بينما يشاهد جثث الأطفال تتفحّم.. البيت الأبيض: هل انتهكت “إسرائيل” الخط الأحمر؟!

لا تزال إدارة بايدن تقوم بتقييم ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد العشرات من الفلسطينيين النازحين في مخيم برفح، تُمثل انتهاكا لـ “الخط الأحمر” الذي وضعته الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس جو بايدن، حسبما صرح به مسؤولان أمريكيان لموقع “Axios” أكسيوس.

وهدد بايدن في وقت سابق من هذا الشهر بتعليق تسليم بعض الأسلحة الهجومية أمريكية الصنع للكيان، إذا دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المراكز السكانية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وأوضح المسؤولون الأمريكيون لاحقا أنّ الأزمة الإنسانية نتيجة النزوح الجماعي للمدنيين من رفح يمكن أن تشكّل أيضا انتهاكا للخط الأحمر الذي وضعه الرئيس بايدن.

أتت الغارة الجوية التي اعتبرت الحدث الأكثر دموية في رفح، منذ أن بدأ الكيان الإسرائيلي هجومه على المدينة في أوائل شهر ماي الجاري، بعد أيام قليلة من إصدار محكمة العدل الدولية أمرا بالوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة.

ووصف رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الغارة الجوية التي أسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين بـ “الخطأ المأساوي”، كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أول أمس الاثنين، أنه فتح تحقيقا عملياتيا حول الغارة، وبالموازاة مع الاعتراف الإسرائيلي ببشاعة الحادثة، ومحاولة رئيس وزرائها إيهام الرأي العام العالمي بأنّ ما وقع كان دون قصد، قال مسؤول أمريكي إنّ البيت الأبيض بصدد تحديد ما حدث بالضبط من أجل معرفة ما إذا كانت الظروف تستدعي اتخاذ إجراء أمريكي.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لموقع “أكسيوس”، إن إدارة جو بايدن تعمل بنشاط على إشراك الجيش الإسرائيلي وشركائه على الأرض لتقييم ما حدث.

وفي الأيام التي سبقت الغارة الجوية الكارثية، شعر مسؤولو البيت الأبيض أنهم تمكنوا من التأثير بشكل كبير على الخطط العملياتية الإسرائيلية لرفح بطريقة من شأنها أن تمنع سقوط أعداد كبيرة من المدنيين، وفقا لما قاله ثلاثة مسؤولين أمريكيين، للمصدر، لكن تصرفات الجيش الإسرائيلي أثبتت العكس.

وقال موقع “أكسيوس” إنّ مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، وخلال زيارته للشرق الأوسط الأسبوع الماضي، والتي شملت الكيان الإسرائيلي، قضى عدة ساعات من المناقشات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول عملية رفح، وتضمنت تلك المحادثات إحاطة مفصّلة من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وقال مسؤول أمريكي كبير، للموقع، إنّ سوليفان شعر أنّ الكثير من مخاوف الإدارة قد تم تناولها في خطط “إسرائيل” المُحدثة بشأن رفح، وأنه من الممكن رؤية كيف يمكن تنفيذ عملية عسكرية دون تجاوز “الخطوط الحمراء” التي وضعها الرئيس جو بايدن.

وأدى هذا التقييم إلى تخفيف الولايات المتحدة معارضتها لتوسيع الجيش الإسرائيلي عملياته في رفح، ولكن ما حدث من المرجح أن يزيد الضغط السياسي على بايدن لتغيير سياسته تجاه الحرب في غزة، وفق مسؤول أمريكي، رفض الكشف عن هويته، وحسب تصريحات مسؤولي الكيان الإسرائيلي، سيتم إجراء تحقيق في جيش الدفاع الإسرائيلي، من قبل وحدة خاصة، قبل أن يقرّر المدعي العام العسكري ما إذا كان سيتم فتح تحقيق جنائي أم لا.

يُذكر أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد قال في مقابلة سابقة مع شبكة “سي إن إن”، إنه في حال نفذ الجيش الإسرائيلي غزوا على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فإنّ الولايات المتحدة ستتوقف عن إمداده بقذائف المدفعية وقنابل الطائرات المقاتلة وغيرها من الأسلحة الهجومية.

وتُعتبر هذه هي المرة الأولى التي يقول فيها الرئيس جو بايدن، أو أي مسؤول آخر في إدارته، وبشكل علني، إنّ عملية برية عسكرية إسرائيلية في رفح ستؤدي إلى وقف إمداد “إسرائيل” بالأسلحة الهجومية، ويُعارض البيت الأبيض بقيادة بايدن، أي عملية برية واسعة النطاق للجيش الإسرائيلي في مدينة رفح، التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني منذ بداية الحرب في الـ 7 أكتوبر 2023، مرفوضة ما لم تتضمن خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وقامت الإدارة الأمريكية، في وقت سابق بتعليق شحنة أسلحة إلى الكيان الإسرائيلي تضمنت 1800 قنبلة تزن 2000 رطل و1700 قنبلة تزن 500 رطل، وسط انتقادات لاذعة من المشرعين الجمهوريين في الكونغرس، الذين اعتبروا الخطوة السابقة للرئيس بايدن، وتهديداته الحالية بتعليق شحنات أسلحة، في حال تأكد من أن الجيش الإسرائيلي قد تجاوز ما أسماه بـ “الخطوط  الحمراء”، تخليا عن أكبر حليف لواشنطن في الشرق الأوسط.

لكن تهديدات بايدن التي أغضبت الجمهوريين يعتبرها الكثير من المشرعين والناخبين الديمقراطيين، غير كافية لحماية المدنيين الفلسطينيين، ويتهمونه بتمويل الإبادة الجماعية المتواصلة، وتوفير الدعم العسكري والسياسي والغطاء الدبلوماسي لحماية الكيان الإسرائيلي، ما يضع الرئيس في موقف لا يُحسد عليه، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية، والتي من المتوقع أن يُؤثر ملف غزة على نتائجها بشكل غير مسبوق.

سميرة بلعكري - واشنطن

سميرة بلعكري - واشنطن

اقرأ أيضا

آخر الأخبار
الجنائية الدولية ترفض إلغاء أو تعليق مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت ميناء طنجة.. استقالات جماعية رفضا لنقل معدات حربية للكيان الصهيوني الصين تمنح واردات أمريكية إعفاءات من الرسوم وزير الاتصال يدعو إلى ترقية الإعلام الرياضي والابتعاد عن التهويل والتضخيم شراكة جزائرية-صينية جديدة لدعم الابتكار في الطاقات المتجددة انطلاق التسجيلات الأولية لتلاميذ السنة أولى ابتدائي عبر المنصة الرقمية سفارة السعودية بالجزائر تحذّر أسعار النفط تتجه لتكبد خسائر أسبوعية رئيس الجمهورية يعاين صرحًا رياضيًا جديدًا خلال زيارته لبشار وزارة الثقافة..إنجاز مركز طبي اجتماعي للفنانين الجزائر توقع اتفاقية شراكة مع مدرسة براغ العالمية للسينما الجزائر توقّع عقدين لتصدير منتجات غذائية نحو السوق السعودية بقيمة 5 ملايين دولار سنويًا رفع التجميد عن مشاريع الصحة وتكوين سنوي لـ 1050 طبيباً في هذه التخصصات رزيق يستقبل مسؤولاً أوروبياً لبحث آفاق الشراكة الاستراتيجية توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات وشركة "سيال" إيداع 4 أشخاص الحبس بتهمة المضاربة في البطاطا رسميا.. هذا موعد بيع الأضاحي المستوردة للمواطنين حماس تُحذّر من كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة الجزائر وسلوفينيا توقعان مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والعلوم عطاف يُستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي