أسدى وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، تعليمات إلى مصالحه بضرورة وضع تدابير استعجالية للتدخل الفوري لإعادة تأهيل وترميم بنايات القصبة، حفاظًا على أرواح المواطنين وصيانةً للموروث الثقافي المادي، مع التأكيد على إدماج الجمعيات في هذا المسعى.
كما دعا الوزير إلى الإسراع في إجراءات تحويل تسيير ديوان رياض الفتح إلى الولاية، ومباشرة أشغال إعادة التهيئة فيه بما يتماشى مع توجيهات رئيس الجمهورية، التي أُسديت خلال إشرافه على عرض الوالي للنظرة الاستراتيجية لتطوير وعصرنة العاصمة.
جلسة عمل لمناقشة “المخطط الأبيض”
وجاءت هذه التصريحات على هامش جلسة عمل أشرف عليها وزير الثقافة، رفقة والي ولاية الجزائر، محمد عبد النور رابحي، لمناقشة المخطط الأبيض الذي يندرج ضمن النظرة الاستراتيجية لتطوير العاصمة، والمتعلق بالتهيئة الحضرية وإعادة تأهيل الأحياء والبنايات، بما في ذلك مدينة القصبة العتيقة والدهاليز السفلية.
واستمع الوزير خلال الجلسة إلى عرض مفصل بشأن مشاريع إعادة تهيئة وتأهيل البنايات الموجودة بالوسط العمراني، بما فيها مدينة القصبة، ومدى تنفيذ المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ لقصبة الجزائر.
مشاريع ترميم واسعة في القصبة العتيقة
تضمن العرض مجموعة من المشاريع المتعلقة بالقصبة العتيقة، ومنها:
- ترميم 6 معالم تاريخية، وإعادة تأهيل 143 بناية.
- 14 مشروعًا قيد الترميم على عاتق ميزانية الولاية والدولة.
- 8 مشروعات أخرى للترميم قيد الانطلاق.
كما شمل العرض المخطط التوجيهي لتهيئة الفضاءات الشاغرة في 10 أقطاب بالقصبة، بهدف خلق ديناميكية جديدة في المنطقة، وتم تقديم عرض لتجديد المسار السياحي للقصبة العتيقة من طرف المؤسسات الولائية (EPIC) يشمل إعادة طلاء واجهات البنايات، وتأهيل الأبواب والشبابيك الخشبية، وردم شبكات الكهرباء والهاتف، وإعادة تأهيل المسالك بحجر الرصف، ومشروعات أخرى ذات أهمية مسجلة على عاتق مصالح الوزارة تعرف الأشغال توقفا على مستواها.
مشروع منتزه الذاكرة
تناول العرض أيضًا مشروع منتزه الذاكرة الذي يربط بين ساحة الشهداء والقصبة السفلى وصولًا إلى ميناء المسمكة، ويتضمن تهيئة السلالم والدهاليز السفلية.
التعاون المشترك بين الوزارة والولاية
قدّم الوالي توضيحات حول مختلف المشاريع المتعلقة بالمخطط الأبيض، والإجراءات المتخذة لتسريع تجسيد البرامج وفق مخطط عملياتي منظم، مع التأكيد على جاهزية مصالحه للعمل المشترك للنهوض بالإرث التاريخي والحضاري.
وفي ختام الجلسة، دعا وزير الثقافة إلى إدراج جهود الولاية ضمن التقرير الدوري الذي سيتم رفعه إلى منظمة اليونسكو، مشددًا على ضرورة وضع نظام للتعاون بين الوزارة والولاية من خلال إنشاء:
- شباك موحد يسهل تنفيذ برامج إعادة تأهيل وترميم البنايات القديمة.
- لجنة مشتركة بين الهيئتين لتسريع إجراءات تحويل المشروعات المتوقفة إلى مصالح الولاية.
وأكد الوزير أن هذه التدابير تأتي في إطار الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية لمدينة القصبة، وضمان استمرارية الجهود الرامية إلى تعزيز مكانتها كإرث عالمي.