شهدت مؤسسات التعليم العالي في الجزائر التحاق أكثر من مليون و800 ألف طالب بمقاعدهم الدراسية، ضمن اليوم الأول من السنة الجامعية 2024/2025 التي أشرف على افتتاحها أمس الثلاثاء وزير التعليم العالي والبحث العلمي, كمال بداري, بالمدرسة الوطنية العليا للأمن السيبراني على مستوى القطب الجامعي للعلوم والتكنولوجيا عبد “الحفيظ إحدادن” بسيدي عبد الله بالجزائر العاصمة.
وخلال الافتتاح الذي جرى بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة، محمد الصغير سعداوي، أكد بداري أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، “يضع الجامعة الجزائرية في مركز اهتماماته وضمن أولويات عمل الحكومة”.
وأضاف بداري أن “الجزائر المنتصرة تحتاج إلى نظام تعليمي جامعي قوي”، مؤكداً مواصلة المساعي الرامية للوصول إلى نظام نوعي للتعليم العالي والبحث العلمي من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات، من بينها (تطوير شبكة المدارس الوطنية العليا وتنويع مسارات التكوين للرفع من مستوى الأداء)”. وبعد أن ذكّر بالمراحل التاريخية لتطور الجامعة، أبرز الوزير “الدور والبعد الاستراتيجي الذي تلعبه الجامعة الجزائرية اليوم باعتبارها قاطرة ورافداً من روافد الاقتصاد الوطني”.
وبخصوص التحديات المستقبلية، أكد بداري على أهمية “مواصلة تقريب الجامعة من محيطها الاقتصادي والاجتماعي وتكوين متخرجين قادرين على خلق فرص عمل والمساهمة الفعالة في تحقيق التنمية على المستويين المحلي والوطني”، داعياً الأسرة الجامعية إلى “تضافر الجهود لكسب الرهانات ومواصلة الارتقاء بالجامعة الجزائرية إلى أعلى المستويات”.
والتحق أزيد من مليون و800 ألف طالب بداية من يوم أمس الثلاثاء، بمقاعدهم البيداغوجية على مستوى مختلف المؤسسات الجامعية، وهو الرقم الذي كشف عنه مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الجبار داودي.
وأوضح داودي في تصريح للصحافة، أن إجمالي عدد الطلبة للموسم الجامعي الجاري بلغ 1,812,656 طالباً، موزعين على 54 جامعة، و40 مدرسة عليا، و13 مدرسة عليا للأساتذة، و13 مركزاً جامعياً، فضلاً عن جامعة التكوين المتواصل.
وبالمناسبة، أكد المسؤول نفسه أن مصالح قطاع التعليم العالي “استكملت جميع الترتيبات المتعلقة بالدخول الجامعي”، خاصة أن التحضير للموسم الجامعي كان قد انطلق “بداية من 6 جويلية الماضي، حيث تم التركيز على تأهيل كل الجوانب، سيما البيداغوجية والخدماتية”. كما يتم تدعيم هذه السنة الجامعية – يضيف المتحدث – بـ”استلام قرابة 30 ألف مقعد بيداغوجي، ليرتفع عدد المقاعد البيداغوجية المسلمة خلال الخمس سنوات الأخيرة إلى 160 ألف مقعد بيداغوجي”.
وتتميز هذه السنة بـ”نقل 23 مؤسسة جامعية من جامعة كلاسيكية إلى جامعة من الجيل الرابع، موزعة على 15 جامعة و8 مدارس وطنية عليا، تقدم خدمات رقمية لمختلف منتسبي القطاع”.
وفي الجانب البيداغوجي، أوضح داودي أنه وعلى غرار السنوات الأخيرة، تميزت هذه السنة بـ”التوجه نحو تخصصات ميدان العلوم والتكنولوجيا، حيث تم توجيه أزيد من 65 بالمائة من الطلبة الجدد نحو هذه التخصصات، في حين نالت العلوم الإنسانية والاجتماعية نسبة قرابة 35 بالمائة”. وقد بلغ عدد الطلبة من حاملي شهادة البكالوريا الجدد الموجهين نحو العلوم الطبية “ارتفاعاً ملحوظاً” إذ بلغ خلال التوجيهات الأولية 20,015 مقابل 14,513 طالباً السنة الماضية.
وبخصوص الجانب الخدماتي، فسيتعزز القطاع بـ”12 ألف سرير، ليرتفع عدد الأسرة التي تم استلامها خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى 80 ألف سرير”، بغية وضع الطلبة في أريحية تامة في هذا الجانب.
من جهة أخرى، يعتزم قطاع التعليم العالي مواصلة مسار جعل الجامعة “محركاً للاقتصاد الوطني”، بعد تسجيل حصيلة سنوية خلال الموسم الجامعي الفارط، قدرت بتكوين “أزيد من 200 ألف طالب في مجال المقاولاتية، واستحداث 117 حاضنة أعمال، و107 مراكز لتطوير المقاولاتية، و55 داراً للذكاء الاصطناعي”.
أما بخصوص عمليات الرقمنة، فقد شملت المجالين البيداغوجي والخدماتي، إذ تم إنشاء 60 منصة رقمية وتعميم نظام “بروغراس”، ناهيك عن المساهمة في ترشيد النفقات وتحسين الخدمات الجامعية.
من جهة أخرى، يعرف الدخول الجامعي 2024/2025 دعماً أوسع لجامعة التكوين المتواصل بعدما تم إدراجها في المنشور الوزاري للتوجيه، حيث يُحَصَى التحاق 6,000 طالب من حاملي شهادة البكالوريا 2024، ليرتفع إجمالي عدد الطلبة إلى قرابة 90 ألف طالب في طوري الليسانس والماستر.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، قد أكد أن “جودة التعليم العالي” سيكون شعار السنة الجامعية 2024-2025، بهدف تعزيز مكانة الجامعة الجزائرية. وأوضح بداري – خلال نزوله ضيفاً على التلفزيون العمومي الجزائري يوم الاثنين – أن “الجامعة الجزائرية باتت تحتل مرتبة مشرفة بشقيها التعليمي والبحثي، وهو ما يستوجب الحفاظ عليها من خلال جودة التعليم العالي والتأطير المتميز”.
وفي السياق ذاته، دعا الأسرة الجامعية إلى مواصلة جهودها التي مكنتها من الارتقاء بالجامعة الجزائرية، مستشهداً بما أسداه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير من شكرٍ جميل لكل كوادر قطاع التعليم العالي من أساتذة وإداريين نظير إسهامهم في الرقي بالجامعة الجزائرية إقليمياً ودولياً.
وبالمناسبة، أشار بداري إلى أن هذا الموسم الجامعي سيعرف تعزيز شبكة المدارس الوطنية العليا، على رأسها تدشين المدرسة الوطنية للأمن السيبراني على مستوى القطب الجامعي للعلوم والتكنولوجيا بسيدي عبد الله (الجزائر العاصمة)، والتي ستشرع في التكوين في هذا التخصص الحساس، مبرزاً أن خيارات حاملي شهادة البكالوريا المتميزين غلب عليها التوجه نحو المدارس الوطنية العليا إلى جانب العلوم الطبية.
كما كشف الوزير أن السنة الجامعية الجديدة ستعرف استلام 31 ألف مقعد بيداغوجي و12 ألف سرير، وهو ما يعكس تزايد الاهتمام بالطلبة، سيما مع تعزيز توظيف الأساتذة الجامعيين ليصبح أستاذ جامعي لكل 22 طالباً بدلاً من 25 طالباً، فضلاً عن ارتفاع ميزانية القطاع ما بين سنة 2020 و2024 بنسبة 60 بالمائة.
من جهة أخرى، أبرز وزير التعليم العالي أن القطاع بات يركز على تقريب الجامعة من محيطها الاقتصادي، ليكون لكل متخرج فرصة أن يكون فاعلاً في السوق ومعالجاً لقضايا المجتمع عبر المساهمة في التنمية الاقتصادية باستحداث مناصب شغل، وكذا الإبداع والابتكار.
وتفعيلاً لذلك – يضيف الوزير – تم استحداث بيئة مقاولاتية تتضمن 117 حاضنة أعمال لمرافقة أصحاب الأفكار المبتكرة، و107 مراكز لتطوير المقاولاتية، إلى جانب مرافقة هؤلاء الطلبة، ناهيك عن هدف القطاع بمرافقة عدة مؤسسات جامعية للانتقال إلى جامعة من الجيل الرابع خلال هذا الموسم الجامعي.
أما على صعيد تقوية مرئية الجامعة الجزائرية، فتطرق الوزير إلى التحاق آلاف الطلبة الأجانب بالجامعات الجزائرية خلال الموسم الجامعي الجاري، كنتيجة لوسم “أدرس بالجزائر”، بهدف جعل الجامعة الجزائرية وجهة مفضلة للطلبة من مختلف الدول، سيما الإفريقية والعربية والآسيوية.
أما بخصوص الرياضة الجامعية، فقال بداري إن “القطاع يعمل على تطويرها باستحداث البطولة الرياضية الجامعية، والتي ستمكن من بروز فئة من الشباب الطلابي تجعل من الجزائر بلداً مشعاً في مختلف المنافسات، سيما الدولية، وهو ما أمر به رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير لإعطاء الرياضة الجامعية مكانتها وجعل الطلبة الجزائريين في الطليعة لترقية الرياضة”.
كما ذكر الوزير بملف رقمنة القطاع، والذي يأتي تحت شعار “الفعالية والتبسيط”، حيث تم استحداث 60 منصة رقمية، مكنت الطلبة، سيما الجدد منهم، من التسجيل بدون ورق، إلى جانب ترشيد النفقات سواء فيما يتعلق بالتسجيلات أو الخدمات الجامعية، في مجالي النقل والإطعام.