بعد 12 يوماً من المنافسة والتحدي، وبمشاركة أزيد من 2000 رياضي ورياضية يمثلون 22 دولة عربية، أنهت الجزائر الألعاب الرياضية العربية 2023 -التي احتضنتها ما بين الـ 5 والـ 15 جويلية الجاري- في صدارة الترتيب العام، وبفارق كبير عن أقرب الملاحقين. ومنذ انطلاق الطبعة الـ 15 لهذه التظاهرة الرياضية، بسط الرياضيون الجزائريون، وفي مختلف الاختصاصات، منطقهم على المنافسة، سواءً في الرياضات الجماعية أو الفردية.
تحطيم رقم قياسي في عدد الميداليات الذهبية
ونجحت العناصر الوطنية، في حصد ما مجموعه 253 ميدالية بعد 12 يوما من المنافسة، من بينها 105 ذهبية و76 ذهبية و72 برونزية، لتنهي الجزائر البطولة في الصدارة عن جدارة واستحقاق.
وحلت تونس في وصافة الترتيب العام بـ 121 ميدالية، منها 23 ذهبية و47 فضية و51 برونزية. بينما عاد المركز الثالث للمغرب، برصيد 84 ميدالية، بواقع 21 ذهبية و38 فضية و25 برونزية. فيما جاء البحرين رابعا، بـ 42 ميدالية، من بينها 19 ذهبية و11 فضية و12 برونزية.
السباحة الجزائرية تثبت علو كعبها
بمجموع 51 ميدالية (23 ذهبية، 14 فضية، 14 برونزية)، ومرتبة أولى في الترتيب العام، حققت السباحة الجزائرية أحسن حصاد لها لكل الأوقات، خلال الطبعة الـ 15 للألعاب الرياضية العربية، بعد 10 أيام من التنافس العربي النزيه، في لمة رياضية عربية، افتقدها الرياضيون العرب لمدة 12 سنة.
وبهذا، حطمت السباحة الجزائرية، رقما قياسيا للميداليات لم يتحقق في أي دورة سابقة للألعاب، بغنم 51 ميدالية، كما حطمت 06 أرقام قياسية عربية، و02 رقمين وطنيين، وحقّق السباحون الجزائريون 08 أوقات للحد الأدنى.
التميّز عنوان صيود ومليح ونسرين
وكان جواد صيود نجم منافسة السباحة، بل والألعاب ككل بتحقيقه العلامة الكاملة بـ 11 ميدالية ذهبية من 11 سباقا شارك فيه، (07 فرديا، و04 مع منتخب التتابع)، متفوقا لوحده على باقي المنتخبات المشاركة وسباحيها، وحطم 04 أرقام قياسية عربية.
وسارت السباحة الجزائرية آمال مليح، على خطى مواطنها صيود في التألق، وتعزيز الرصيد من الميداليات، حيث اقتنصت 06 ميداليات ذهبية، وحطمت 04 أرقام قياسية عربية، ورقمين قياسيين وطنيين. ونفس الشيء، ينطبق على مواطنتها مجاهد نسرين، التي دعمت حصيلة السباحة الجزائرية بـ 04 ميداليات ذهبية، ومعززة الآمال في إمكانياتها، وجيلها في التطور والبروز في الاستحقاقات الدولية القادمة.
تألق ممثلي الجزائر في الكاراتي دو
هذا، وعزّزت الجزائر نصيبها من الميداليات الذهبية في ختام اليوم الحادي عشر والأخير من المنافسات، التي جرت يوم الجمعة الماضي، بفضل الكاراتي-دو، الدراجات، رفع الأثقال، كرة السلة 3 ضد 3 والكرة الطائرة (سيدات).
وشهد نفس اليوم، تألق ممثلي الجزائر في الكاراتي دو، عقب تحقيقهم لذهبيتين وفضية وبرونزيتين، وأهدت كل من المصارعة دحلب ناريمان للجزائر، الميدالية الذهبية في اختصاص كاتا فردي- سيدات، وأخرى في كاتا- رجال حسب الفرق، عقب الفوز المحقق في النهائي، تواليا على ممثلة المغرب آية النصير والفريق التونسي.
الدراجة الجزائرية تتربع على العرش العربي بامتياز
وفي الدراجات، فاز الدراج الدولي الجزائري ياسين حمزة بالميدالية الذهبية في سباق فردي عام، الذي جرى في تيبازة، وقطع حمزة المتأهل للألعاب الأولمبية باريس 2024 مسافة السباق، المقدرة بـ 120 كلم في زمن قدره 2سا 56د 22ثا، وحلّ في المركز الثاني ونال الميدالية الفضية الدراج الإماراتي عبد الله العالي، فيما جاء الجزائري الآخر يوسف رقيقي ثالثا، وتوج بالميدالية البرونزية بنفس التوقيت.
بالإضافة إلى الميدالية الذهبية في السباق الفردي العام رجال، أحرز المنتخب الوطني الميدالية الذهبية حسب الفرق، في مسابقة عرفت مشاركة 44 دراجا يمثلون 8 بلدان.
الطاولة الجزائرية تكتفي بفضية وبرونزيتين
أما في تنس الطاولة، حققت الجزائر ثلاث ميداليات، من بينها فضية، خلال اليوم الأخير من المنافسة التي جرت بالقاعة متعددة الرياضات بتيبازة، وحقق الميدالية الفضية، الرياضي مهدي بولوسة، الذي انهزم في النهائي أمام السعودي نور الخضراوي (3-1)، أما الميداليتين البرونزيتين، فكانتا في الفردي إناث، من نصيب ليندة غريبي وماليسا ناصري، عقب خسارتهما أمام التونسيات عبير حاج صالح وفدوى غارسي، على التوالي.
رفع الأثقال الجزائري يعود إلى الواجهة العربية
شهدت منافسات يوم الجمعة الماضي، تألق الرباع الجزائري أيمن توايري (أقل من 102 كلغ)، الذي حقق ميداليتين (1 ذهبية و1 فضية)، بالقاعة متعددة الرياضات في برج الكيفان (جزائر-غرب)، وأحرز توايري الميدالية الذهبية في حركة النثر، بعد تحققيه حمولة 193 كلغ، متفوقا على العراقي قاسمي اللمي (192 كلغ) والأدرني أسيم السلاج (177 كلغ).
أما في حركة الخطف، فحقق الرباع الجزائري الميدالية الفضية، بحمولة قدرت بـ 167 كلغ، في الوقت الذي عادت الميدالية الذهبية للعراقي قاسمي اللمي (172 كلغ)، بينما اكتفى الأردني أسيم السلاج بالميدالية البرونزية 145 كلغ. وبهاتين الميداليتين الجديدتين، حققت رياضة رفع الأثقال، الجمعة، ست ميداليات (1 ذهبية و5 فضيات).
الطائرة الجزائرية تفتك الميدالية الذهبية عند السيدات
وفي الرياضات الجماعية، توّج المنتخب الوطني للكرة الطائرة (سيدات)، بالميدالية الذهبية، بعد فوزه على نظيره التونسي، بنتيجة 3 أشواط لصفر، في المباراة النهائية التي جمعت بينهما، عشية أول أمس، بقاعة “حرشة حسان” (الجزائر العاصمة).
ومن جهته، اكتفى السداسي الجزائري (رجال) بالميدالية الفضية، عقب خسارته أمام نظيره الليبي بنتيجة 3 أشواط لصفر، في المباراة النهائية، وجاءت أشواط المباراة على النحو التالي: 29-31، 18-25، 17-25. وتوج المنتخب القطري بالميدالية البرونزية على حساب الأردن بنتيجة (3-1: 14-25، 25-22، 25-18 و27-25).
سباعي “الخضر” يتحصلون على معدن البرونز
من جهة أخرى، تحصل المنتخب الوطني لكرة اليد على الميدالية البرونزية، إثر فوزه في المباراة الترتيبية على نظيره العراقي، بعد أشواط إضافية بنتيجة 31-29، جرت بالقاعة المتعددة الرياضات بالمركب الأولمبي “ميلود هدفي” في وهران. وعادت الميدالية الذهبية للمنتخب القطري، عقب فوزه في المباراة النهائية على نظيره السعودي بنتيجة 38-24.
الثلاثي الجزائري لكرة السلة يفوز بالذهب عند الرجال
في كرة السلة 3 ضد 3 لفئة أقل من 23 سنة، توج المنتخب الوطني بالميدالية الذهبية، إثر فوزه الصعب على نظيره التونسي بنتيجة 19-18، في المباراة النهائية التي جرت بملعب واقنوني (الجزائر)، وتعد هذه أول ميدالية ذهبية في تاريخ الألعاب الرياضية العربية يتوج بها الفريق الجزائري.
من جهته، اكتفى المنتخب الجزائري النسوي بالميدالية الفضية، عقب خسارته أمام نظيره التونسي بنتيجة 16-13. وفي اللقاء الترتيبي لنيل الميدالية البرونزية، فاز المنتخب الأردني على نظيره السعودي بنتيجة 21- 03.
الرئيس تبون يُهنئ النخبة الوطنية بإنجازاتها
هنّأ رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، النخبة الوطنية التي شاركت في الألعاب العربية من منتخبات ورياضيين. التي حصدت عدد من الميداليات.
وقال الرئيس عبد المجيد تبون، عبر صفحته الرسمية على “تويتر”، السبت، عن إنجاز النخبة الوطنية “كل التقدير للنخبة الوطنية على أدائها الرفيع وتشريفها للجزائر خلال الألعاب العربية. وحلولها في المرتبة الأولى عن جدارة واستحقاق”. وأضاف الرئيس تبون: “تمنياتي لكم بالنجاح وإحراز تقدم أكبر بحول الله في المناسبات الرياضية الدولية المُرتقبة”.
الجزائر نجحت في رفع التحدي
الجزائر كعادتها نجحت في رفع التحدي وتنظيم النسخة 15 من الألعاب الرياضية العربية بامتياز، وهذا بعد توقفها لـ 12 سنة، حيث أن آخر دورة أجريت في قطر عام 2011، لتعود الألعاب من جديد وهذه المرة انطلاقا من الجزائر، وهي المرة الثانية التي تحتضن فيها الجزائر هذا المحفل العربي بعد نسخة 2004 بمناسبة الطبعة العاشرة، حيث تميزت تلك الدورة بمشاركة جميع الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية لأول مرة.
الجزائر تؤكد قدرتها على تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية
وللإشارة، شهد الموسم الرياضي 2022-2023، استضافة الجزائر لعدة منافسات رياضية كبيرة في أقل من عام واحد، بداية من الطبعة الـ17 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران-2022 (25 جوان إلى 6 جويلية)، وبطولة أمم أفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين -الشان- (13 جانفي إلى 4 فيفري 2023)، ثم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم-2023 لفئة أقل من 17 سنة (29 أفريل إلى 19 ماي) وأخيرا الألعاب العربية الرياضية-2023 (5-15 جويلية )، لتبرهن مرة أخرى على قدرتها على استضافة المناسبات الرياضية الكبرى بما تزخر به من بنى وتحتية ومنشآت رياضية وفندقية كبيرة، إضافة إلى التحكم في التنظيم، والذي كان محل إشادة من طرف الكثير، سواءً في التظاهرات الرياضية السابقة أو في هذه النسخة من الألعاب الرياضية العربية.
