قال الرئيس السابق دونالد ترامب، يوم الخميس الماضي، بأن “الأمة الأمريكية ستواجه مشاكل.. ربما لم تشهد مثلها من قبل”، إذا تم توجيه الاتهام إليه بشأن تعامله مع وثائق سرية بعد ترك منصبه، في إشارة واضحة إلى أن مثل هذه الخطوة، من طرف وزارة العدل، يُمكن أن تدفع أنصار ترامب إلى إثارة العنف في الولايات المُتّحدة.
أعلن ترامب، في مقابلة إذاعية: “إذا حدث شيء من هذا القبيل، فذلك لن يمنعني من الترشح للانتخابات الرئاسية مرة جديدة “، وأوضح: “أعتقد أنه إذا حدث ذلك، ستحدث مشاكل في هذا البلد، ربما لم تشهد مثلها من قبل. ولا أعتقد أن شعب الولايات المتحدة سيؤيد ذلك”. وعندما سُئل عمّا يعنيه بـ “المشاكل”، قال ترامب بأن الأمريكيين لن يقبلوا بهذه “الخدع المُطلقة”، و”لن يقفوا مكتوفي الأيدي”. وأضاف: “كلامي ليس تحريضا، أنا فقط أقول رأيي، ولا أعتقد بأن الشعب الأمريكي سوف يقبل بأن ينخدع”.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يُلمّح فيها الجمهوريون إلى اضطرابات شعبية محتملة، إذا وُجّهت وزارة العدل لوائح اتهام إلى ترامب. وقد احتل السناتور الجمهوري “ليندسي جراهام” عناوين الصحف، الشهر الماضي، عندما قال بأنه ستكون هناك “أعمال شغب في الشارع” إذا “تمت محاكمة دونالد ترامب لسوء التعامل مع معلومات سرية”. وُصفت تعليقات غراهام بأنها “غير مسؤولة” و”مخزية”. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، “كارين جان بيير”، دون أن تُسمّي السناتور باسمه، “إن تصريحات الجمهوريين المتطرفين، كانت خطيرة”.
قال رئيس السلطة القضائية في مجلس الشيوخ، الديموقراطي “ديك دوربين”: “صنّفنا ثماني تهديدات منذ انطلاق عملية مار ألاغو”، وأشار، على وجه التحديد، إلى المُسلح الذي اقتحام مبنى مكتب التحقيقات الفدرالي في سينسيناتي، بولاية “أوهايو”، أياما قليلة بعد عملية مار ألاغو. وقال السناتور: “إنها بيئة أكثر خطورة بكثير مما كنّا نعتقد، بسبب التصريحات السياسية التي أدلى بها بعض السياسيين (الجمهوريين) منذ انطلاق تلك العملية، إنها مقلقة بالنسبة لي.” وأوضح “دوربين” بأن التهديدات “تراوحت بين التهديدات الصريحة والمحددة والأكثر عمومية، ولا سيما، على وسائل التواصل الاجتماعي، تشبه ما نادى به ترامب في تصريحاته الإذاعية”. وأضاف دوربين: “دعوة الغوغاء للعودة إلى الشوارع، هو بالضبط ما حدث هنا في 6 جانفي / يناير 2021. كان هذا الرئيس (ترامب) يعرف ما كان يفعله.. ورأينا النتائج”.
من جانب آخر، قال السناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، “ريك سكوت”، وحليف ترامب وعضو لجنة الأمن الداخلي، “بعد الإحاطة، إن وزارة العدل بحاجة إلى أن تكون أكثر شفافية بشأن تبرير البحث (مار ألاغو) من أجل صد المؤامرات”.
وأضاف: “عليك أن تقدم إلى الناس معلومات جيدة، حتى لا تستمر هذه الشائعات”. ثم أوضح قائلا: “لا أعرف لماذا داهموا منزل الرئيس السابق.. إنهم يعرفون نظريات المؤامرة الموجودة هناك”.
من جهته، شدّد “غراهام”، أحد أقوى حلفاء ترامب في الكابيتول هيل، على المخاوف من أن وزارة العدل ربما تكون قد تجاوزت في تعاملاتها مع الرئيس السابق. لكنه ترك الباب مفتوحا أمام احتمال أن يكشف تحقيق الوزارة عن مواد قد تبرر توجيه الاتهام. وقال “غراهام”: “هناك اعتقاد لدى الكثيرين في اليمين بأن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، لم يكونا متحيزين في قضية بترامب. لكن بعد قولي هذا، لا أحد فوق القانون بما في ذلك الرئيس الحالي، لكنني أعتقد بأن القانون سيكون متعلقًا بالسياسة”. وأضاف قائلا: “لذلك دعونا ننتظر ونرى ماذا وجدوا، لدي عقل متفتح بشأن ما وجدوه، لكنهم بحاجة إلى شيء من شأنه أن يبرر ما أعتقد أنه تصعيد سياسي”.