخرى وخداع” كما قال بوتين، ولا يهتم لأمر الشعوب الفقيرة في الدول النامية التي يتوجه بعضها إلى مجاعات مُحقّقة.