افتُتِحت الدّورة الــ 14 من “مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم (فيبدا)”، أول أمس الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، وذلك بمشاركة مبدعين يمثلون نحو 12 بلداً من بينها اليابان التي حلت “ضيف شرف” هذه الدورة.
وأقيمت هذه الدّورة الجديدة تحت شِعار “لنّرسم تراثنا”، بمشاركة رسامين جزائريين وأجانب سيعرضون على مدار 6 أيام إبداعاتهم، إضافة إلى معارض للشريط المرسوم وأنشطة ولقاءات لها صلة بالفن التاسع.
في هذا السياق، ذكرت وزيرة الثقافة الجزائري، صورية مولوجي، بأن “تاريخ الشريط المرسوم الجزائري يعود إلى الحقبة الاستعمارية عندما استخدم الفنانون الجزائريون هذه الوسيلة للتنديد بالمحتل من خلال رسومات تحمل رموزا مشفرة نشرت في الصحافة”.
من جهته، أكدّ محافظ المهرجان، سليم براهيمي، إن الشريط المرسوم لا طالما شكل “أداة” بل “فنا” لتأكيد الهوية وأن “المنحوتات الصخرية لطاسيلي دليل على شعب استخدم منذ زمن بعيد الرسم كوسيلة لسرد قصته”.
وكرّم المهرجان، الرسام الرمز وأحد رواد الشريط المرسوم الجزائري، سليمان زغيدور، والأخير من الذين شاركوا في أول مجلة للشريط المرسوم “مقيدش” إلى جانب أحمد هارون ومحفوظ عيدر.
كما تم بث شريط وثائقي تناول المسيرة المهنية لهذا الرسام، من خلال شهادات زملائه من بينهم أحمد هارون، فضلاً عن تكريم الفائزين في مسابقات هذه الدورة بحضور أعضاء لجنة التحكيم برئاسة زبيدة معمرية.
ففي فئة “الجائزة الدولية لمؤلف الشريط المرسوم المحترف”، عادت الجائزة الأولى إلى سيد علي اوجان.
وفي فئتي “أفضل مشروع شريط مرسوم للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 16 عاماً” و”الشريط المرسوم للأقل من 16 عاما ً” تم منح الجائزتين الأوليتين لأمين سي عامر وأمينة شباب على التوالي.
ومن بين الدول المشاركة إيطاليا وفرنسا والكونغو ومصر ولبنان والمكسيك التي تعتبر أول مشاركة لها في (فيبدا).
كما تُنظم على هامش المعارض، نشاطات ترفيهية مخصصة وورشات تكوين حول الرسم.
وبمناسبة الذكرى الــ 60 لاستقلال الجزائر، تعقد لقاءات عدة منها ندوة حول الشريط المرسوم بعنوان “وسائل النضال لتأكيد الهوية الوطنية”.
وسيّقدم الكاتب الفرنسي، فريديريك سيريز، كتاب “فرانتس فانون” المُدعم برسومات، وهو كاتب السيناريو حيث يستعرض فيه هذا المثقف والمناضل من أجل تصفية الاستعمار الذي ميز تاريخ الجزائر.
وللإشارة، سيستمر المهرجان حتى 8 تشرين الأول/أكتوبر الجاري بساحة رياض الفتح، في العاصمة الجزائر.