فيما تتراشق إيران والولايات المتحدة الأمريكية بالتهم بعرقلة المحادثات حول إحياء الاتفاق بخصوص الملف النووي الإيراني، تلقي المخابرات الاسرائيلية بكامل ثقلها، بتقديم تعهد شخصي وغير عادي بضمان منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
حيث يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، ورئيس الموساد ديفيد بارنيع، الأسبوع الجاري إلى الولايات المتحدة الأميركية للقاء كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن. حسبما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية اليوم الأحد.
وذكرت الصحيفة، حسبما نقلته وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، أن زيارة بارنيع إلى واشنطن “تأتي على خلفية استئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وبعد تقديم تعهد شخصي وغير عادي هذا الأسبوع بأن الموساد سيضمن عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، حيث يتوجه إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات رفيعة المستوى في واشنطن”. بحسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن “بارنيع سيطلع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية على أحدث المواد الاستخباراتية التي يحملها معه”.
كما يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي، غانتس إلى واشنطن يوم الأربعاء المقبل، للقاء وزيري الخارجية أنطوني بلينكين، والدفاع لويد أوستن. بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية.
إيران: عدم رفع العقوبات الأمريكية يعرقل الاتفاق النووي
وفيما وصفت الولايات المتحدة الموقف الايراني بغير الجدي في مفاوضات فيينا حول الملف النووي الايراني قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإيرانية لوسائل إعلام رسمية إن إحجام الولايات المتحدة عن رفع كل العقوبات هو التحدي الرئيسي أمام إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران حول إعادة العمل بالإتفاق النووي يوم الجمعة، وقال الجانبان إنهما سيستأنفان التفاوض الأسبوع التالي، في حين عبر مسؤولون غربيون عن استيائهم من المطالب الكثيرة للجمهورية الإسلامية.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه قوله “من الواضح الآن أن إحجام واشنطن عن رفع العقوبات تماما هو التحدي الرئيسي أمام تقدم المحادثات”.
وأضاف “نعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق إذا تخلت الحكومة الأمريكية الحكومة عن حملتها لممارسة أقصى الضغوط وأبدت الأطراف الأوروبية بشكل جاد مرونة وإرادة سياسية في المحادثات”، وفقا لـ “رويترز”.
يذكر المحادثات انطلقت في العاصمة النمساوية فيينا، الأسبوع الماضي، سابع جولات المفاوضات الدولية، حول إحياء الاتفاق الموقع في 2015 بين إيران والقوى الدولية الكبرى [الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا]، وذلك بعد خمسة أشهر من تعليقها.
وتشدد طهران على أنها تركز في المحادثات، على موضوع رفع العقوبات عنها؛ وتؤكد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهد بأي التزام، أكثر مما ورد في الاتفاق المذكور.
كانت الجولة السادسة، التي جرت في حزيران/يونيو الماضي، آخر جولات مفاوضات فيينا، حول العودة للاتفاق الموقع بين إيران ومجموعة “5+1” [الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، بالإضافة إلى ألمانيا]، عام 2015، في صورته الأولى؛ بعد انسحاب واشنطن منه بشكل أحادي، في أيار/مايو 2018.
والثلاثاء الماضي، أكد الجيش الإسرائيلي، على لسان الناطق باسمه، ران كوخاف، أنه ” سرع من وتيرة استعداداته ووضع الخطط لمنع إيران من اجتياز العتبة النووية والتمركز عسكرياً في سوريا”.
وقال كوخاف: “مستعدون لكل الاحتمالات فيما يتعلق بالتهديد الإيراني، لقد قمنا بتسريع الاستعداد بشأن هذه القضية، المسألة العسكرية والعملياتية في طليعة أفكارنا، سواء لمنع التموضع الإيراني في الجبهة الشمالية، أو لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية”.
وبالمقابل تنفي إيران صحة ما يتردد عن محاولتها تطوير أسلحة نووية، وتقول إنها ترحب بالعودة إلى الاتفاق السابق مع القوى العالمية الذي حدَّ من أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.