الكاتب والصحفي الأردني، علي سعادة يرى أن صمت الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بقيادة جياني إنفانتينو وعدم اتخاذه أي قرار لحظر كرة القدم “الإسرائيلية” يضع نفسه في دائرة الاتهام بالتواطؤ في تدمير الحركة الرياضة، ليس في قطاع غزة فقط وإنما في فلسطين التاريخية بأكملها، واستهداف الرياضيين الفلسطينيين بشكل ممنهج ومتعمد”.
وأشار علي سعادة، في تصريح لـ “الأيام نيوز” إلى أن أحداث العنف العنصرية التي شهدتها العاصمة الهولندية أمستردام وقام بإشعالها فريق مكابي تل أبيب قد فتحت حراكا شعبيا كبيرا على المنصات لمقاطعة هذا الكيان المارق والمنبوذ.
وفي السياق ذاته، أفاد الكاتب والصحفي الأردني، أن منصات التواصل الاجتماعي تشهد حملة واسعة من أجل فرض عقوبات على الفرق “الإسرائيلية”، وبشكل خاص كرة القدم، بسبب حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، وأيضا على الضفة الغربية ولبنان”.
وفي هذا الشأن، أبرز المتحدث أنه منذ حرب الإبادة الفاشية والنازية على قطاع غزة والمتواصلة منذ أكثر من 400 يوم استشهد أكثر من 450 رياضي فلسطيني بينهم لاعبون وإداريون ومدربون، فيما تجاوز عدد الشهداء جراء التطهير العرقي المتواصل في محافظة الشمال أكثر من 10 رياضيين، كما دمر الاحتلال أكثر من 80 بالمئة من المنشآت الرياضية في القطاع، بما يشمل الأندية والملاعب والمؤسسات الرياضية.
وبحسب علي سعادة، فإنه رغم الطلب الرسمي الذي تقدم به الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لحظر الاتحاد “الإسرائيلي” من المشاركة في كرة القدم الدولية، منذ بدء حرب الإبادة “الإسرائيلية” على قطاع غزة، إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يماطل ولم يتخذ حتى اليوم أي قرار بشأن الدعوة الفلسطينية، زاعما أن لجنته التأديبية ستراجع هذه الادعاءات، وأجل (الفيفا) التصويت على قرار حظر الاتحاد “الإسرائيلي” من المشاركة في كرة القدم الدولية ثلاث مرات.
لكن الاتحاد نفسه ومعه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) حين أوعزت لهما الولايات المتحدة بمعاقبة الأندية والرياضة الروسية اتخذت القرار بعد أربعة أيام فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، يشير علي سعادة.
وإلى جانب ذلك، أضاف الكاتب والصحفي الأردني، أن “الفيفا” قد دعم مع اتحاداته مظاهر التضامن العالمي مع أوكرانيا في ملاعب كرة القدم، التي شهدت رفع الأعلام الأوكرانية، ونشر مناشدات وقف الحرب على الشاشات ودخول اللاعبين للملاعب بالعلم الأوكراني، وإهداء الأهداف واحتفالات الفوز لـ “أوكرانيا”، إلا أنه في الجهة المقابلة، كان هناك تضييق على التضامن مع القضية الفلسطينية، أو رفع أعلام أو عبارات تضامنية، باعتبار أنها سياسية وخارج نطاق الرياضة.
وأفاد المتحدث أن هذا التوجه يقوده رئيس “الفيفا” جياني إنفانتينو الذي كان يزعم أنه لا يجوز “خلط السياسة بكرة القدم”، لكنه خلطها وعصرها حين تعلق الأمر بروسيا! وأيضا عندما بادر لترويج التطبيع العربي مع دولة الاحتلال، ودعوته لتنظيم نسخة مشتركة من كأس العالم بين الإمارات والكيان الصهيوني.
وفي شأن ذي صلة، عرج الكاتب والصحفي الأردني، إلى حركة المقاطعة وفرض العقوبات (BDS) التي أكدت في بيان سابق لها على أن سلطة الاحتلال تسمح لفرق كرة القدم وكرة السلة المتمركزة في المستوطنات غير القانونية المبنية على أراض فلسطينية مسروقة باللعب في دوراتها الرسمية، وأضافت أن الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة السلة واللجنة الأولمبية الدولية فشلوا في اتخاذ أي إجراء ضد الرياضة “الإسرائيلية”.
وأكدت أنه “من خلال الفشل في التصرف، تسمح هذه الهيئات الرياضية لإسرائيل بتبييض صورتها وممارسة الغسيل الرياضي تجاه التهجير القسري للفلسطينيين ونظام الفصل العنصري وهجماتها العسكرية والإبادة الجماعية على الفلسطينيين”.