انطلقت اليوم الخميس بالجزائر الإجراءات الإدارية لموسم الحج الجديد، وسط غلاء في تسعيرته التي تجاوزت 6000 دولار (850 ألف دينار جزائري)، بزيادة 2100 دولار (300 ألف دينار جزائري).
وعلاوةً على ارتفاع تكاليف المعاملات الاقتصادية في العالم جراء تداعيات جائحة كورونا والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، زاد الانخفاض المستمر لقيمة الدينار الجزائري حدّة الغلاء.
وعن ارتفاع أسعار الحج مقارنةً بموسم 2019 الذي كان آخر موسم مفتوح لحجاج بيت الله من جميع دول العالم، قال رئيس الجمعية الجزائرية للسياحة والأسفار، زهير معـوش، بأن: “ارتفاع تسعيرة الحج عادي ويرجع إلى الزيادات التي تعرفها الخدمات في البقاع المقدسة، على غرار الفندقة وتذاكر السفر”.
وأضاف: “التكاليف المقررة على الحجاج داخل السعودية لا تقل عن 4000 دولار (15500 ريال سعودي)”.
لكن الجمعية الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك “تمسكت بضرورة تقديم الجهات الوصية توضيحات حول هذه الزيادة الكبيرة جداً”.
وقال رئيسها مصطفى زبدي في بلاغ إعلامي : “هذه الزيادات لا يمكن تجاهلها.. والمستهلك الجزائري يفقـه هذه الأمور”.
وفي تعليقه على ارتفاع تسعيرة الحج في الجزائر من أقل من 4000 دولار الى 6000 دولار (550 ألف دينار إلى 850 ألف دينار)، تجاهل وزير الشؤون الدينية والأوقاف تهاوي قيمة الدينار الجزائري، رابطاً الغلاء بارتفاع المعاملات الاقتصادية في العالم فقط.
لكن الخبير الاقتصادي أحمد شريفي، قال إن: “تهاوي قيمة الدينار الجزائري مقابل العملات الأجنبية بما فيها الدولار منذ سنوات، وتوقُعات استمرار انخفاضه أيضا، كان له أثرٌ واضح هو الآخر”.
وسجل الدينار الجزائري تراجعا قياسيا أمام العملات الأجنبية خلال سنتي 2020 و2021، فيما توقعت الحكومة الجزائرية انخفاضه مجددا بنحو 6% خلال العام الجاري.
ويأتي تخفيض قيمة العملة الجزائرية من أجل امتصاص الديون الداخلية التي وصلت إلى 40 مليار دينار جزائري من الناتج الإجمالي، حسب خبراء.
وتهدف سياسة تعويم العملة في الجزائر إلى التعامل مع “تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد الجزائري”، وسط ابتعاد قانون الموازنة لسنة 2022 عن الاستدانة الخارجية، وتقليصه الاعتماد على الجباية البترولية إلى 33 بالمائة.
وأضاف شريفي في تصريح لموقع “الأيام نيوز” بأن: “تكاليف النقل والإطعام تغيرت فعلا مقارنة بسنة 2019، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، ما أثّر بطبيعة الحال على تسعيرة الحج”.
وزيادة على هذه الأسباب، قال الخبير الاقتصادي مراد كواشي بأن: “قيمة الريال السعودي ارتفعت مقارنة بالدينار الجزائري مؤخرا”.
وأضاف في تصريح لموقع ” الأيام نيوز” بأن: “رفع السعودية لأسعار الخدمات الخاصة بالحجاج على أراضيها تجاوز الثلاثة أضعاف”.
وتابع: “السعودية فرضت ضرائب جديدة على النقل والاسكان والاعاشة بنسبة 15 بالمائة”.
وأوضح البروفيسور كواشي بأن: “تأشيرة الحج التي كان تمنح مجانا للجزائريين سابقا، صارت مدفوعة بسعر 100 دولار (15 ألف دينار جزائري)”.
وارتفعت تسعيرة الحج في العديد من الدول العربية متأثرة بارتفاع أسعار الخدمات عالميا، وانخفاض محسوس في عدد الحجاج لهذا الموسم.
وبلغت تسعيرة الحج في المغرب 7000 دولار كأغلى تسعيرة عربية، مقابل 4800 دولار في مصر (دون احتساب سعر تذكرة الطيران)، و4000 دولار في الأردن.
ويؤدي مليون مسلم فريضة الحج لهذا الموسم بداية شهر جويلية/يوليو القادم، بما يمثّل 40 بالمائة من عدد الحجاج في موسم 2019 (2.5 مليون حاج)، وهو آخر موسم استقبلت فيه البقاع المقدسة حجاج بيت الله من خارج السعودية.
وكنتيجة لتدابير التباعد الاجتماعي التي فرضتها جائحة كورونا في جلّ دول العالم، شارك نحو عشرة آلاف سعودي في مناسك موسم 2020 و60 ألف سعودي في مناسك موسم 2021.
وذكّر الديوان الجزائري للحج والعمرة في بيان له، بأن “الإجراءات الإدارية للتسجيل في الحج ستستمر إلى يوم السبت المقبل 4 جوان / حزيران الداخل، وتخص استخراج شهادة التأهيل لأداء مناسك الحج من البلدية، ثم الحصول على الشهادة الطبية اللازمة بعد إجراء فحوصات وتلقيحات على مستوى اللجنة الطبية الولائية”.
وتابع: “ويتحصل الحاجُّ على جواز السفر الصحي المتضمن رمز الاستجابة السريعة QR CODE من مركز التلقيح ضد فيروس كورونا، بعد تلقي اللقاح، قبل أن يتوجه إلى فرع بنك الجزائر لدفع تكلفة الحج، مرفوقا بالوثائق سالفة الذكر”.
ويحصل في نهاية هذه الإجراءات الحاجُّ على دفتر الحج من الدائرة، بعد تبيان جميع الوثائق السابقة وتقديم 3 صور شمسية ووثيقة إثبات علاقة المحرم.