في إطار استكمال الاستحقاقات الدستورية وتعزيز العملية الديمقراطية في البلاد، يواصل مجلس الأمة تجديد هياكله بما يتماشى مع القوانين والتشريعات المعمول بها.
وفي هذا السياق، أشرف رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، اليوم الاثنين، على اجتماع تنسيقي تشاوري جمع رؤساء وممثلي الكتل البرلمانية الممثلة في المجلس، إلى جانب أعضاء من اللجنة القانونية ذوي الخبرة في المجالين الدستوري والقانوني، حسب ما أفاد به بيان المجلس.
وأفضى الاجتماع إلى الاتفاق على عقد جلسة علنية عامة الخميس المقبل، بهدف إجراء القرعة لتجديد نصف عدد أعضاء مجلس الأمة المنتخبين في الولايات العشر الجديدة، بعنوان التجديد الجزئي لتشكيلة مجلس الأمة لسنة 2025.
وذلك بموجب التعليمة العامة التي اعتمدت خلال هذا الاجتماع، والتي تحدّد إجراءات وكيفيات عملية القرعة، لتجديد نصف عدد أعضاء مجلس الأمة المنتخبين في الولايات العشر الجديدة (تميمون، برج باجي مختار، أولاد جلال، بني عباس، إن صالح، إن ڤزام، تڤرت، جانت، المغيّر، المنيعة).
وفي سياق حديثه، شدد رئيس مجلس الأمة على التحديات التي تواجه الجزائر في الظرف الراهن، محذرًا من تكالب بعض الأطراف الداخلية والخارجية ضد استقرار البلاد.
كما دعا إلى اليقظة والالتزام بثقافة الدولة، مؤكدًا أن الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عازمة على مواصلة رفع التحدي لبلوغ الأهداف التي ترومها.
هيمنة الأحزاب التقليدية
أسفرت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة عن هيمنة واضحة للأحزاب التقليدية، حيث تصدر حزب جبهة التحرير الوطني وحزب التجمع الوطني الديمقراطي قائمة الفائزين.
وأظهرت المعطيات الأولية فوز حزب جبهة التحرير الوطني بـ19 مقعدًا موزعة على ولايات الجزائر العاصمة، البليدة، المسيلة، وهران، البيض، تيموشنت، مستغانم، معسكر، عين قزام، جانت، عين صالح، تيسمسيلت، عين الدفلى، تبسة، جيجل، بني عباس، سكيكدة، الوادي.
وحلّ حزب التجمع الوطني الديمقراطي في المرتبة الثانية بحصوله على 12 مقعدًا في ولايات الشلف، باتنة، بسكرة، الطارف، الجلفة، تقرت، ورقلة، سيدي بلعباس، سطيف، تلمسان، تيبازة، تيارت.
أما حزب المستقبل، فقد تمكن من حصد 9 مقاعد في ولايات ميلة، قسنطينة، سوق أهراس، أم البواقي، بشار، المغير، المنيعة، سعيدة، البويرة.
وعلى صعيد المترشحين الأحرار، فقد نجحوا في الظفر بـ5 مقاعد موزعة على ولايات غرداية، أولاد جلال، بومرداس، غليزان، وخنشلة.
من جهتها، تمكنت حركة مجتمع السلم من الفوز بـ3 مقاعد في ولايات أدرار، تيميمون، وبرج بوعريريج، وهو عدد المقاعد نفسه الذي حصلت عليه حركة البناء في ولايات تمنراست، الأغواط، والمدية.
أما حزب جبهة القوى الاشتراكية، فقد حقق فوزًا بمقعدين في ولايتي تيزي وزو وبجاية.
للإشارة، يُعدّ هذا الاقتراع محطة جديدة في مسار تكريس الممارسة الديمقراطية في الجزائر وتعزيز مصداقية مؤسسات الدولة، حيث تأتي الانتخابات بعدما استدعى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الهيئة الناخبة في الثاني والعشرين جانفي المنصرم، لتجديد نصف أعضاء مجلس الأمة المنتخبين بمقتضى المواد 91 الفقرة 7 و121 و122، الفقرة الثالثة من الدستور.