كشفت وكالة “فرانس برس” أن منحوتة لتخليد ذكرى البطل الوطني الجزائري، الأمير عبد القادر الجزائري، تعرضت للتخريب قبل تدشينها، اليوم السبت، في فرنسا.
وأشارت “فرانس برس” إلى أن “الجزء السفلي من المنحوتة أصيب بأضرار كبيرة”، وهي معروضة في بلدة أمبواز (وسط فرنسا) حيث تم اعتقال الأمير عبد القادر مع عدد من أفراد عائلته في الفترة من 1848 إلى 1852.
وقبل حفل التدشين بقليل، اكتشف المارة والحاضرون أن اللوحة الفنية للأمير المنحوتة على صفيحة حديدية من إنجاز الفنان ميشال أوديار، تعرضت للتخريب وأصيب الجزء السفلي منها بأضرار كبيرة.
وفي تعليق أرسله لوكالة الأنباء الفرنسية ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتخريب.
وقال “لنتذكر ما يوحدنا، فالجمهورية لن تمحو أي اسم أو أثر من تاريخها ولن تنسى أيا من إنجازاتها. لن تزيل أي تمثال”.
وكتب المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا على صفحته بموقع فيسبوك: “لقد تم تخريب نصب البطل الجزائري الأمير عبد القادر وفق صحفي وكالة فرانس برس”
ولم يتم تغيير موعد تدشين المنحوتة التي أعرب تياري بوتار رئيس بلدية أمبواز عن “سخطه” لتخريبها.
وقال بوتار: “شعرت بالعار للتعامل مع قطعة فنية وفنان على هذا النحو. والشعور الثاني بالطبع هو السخط. إنه يوم توافق من شأنه التوحيد ومثل هذا السلوك لا يوصف”.
في نفس السياق، قالت وسيلة سوم (37 عاما) الفرنسية من أصل جزائري، إنها تشعر “بحزن عميق”. مضيفة: “لقد تم ذلك بآلة وهذا التخريب لا يقف وراءه أولاد. إنه لأمر مخز وفي الوقت نفسه ليس مستغربا مع خطاب الكراهية والأجواء الحالية المشحونة”، وترى في هذه المنحوتة “رمزا للتقارب بين الشعوب والحضارات”.
بدوره، دعا سفير الجزائر في فرنسا محمد عنتر داود إلى “مزيد من الحوار والتفاهم”.
وصرح رئيس فرقة الدرك هوج لويز بأن “اللوحة كانت في حالة جيدة منذ وضعها قبل عشرة أيام. وعاينت الشرطة هذا الصباح التخريب من دون تسجيل أي تبن للعملية”. وأشار إلى أن شرطة البلدية لاحظت الضرر بعد الساعة السابعة بتوقيت غرينتش.
وأعلن النائب العام لمدينة تور غريغوار دولان، فتح تحقيق من أجل “تخريب خطير لملك المصلحة العامة وملكية شخص عمومي”.
واقترح المؤرخ بنجامين ستورا هذه المنحوتة بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر في تقريره عن “تنقية الذاكرة المتعلقة بالاستعمار في الجزائر” الذي سلم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جانفي 2021.
ويعد الأمير عبد القادر بن محي الدين (1808-1883) شخصية بارزة ومحورية في تاريخ الجزائر والعالم.
ولعب الرجل الملقب بـ “أفضل عدو لفرنسا” دورا كبيرا في رفض الوجود الاستعماري الفرنسي في الجزائر. وهو مؤسس الجزائر الحديثة.