توّج المسرحي محمد إسماعيل من ولاية تيارت عن نصه “نار ونور”، اليوم الاثنين بمستغانم، بالجائزة الأولى للمسابقة الوطنية للكتابة الدرامية “كاكي الذهبي” في دورتها السابعة التي أقيمت احتفاليتها بدار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي وسط مدينة مستغانم.
وعرفت مسابقة كاكي الذهبي، مشاركة 37 نصا بينها ستة نصوص موجهة للأطفال، بينما جرى استبعاد أخرى مأخوذة من الريبرتوار العالمي، وثمنت لجنة التحكيم ارتقاء بعض النصوص المشاركة إلى مصف “العالمية”.
وعلى إيقاع احتفالي باهر صنعته حنجرة المطرب، بلعاليا بن ذهيبة، وتغنيه بفلسطين، أعلنت لجنة التحكيم المكوّنة من الفنان المسرحي الشارف بركاني، البروفيسور محمد قادة والدكتور يوسف زعفان، عن نتائج هذه المسابقة الوطنية التي نظمتها الجمعية الثقافية الوطنية “كاكي الذهبي”، علما أن الموعد شهد إسهاما نوعيا للكاتب الفلسطيني حسين أبو النجا، عبر خوضه في أدب المقاومة في خضم الراهن الغزي النازف منذ السابع أكتوبر 2023.
وشهدت منصة التتويجات، افتكاك “مسعود عتمة” بميلة عن نصه “انفصام ثلاثي الأبعاد” للكاكي الفضي، بينما كان الكاكي البرونزي من نصيب “منال بن هلال” بالجزائر العاصمة عن نصها “الغيض الأسود”.
بينما آلت الجائزة التشجيعية الصف الرابع مناصفة إلى نص الأطفال “ساعة المغامرات” لعبد الله تافرغوست (خنشلة) ونص “المنافقون” لوسام ناصري بالجزائر العاصمة.
ودعت لجنة التحكيم، الكتاب الشباب للمشاركة في ورشات الكتابة الدرامية للتحكم أكثر في أدوات الكتابة الدرامية، كما أوصت بمرافقة الكتاب الشباب، ودعت جمعية كاكي الذهبي لتخصيص دورة خاصة بنصوص الأطفال، وأهابت لمرافقة النصوص المتوجة عبر إخراجها وعرضها وطنيا، فضلا عن دعوتها لتخصيص القادم للمسرح الثوري تعميقا للروح الوطنية.
على هامش مراسم توزيع جوائز مسابقة كاكي الذهبي، جرى عرض شريط وثائقي للمخرج عبد الرحمان مصطيفى، حول مسار صاحب “القراب والصالحين”، وأجمع خبراء الشأن المسرحي أن العصامي كاكي خريج مدرسة الشعب الحقيقية، هو أكبر من مجرد دراماتورج ومخرج نمطي، بحكم تمكنه من عناصر المسرح وتوظيفه في بناء الجزائر إبان مرحلة ما بعد الاستقلال، عبر فعل مسرحي انطلق من الناس ولامس شغاف الناس، وظل يقول: “المسرح ليس لي، إنما للجزائر”.
هذا المعنى أيده البروفيسور حاج دحمان، د. عبد الكريم غريبي، مراد سنوسي، حاج ملياني، بوزيان بن عاشور، محمد كالي، كمال بن ديمراد، محفوظ بن تريكي وغيرهم، إذ شددوا على أن العملاق كاكي اشتغل على تصنيع الإنسان الجزائري المغاير، استثمار ينابيع الثقافة الشعبية وجواهر الملحون، إضافة إلى حرصه على تفعيل قيم العدالة الاجتماعية والارتقاء بمكانة المرأة، وأسهم بقسط وافر في بلورة طاقات ممثليه على غرار الراحل عبد القادر بلمقدم، ما يفرض إعادة استقراء موروث كاكي وتلقينه لتلاميذ المدارس.
وقامت جمعية كاكي الذهبي بتكريم رئيس هيئة الكتاب الفلسطينيين في الجزائر، حسين أبو النجا بالدرع المتميز، كما جرى تكريم المخرجة المسرحية المخضرمة فوزية آيت الحاج، والممثل البارع محمد آدار، والمخرج عبد الرحمان مصطيفى بميداليات ذهبية، مع تكريم خاص لعدة فعاليات محلية والممثلة البرعمة الصاعدة ريتاج ربو بن بربار.
يجدر التنويه إلى أن مسابقة الكاكي الذهبي تعنى بدور كبير في خدمة الخشبة وتكوين أجيال جديدة من الفنانين الشباب وحفاظهما على استمرارية هذا الفن ودوره الثقافي والاجتماعي.