تتويجا للنقاش رفيع المستوى بشأن مكافحة الإرهاب في إفريقيا، الذي عقد يوم 21 يناير الجاري، برئاسة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطّاف، تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة بيانا رئاسيا، بمبادرة من الجزائر بصفتها الوطنية، يسلط الضوء على البنية المؤسسية لمكافحة الإرهاب في إفريقيا.
ويمثل البيان الرئاسي تطوّرًا مهما، إذ يكرس، للمرة الأولى، الاعتراف على أعلى مستوى دولي بدور نصير الاتحاد الإفريقي للوقاية من الإرهاب ومكافحته، المخول للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي اختاره نظراؤه الأفارقة لتولي هذه المسؤولية التي تثقل كاهل قارتنا نظرا لتداعياتها الوخيمة والمعقدة.
كما تمّ، للمرة الأولى أيضا، وبإلحاح من حامل القلم (الجزائر)، الاعتراف بالدور الأساسي الذي تضطلع به الآليات الأفريقية القائمة، لاسيما لجنة أجهزة المخابرات والأمن الإفريقية (CISSA)، ووحدة مكافحة الإرهاب التابعة للقوة الإفريقية الجاهزة، وأفريبول (AFRIPOL)، مما يظهر النضج المتزايد للبنية الأمنية القارية.
وكان السيد عطاف قد أكد خلال مناقشات 21 جانفي أن المسار الحالي للإرهاب في إفريقيا غير مستدام، وشدد على ضرورة اتباع نهج جديد يجمع بين الأمن والتنمية وعلى قيادة إفريقية قوية مدعومة بشراكات دولية فعالة.
وقد تجسدت هذه الرؤية في هذا البيان الرئاسي الذي يربط بشكل متماسك بين الأبعاد الأمنية والتنموية.
وكتدبير عملي حاسم، يطلب البيان من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقارير سنوية عن الجهود المشتركة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب في إفريقيا، مؤسسا بذلك آلية متابعة منتظمة غير مسبوقة.
ويشكل هذا الإجراء خطوة مهمة في مأسسة الشراكة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب ويضمن مراجعة مستمرة للتقدم المحرز في هذا المجال.
والثلاثاء 21 جانفي، ترأس وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، بنيويورك، اجتماعا رفيع المستوى لمجلس الأمن الأممي بشأن مسألة مكافحة الإرهاب في إفريقيا، حيث أشاد المتدخلون بدور رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في قيادة جهود مكافحة الإرهاب في إفريقيا.
وشهد الاجتماع مشاركة متميزة لقرابة 70 وفدا يتصدرهم وزراء خارجية دول من داخل وخارج القارة الإفريقية، على غرار الصومال، وسيراليون، وناميبيا، ورواندا، وأنغولا، وأوغندا، وجنوب السودان، وإندونيسيا وبنما، فضلا عن مسؤولين سامين بالأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وقد أشاد كافة الوزراء الأفارقة المشاركون في أشغال هذا الاجتماع، بجهود رئيس لجمهورية، عبد المجيد تبون، ودوره الفاعل في قيادة المساعي القارية في ميدان مجابهة هذه الآفة، مؤكدين على أن تجربة الجزائر الرائدة قد ألهمت بشكل واسع مختلف أبعاد العمل الإفريقي المشترك في مجال مكافحة الإرهاب.
كما نوه المتدخلون بمبادرة الجزائر بعقد هذا النقاش الذي يرمي إلى دق ناقوس الخطر بشأن التنامي المقلق للإرهاب في افريقيا والتأكيد على الحاجة الملحة لإحياء الاهتمام الدولي بمواجهة هذا التهديد، الذي أصبح يتربص بالسلم والأمن والتنمية في كافة ربوع القارة.
و خلال الإحاطة التي قدّمها لأعضاء مجلس الأمن بشأن موضوع الاجتماع، أعرب مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، السفير بانكولي أديوي، عن خالص تقديره لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، رائد مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا، نظير قيادته المقتدرة لجهود الاتحاد الإفريقي في هذا المجال ودعمه المتواصل للمساعي الجماعية ذات الصلة المنبثقة عن “مسار وهران”.
ومن جانبها، عبرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد، عن خالص تقديرها لحرص الرئاسة الجزائرية على الربط بين المسائل الأمنية والتنموية وكذا السياسات القائمة على حقوق الإنسان في صياغة الجهود الإفريقية لمكافحة الإرهاب.
وفي الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، عرض السيد أحمد عطاف مقاربة الجزائر في ميدان مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا، التي تستوجب معالجة تجليات هذه الظاهرة وأسبابها الجذرية على حد سواء، وتتطلب مراعاة مختلف الجوانب الإنمائية والأمنية بصورة متناسقة ومتكاملة.
كما أكد السيد وزير الدولة، أن مكافحة الإرهاب في القارة تقتضي دعم المجموعة الدولية لجهود الاتحاد الإفريقي ودوله الأعضاء، كون نجاح إفريقيا في كسب الرهان سيكون في صالح المعمورة قاطبة وفشلها سيضر العالم بأسره.