قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “الغرب ليس في وضع يسمح له بوضع شروط على روسيا”، وأكّد بأن بلاده قد تجاوزت المرحلة الأكثر صعوبة في الاقتصاد، واوضح: “يعتقد خبراؤنا أن ذروة الموقف الأكثر صعوبة، قد مررنا به، والوضع أصبح طبيعيا. ويتجلّى هذا أيضا من خلال مُؤشرات الاقتصاد الكلي”.
كما أكّد بوتين بأن روسيا تمتلك “قدرات تمكّنها من إفشال خطط مَن يريد فرض عزلة عليها”، وأوضح: “مَن يريد فرض عزلة على روسيا، يكفيه أن ينظر إلى الخريطة ليجد أن هذا مستحيل”. كان هذا، اليوم الأربعاء، في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الكاملة للمنتدى الاقتصادي الشرقي السابع، الذي انطلقت فعالياته يوم الإثنين الماضي في جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية، بمدينة فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا.
تطرّقت كلمة الرئيس الروسي إلى مجموعة القضايا التي تتعلّق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، والوضع الاجتماعي في أوكرانيا، والسّلامة في محطة زابوروجيه النووية حيث قال: “أثق بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن محطة زابوروجيه، بالرغم من الضغوطات المفروضة عليهم من قبل واشنطن والدول الغربية، بشأن تجاهل المسؤول عن القصف المباشر على المحطة”، وأكّد بأنه “لا توجد معدات عسكرية روسية داخل محطة زابوروجيه التي تقترح الوكالة الدولية للطاقة الذرية إزالتها”.
وحول قضية منح التأشيرات الأوروبية للمواطنين الروس، وهل ستستجيب موسكو للقيود التي فُرضت عليها، قال بوتين: “لن نسمح لأيّ طرف بفرض قيود علينا، ولا داعي لفعل أيّ شيء لا يلبي اهتماماتنا”. كما أكدّ بوتين في كلمته بأن روسيا لن تُقدّم أسلحتها إلاّ لحفائها الموثوقين وبما يتوافق مع مصالح موسكو، حيث قال: “لن تُزوّد روسيا أيّ أحد في الخارج بمنتجاتها، إذا كان ذلك يتعارض مع مصالحها الخاصة”.
علّق الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” على تعيين “ليز تراس” رئيسة وزراء جديدة لبريطانيا، وأوضح بأن إجراءات انتخاب القائد في هذه البلد بعيدة كل البعد عن المبادئ الديمقراطية، وقال: “في المملكة المتحدة، تجري إجراءات انتخاب رأس الدولة، بشكل هو بعيدٌ كل البعد عن المبادئ الديمقراطية، فهي تتم في إطار الحزب الذي فاز في الانتخابات البرلمانية السابقة، ولا يشارك شعب بريطانيا العظمى في هذه الحالة في تغيير الحكومة”، وأضاف: “هذا شأنهم، كيفية بناء علاقات مع روسيا الاتحادية، وشأننا حماية مصالحنا الخاصة. ونحن سنفعل ذلك باستمرار، فلا يشك أحد في ذلك”.
وحول تصريح رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، الذي قال بأن روسيا هي “دولة فاشية”، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يتحلّى “بالصبر الاستراتيجي” في مسألة تأثير العقوبات ضد موسكو، قال بوتين بأن بوريل مُتخصص في “شطحات اللّسان” عندما يتعلّق الأمر بروسيا، وأوضح: “لو كان، على الأقل، شخصا يمتلك ضميرا، فكان عليه أن يفهم أن النازية تزدهر الآن على الأراضي الأوكرانية”، وأضاف بوتين قائلا: ” لو أن بوريل كان قد عاش في إسبانيا في مرحلة الثلاثينات من القرن الماضي، وسمع العبارة الشهيرة (سماء صافية على كامل إسبانيا) في تقرير الطقس، لكان قد حمل السلاح على كتفه، والتحق إلى جانب الفاشيين”.